الانتهاكات العسكرية المتكررة فى قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى، والاختراقات الجوية والبحرية المتقطعة من حين لآخر، والتوغلات البرية الأخيرة جنوب القطاع.. هل تشير إلى احتمال عودة العمليات العسكرية على القطاع مرة أخرى؟
اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجى، يرى أن الحرب لم تنته بعد، بل بالعكس فهى مستمرة ولم تتوقف من الجانب الإسرائيلى، وأن الحديث عن قرار لوقف إطلاق النار مجرد عملية خداعية للعالم ومهلة لالتقاط الأنفاس والعودة مجددا للحرب. فأهداف إسرائيل غير معلنة، فهى ليست القضاء على حركة حماس ، وليست وقف إطلاق الصواريخ. ويؤكد مسلم أن مبررات الجانب الإسرائيلى للانتهاكات المتكررة لقرار وقف إطلاق النار بحجة أن حماس هى التى تبدأ دائما، واهية، فهم يختلقون تلك الادعاءات لكى يفتحوا المجال مرة أخرى للعدوان على القطاع.
ويشير إلى أن إسرائيل منذ نشأتها عام 48 لا تحترم أى قرار لوقف إطلاق النار، سواء من جانبها أو من جانب الأمم المتحدة، ودائما تضرب بتلك القرارات عرض الحائط. ويرى مسلم أن التقارير التى تشير إلى أن إسرائيل لن تقدم على هذه الخطوة العسكرية بحجة أنها مقبلة على انتخابات تشريعية أو لتحسين صورتها أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، تقارير خاطئة لأن إسرائيل طوال تاريخها لاتضع فى الاعتبار أى اهتمام لمصلحة أى دولة تتعارض مع مصلحتها، حتى لو كانت الولايات المتحدة ذاتها. أما بالنسبة للانتخابات فمصلحتهم الأولى هى خوض الحرب مجددا حتى ينتصر الجناح اليمينى المتطرف بزعامة بنيامين نتانياهو.
وطبقا للتقارير الواردة من تل أبيب، فإن إسرائيل مقبلة على عملية عسكرية موسعة كالتى قامت بها فى 27 ديسمبر الماضى، بل إنها ستكون أشد قسوة وضراوة، وذلك بعد تصريح وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى صباح الجمعة الماضى أن خيار شن هجوم جديد على القطاع ما زال قائما، حيث أكدت ليفنى أنه لا بديل عن سياسة "ردع حماس وسحقها"، دون السعى لأى اتفاقيات معها. عماد جاد، رئيس تحرير دورية مختارات إسرائيلية، قلل من تلك التصريحات الواردة من تل أبيب، ويقول إنه طالما توجد هدنة فهناك اختراقات، وإذا حدث ذلك الأمر فإنه سيكون على نطاق محدود يتمركز فى عدة غارات وضربات جوية متقطعة تستهدف نشطاء حماس فحسب.
ويستبعد جاد أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية كالتى حدثت من قبل، وذلك لإقدامهم على الانتخابات، فهم يخشون تبعاتها إذا أخفقوا فى الحرب مجددا. صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قالت إن إيهود أولمرت رئيس الوزراء أعلن عقب الاجتماع الوزارى المصغر أول أمس أنه يريد توجيه ضربة شديدة و"غير تناسبية" فى قطاع غزة، ردا على الهجوم الفلسطينى فى كيسوفيم الثلاثاء الماضى، والذى أسفر عن مقتل جندى إسرائيلى.
من جانبه يرى هانى رسلان، الخبير الاستراتيجى بمركز الأهرام، بأن ردود الفعل الإقليمية والدولية تحول دون إقدام إسرائيل على تلك الخطوة وإن تم التصريح بها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلى، وذلك لأن صورة إسرائيل أمام حلفائها بأنها "الحمل الوديع" قد اهتزت، بالإضافة إلى ذلك وجود مبعوث الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط "جورج ميتشل" بالمنطقة، ما يمنع إسرائيل من الحرب مجددا على القطاع. ويرى رسلان بأن تلك التصريحات تدخل فى نطاق الحرب النفسية على السكان المدنيين حتى يأخذوا موقفا ضد حماس وينقلبوا عليها، وبالتالى عدم استمرارها فى حكم القطاع، وهو ما تهدف إليه إسرائيل.
هل تفكر إسرائيل فى غارات عسكرية جديدة على غزة؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة