نيويورك تايمز: طهران تخسر الانتخابات العراقية

الثلاثاء، 03 فبراير 2009 05:46 م
نيويورك تايمز: طهران تخسر الانتخابات العراقية السنة حرصوا على اغتنام مجالس المحافظات العراقية
إعداد رباب فتحى عن نيويورك تايمز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز فى عددها الصادر اليوم، الثلاثاء، أن انتخابات مجالس المحافظات العراقية، كشفت عن تراجع نفوذ إيران فى العراق. وقالت الصحيفة إن الانتخابات أثبتت نجاح كل من العراقيين والولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذى قد يعيد تعريف دور إيران فى المنطقة.

وأوضحت أن بعض منتقدى الحرب على العراق ادعوا أن الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003 عزز من وضع إيران. وتقوم نظريتهم على أن إيران ما كانت لتمثل تهديداً للعالم كما هو الوضع الآن، فى حال بقاء صدام حسين متربعاً على العرش العراقى، ولكن هذه النظرية فى أساسها خاطئة.

وأضافت نيويورك تايمز أن إيران كانت تدعم "الجماعات الإرهابية" المتمثلة فى حزب الله فى لبنان، وحماس فى غزة والضفة الغربية حتى قبل أن تطرد القوات الأمريكية الرئيس العراقى السابق شر طردة. وكانت إيران تسعى حينها إلى فرض سيطرتها على سوريا ولبنان، فى الوقت الذى كانت قد بدأت بالفعل، بل ومضت قدماً فى برنامجها السرى للحصول على أسلحة نووية وصواريخ باليستية. وعملت إيران على تصعيد جهودها لتعزيز الإسلام الشعيى الراديكالى فى العراق، بعد إدانة صدام وإعدامه. ومع ذلك، فإن نجاح انتخابات العراق سيقلب الأوضاع رأساً على عقب وسيلقى بالعراقيل فى طريق الجهود الإيرانية.

ويذكر أن صدام حسين قد دافع عن نظامه الديكتاتورى الظالم، متحججاً بأنه يحمى الأمم العربية من الخطر الإيرانى الكبير. وردد النقاد الغربيون الذين عارضوا إزاحة صدام حسين عن السلطة حججا واهية لم تعبر سوى عن طغيان حسين، الذى لطخ تاريخه السياسى غزو الكويت واستخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه.

والحقيقة الواضحة هى أن انتخابات العراق قد أرخت من قبضة طهران، حيث لم يهيمن عليها المقترعين الشيعة، وتوافد العرب السنة بأعداد غفيرة على لجان الانتخابات السبت الماضى، بعد أن قاطع أغلبيتهم انتخابات عام 2005، فهم على ما يبدو قد أدركوا أن امتناعهم لم يكن سوى خطأ لم يكرروه هذا العام. ويتوقع البعض أنهم، إن استمروا على هذا المنوال وأظهروا تلك الروح الإيجابية فى انتخابات العراق العامة والمقرر إجراؤها خلال هذا العام، فسيتغير تشكيل البرلمان العراقى بصورة كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، أنه ليس من العدل الافتراض بأن طهران هى التى تتولى أخذ القرارات عن صفوف الشيعة فى العراق، لأن ذلك يمنح الدعاية الإيرانية فضلاً أكثر مما تستحق، ويقلل من شأن الشيعة. والآن سيتعين على الشيعة الاختيار بين "أخذ الأوامر" من الملالى فى طهران أو انتخاب ممثل لهم فى بغداد.

ولكن من ناحية أخرى، لا يعنى نجاح هذه الانتخابات بالضرورة وضع نهاية للعنف الطائفى المتفاقم على أرض العراق، بل ربما يشهد العالم تمزق العراق وتجزئته، وكذلك لن تقضى هذه الانتخابات على الطموح الإيرانى. فطهران على ما يبدو تعتقد أن نفوذها يتسع بشكل كبير على المنطقة، وأن جيرانها فى الشرق الأوسط بجانب الولايات المتحدة الأمريكية قد فشلوا فى الاستجابة بصورة فعالة. والواقع أن هذا الاعتقاد الإيرانى ليس مفاجئاً، خاصة عند النظر إلى موقف إدارة باراك أوباما إزاء طهران، وتأكيد الرئيس الأمريكى على أنه سينتهج سياسة مختلفة تماماً مع إيران قائمة على "الحوار".

ومع هذا، ستترك هذه الانتخابات أثراً بالغاً فى نفوس مواطنى إيران وتابعتها سوريا، حيث سيتعلم الشباب الإيرانى المتعلم والناضج، والمستاء من انتشار التشدد الدينى فى البلاد والفشل الاقتصادى منذ ثورة 1979، من تجربة العراق الديمقراطية الفريدة.

وعلى الرغم من صعوبة اعتراف بعض الأمريكيين بنجاح التجربة العراقية، إلا أن هناك "طفرة" إيجابية تفرض نفسها بقوة على الساحة السياسية والعسكرية. وحانت اللحظة المناسبة كى تدرك الإدارة الأمريكية أن أصابع العراقيين المدرجة باللون الأرجوانى، تمثل بصدق نجاح الديمقراطية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة