البرادعى لـ"نيوزويك": "إيران ليست حماراً"

الثلاثاء، 03 فبراير 2009 08:04 م
البرادعى لـ"نيوزويك": "إيران ليست حماراً" البرادعى اعترف بفشله فى التقريب بين طهران والغرب
إعداد ريم عبد الحميد عن نيوزويك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجرت مجلة نيوزويك الأمريكية حواراً قصيراً مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعى، تحدث فيه عن وجود فرصة فى الوقت الحالى للحوار الحقيقى بين طهران والغرب.

وقالت المجلة إن البرادعى "المثير للجدل" حاول الدفاع عن سجله، مشيرة إلى أن بعض مسئولى إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش إلى جانب عدد من خبراء حظر الانتشار النووى، ادعوا أن البرادعى يخفف من حدة انتقاده للبرنامج النووى الإيرانى من أجل تجنب تبرير أى هجوم عسكرى أمريكى محتمل على الجمهورية الإسلامية.. وفيما يلى نص الحوار..

نيوزويك: بالنظر فيما مضى.. هل تعتقد أنك سمحت لإيران بتجاوز الحدود؟
البرادعى: هذا القول يعبر عن سوء فهم تام. لقد فعلنا كل ما بوسعنا فى إيران للتأكد من أننا نفهم تاريخ برنامجها النووى والوضع الحالى له، وذلك من أجل دفع طهران بعيداً قدر الإمكان داخل حدود سلطتنا كى تصبح "نظيفة". لكن هناك من يعتقد أننا "الله" وأننا قادرون على عبور الحدود وفتح الأبواب.. لكننا لا نمتلك هذا النوع من السلطة.

إيران لديها جانب تكنولوجى وجانب سياسى. أما عن الجانب التكنولوجى فهو جزء من وظيفتنا. والجانب السياسى يتمثل فى الحوار الذى يسعى إلى بناء الثقة والحقيقة. لقد قلت خلال السنوات الستة الماضية إن سياسة بناء الثقة بين الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة، وإيران قد باءت تماما بالفشل. ولم نتحرك ذرة واحدة.

نيوزويك: ماذا تقصد بالضبط؟
البرادعى: لن نستطيع التوصل إلى الثقة ما لم يكن هناك حوار مباشر. والرئيس الأمريكى باراك أوباما يقول الآن إنه مستعد لإجراء حوار مباشر دون شروط مسبقة، ومبنى على الاحترام المتبادل. وأنا أقول بكل تأكيد إن هذا الأمر قد فات آوانه. لا يمكن التعامل مع إيران على أساس أنها تشبه "الحمار"، واستخدام سياسة الترهيب والترغيب. فهذه منافسة على القوة فى الشرق الأوسط.

نيوزويك: إيران ضد الغرب؟
البرادعى: حسناً، إنه سباق بين إيران والغرب. فطهران تريد أن يكون لها دور كقوى أمنية إقليمية معترف بها. ويعتقد الإيرانيون أنهم إذا امتلكوا التكنولوجيا التى تمكنهم من تطوير سلاح نووى فى فترة زمنية قصيرة. فإن هذا الأمر يمنحهم القوة والمكانة والأمن. وقد سمع الإيرانيون من الإدارة الأمريكية السابقة حديثا عن تخصيص أموال لتغيير النظام، فيما يتعلق بمحور الشر. وإذا كنت فى موقف إيران ستفعل أى شىء لحماية نفسك.

نيوزويك: هل تعتقد أن فرصة الحوار يمكن أن تجدى نفعاً؟
البرادعى: علينا المحاولة. ربما لا ينجح الأمر، لكننى أعلم أن أغلبية الشعب الإيرانى، وتحديداً الشباب، يريدون أن تكون لبلادهم علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة، يريدون أن يكونوا جزءاً من المجتمع الدولى. وإذا لم نبدأ حواراً، فما الذى سنستفيده؟

نيوزويك: لقد تم انتخابك مديراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدعم من الولايات المتحدة، لكن واشنطن تعاملت معك فى الآونة الاخيرة بدرجة من السوء..
البرادعى: خلال فترة انتخابى للمرة الثالثة، قام السفير الأمريكى السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون بحملة لمنع إعادة انتخابى من جديد. لكن الأمريكيين لم يجدوا دولة واحدة تقبل باتخاذ موقف مضاد لى. وفى النهاية تم انتخابى بالإجماع وبدعم الولايات المتحدة. من الممكن ألا تتوافق مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكننا لسنا هنا لتنفيذ سياسات دولة واحدة. فإذا اعتبرت منظمة مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها أداة فى يد دولة واحدة، فإن هذا يعنى نهايتها.

نيوزويك: بعض الخبراء يقولون إنك أصبحت حازماً بعض الشىء مع طهران بعد تقرير تقييم الاستخبارات الوطنى الأمريكى الذى صدر فى نهاية عام 2007..
البرادعى: إننا لم نتغير، لقد كنا دائما حازمين. لكن الأمر الذى لا يعجبهم كما يقولون هو أننى أتحدث خارج السياق. ففى العديد من القضايا، كنت أخبرهم سراً وعلناً أنهم فى حاجة إلى أن يدعموننى بالسياسة الأمريكية، لكن هذه السياسة لم تنجح. فهل تريديون مديراً للوكالة الدولية، أم تريديون تكنوقراطيا، لأنهم إذا أرادوا تكنوقراطيا، فإنهم لن يستطيعوا الذهاب إلى أى مكان.

نيوزويك: بعض الناس يقولون إنك لم تكن حازماً بقدر كاف مع سوريا لإقدامها على بناء مفاعل نووى..
البرادعى: لقد كنت شديد القسوة مع إسرائيل لأنها انتهكت القانون الدولى باستخدامها القوة من جانب واحد، ولم تقم بإمدادنا بالمعلومات قبل أن تقدم على ضرب المفاعل السورى. والآن نحن نبذل أقصى جهدنا لمحاولة معرفة ما الذى كانت سوريا تفعله. لكن سوريا مثل إيران، فلا يمكننا القول إن سوريا كانت تبنى منشأة نووية لأن ما نفعله الآن هو محاولة معرفة ماذا كان هناك فى الموقع الذى ضربته إسرائيل.

نيوزويك: لماذا لا تنتقد سوريا وكوريا الشمالية بسبب بناء هذه المنشأة؟
البرادعى: لأننا لا نمتلك دليلاً على هذا، فإذا تواجد لدينا دليل قبل ضرب المنشأة، فكان بإمكانى فعل ذلك خلال 24 ساعة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة