تساءلت صحيفة الفاينانشيال تايمز فى افتتاحيتها أول أمس الخميس حول ما إذا كان القرار الذى اتخذته كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة لصياغة قائمة قوية من العقوبات الإضافية لاستخدامها ضد إيران فى حال رفضها التعاطى مع الغرب فيما يتعلق بطموحاتها النووية، هو قرار ملائم ومفيد؟
تجيب الصحيفة بأن الأخبار التى بحوزتها تظهر أن الدول الأوروبية الثلاث قررت تقوية ساعد هؤلاء فى الغرب الذين ينادون بالتعامل مع إيران، فى إطار سياسة المراجعة من قبل إدارة باراك أوباما.
تذهب الصحيفة إلى أن خلق أية فرصة للنجاح، يقتضى التعامل وفق سياسة العصا والجزرة التى لا تعتمد فقط على حوافز جذابة، بل موانع رادعة عملية: فالحلفاء الغربيون وجيران إيران يجب أن يكونوا قادرين على الاتفاق على "عصا" يعتقدون أنها ستنجح. فقد فشلت السياسة حتى الآن فى إثبات نجاح "العصا والجزرة": فالولايات المتحدة لم تتمكن من تنحية عدائها الشديد للجمهورية الإسلامية جانباً. وطالما كانت أوروبا فاقدة للثقة فى أى خطط أمريكية فى المنطقة بأكملها، فى حين أن روسيا والصين مالتا إلى التعامل مع السياسة الخاصة بإيران باعتبارها صفقة رابحة لتحقيق المصالح الخاصة بكل منهما.
وتضيف: رفضت إدارة جورج بوش السابقة بازدراء العرض الذى قدمته إيران فى 2003 والذى يتعلق بالصفقة الكبرى مع الولايات المتحدة، التى تخاطب المخاوف الأمنية المشتركة بما فى ذلك البرنامج النووى الإيرانى ودعم الحركات الإسلامية المسلحة مثل حزب الله وحماس. وعندما وافقت واشنطن من حيث المبدأ على الإنضمام إلى الدول الأوروبية الثلاث على طاولة المفاوضات عام 2006، اشترطت مسبقاً أن تعلق إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم.
ترى الصحيفة أن النتائج التى توصلت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتى أوضحت أن إيران لديها الآن ما يقرب من ألف كيلو جرام من اليورانيوم منخفض التخصيب تعد بمثابة جرس الإنذار، فإيران قد يكون بإمكانها إعادة صياغة عملياتها بطريقة استكشافية لتخصيب اليورانيوم لمستوى يصلح معه لإنتاج سلاح نووى، ولا يوجد إشارة تدل على أن طهران أنهت الجدل الداخلى حول مسألى التسليح.
والجدل الذى يجب على الغرب التوصل إلى حل بشأنه هو ما إذا كان يجب عليه التعامل مع إيران، أو منعها من إحراز مزيد من التقدم. ربما يؤدى توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية إلى تعليق برنامجها وفى الوقت نفسه انفجار داخل منطقة الشرق الأوسط يجب أن تسعى أى سياسة حكيمة إلى تجنبه بقوة. ويبقى السؤال الحقيقى: هل سيقبل الغرب وإسرائيل أية زعامة إيرانية تكنولوجية فى توفير الوقود النووى الكامل؟ وهل ستأخذ إيران بعين الاعتبار التوقف عند هذه النقطة والاكتفاء بهذا القدر من العقبات.
تؤكد الصحيفة أن الحوار مع إيران سيكون "مخادعا"، لكن أفضل طريقة للتعامل معها تظل "الصفقة الكبرى" لاختبار ما إذا كانت إيران تريد حقاً تحقيق الاستقرار فى المنطقة. وستكون قدرة الغرب على ردع إيران جزءاً من هذا التوازن فى أى مستقبل قريب. والاستعداد لفرض عقوبات جديدة، ما لم يتم تعليق تخصيب اليورانيوم بشكل سريع مع استئناف المحادثات، سيساعد فقط فى حشد الأذهان.
فاينانشيال تايمز تتساءل:
هل تنجح سياسة العصا والجزرة مع إيران؟
السبت، 28 فبراير 2009 08:08 م