بعد مرور أربع ساعات على القبض على عبد الرحمن طاهر صالح بتهمة طعن سائح أمريكى بسكين فى الحسين، انتقل اليوم السابع إلى منزل عبد الرحمن لمعرفة المزيد عن الشخص الذى أورد بيان الداخلية أنه يعمل طباخاً، وأنه مرتكب الحادث.
فى 10 شارع حامد أحمد المتفرع من شارع ناهيا ببولاق الدكرور، يسكن عبد الرحمن فى شقة إيجار بالدور الأول، وفى الدور الثانى يسكن أخوه بكرى الذى استقبلنا بحذر فى البداية ظناً منه أننا ضباط بأمن الدولة، وعندما علم أننا صحفيون، قال إنه ليس لديه ما يقدمه لنا. وافق بكرى على إجراء حوار معنا لكنه رفض بإصرار أن نلتقط أى صور، وقال "مش عايزين شوشرة" فاحترمنا رغبته واكتفينا معه بالحديث فقط.
كيف عرفت بخبر ورود اسم عبد الرحمن بحادث الاعتداء على السائح الأمريكى؟
كنت عائداً من زيارة ابنتى، وفوجئت بضباط من أمن الدولة يسألون على عبد الرحمن، ولم أكن أعرف مكان وجوده، فأخبرونى بسبب مجيئهم، ووقتها شعرت بالخوف على مصيره وشعرت أننى فى كابوس، وطلبوا منى أن أفتح لهم شقته ولم يكن معى المفتاح، فهاتفت أخى عبد الحميد، وطلبت منه أنه يفتح الشقة، وعندما فتحناها أخذوا منها كل الورق والشهادات الخاصة بعبد الرحمن، كما اصطحبوا معهم أخى عبد الحميد لضمان أن يذهب لهم عبد الرحمن، وقالوا لى "اطمئن الموضوع بسيط، هايضمن عبد الرحمن وهيمشى على طول".
وما هو انطباعك عن خبر ضلوع عبد الرحمن فى الحادث؟
نحن أناس طيبون من النوبة، من "كلابشة" بأسوان جئنا إلى القاهرة من زمان للعمل، وحصل عبد الرحمن على دبلوم صنايع، وقدم نفسه للخدمة العسكرية بعد انتهاء تعليمه مباشرة لأنه كان يريد خدمة بلده، ولأنه أراد أن يساعدنى لأننى الأخ الكبير والعائل الوحيد للأسرة، وهو قرر تأخير دخولى الجيش حتى أقف على قدمى وأرعى البيت.
وهل كان لعبد الرحمن شقيقك أى ميول سياسية أو اتجاهات معينة؟
نحن عائلة لا نعرف السياسة ولا نعرف حتى من هو رئيس الوزراء، ونهتم فقط بالكرة ولا ندخل أنفسنا فى متاهات الحكومة.
وهل عبد الرحمن أيضاً مهتم بالكرة فقط؟
عبد الرحمن إنسان طيب وعلى خلق، ويصلى الفرض فى وقته فى المسجد، ويساعد كل الناس وخاصة ذوى القربى، ولا يبخل بما معه على أى أحد، ولا يعرف التطرف، ولا يقرأ الصحف ولا يمارس السياسة، وليس له أصدقاء.
وهل عمل طباخاً بعد إنهائه للجيش؟
أخى عبد الرحمن ليس طباخاً، كما ذكر بيان الداخلية، وهو كان يعمل بالبيع والشراء، وكنت أشترى له خضراوات ليبيعها فى أول الشارع، ليكون تحت أعييننا وليتمكن من الإنفاق على نفسه. لكنه منذ يومين تعب وقرر أن يستريح فى البيت، حتى سمعنا أنه تشاجر مع سائح أمريكى وطعنه بالسكين فى رقبته، وأنا لم أصدق هذا الكلام.
فى رأيك ما سبب تواجد أخيك عبد الرحمن فى الحسين؟
من الممكن أن يكون قد ذهب للبحث عن عمل، لكننى مصر على أنه لا يعمل طباخاً كما تقول وزارة الداخلية. وقد كان يعمل عند "ناس أكابر ومنهم الدكتور عبد الأحد جمال الدين، هوا لو متطرف أو إرهابى كان هيرضى يشغلوه".
كيف كانت ردة فعل عبد الرحمن على تفجيرات الحسين الأخيرة؟
"عبد الرحمن عمره ما راح الحسين ولا يعرف هيا فين من الأصل"، ووقت تفجيرات الحسين كان يبيع الخضار، ووقت تفجيرات الأزهر لم يكن فى القاهرة، "والحظ السيئ هو الذى جعله يذهب إلى الحسين ذلك اليوم".
هل اعتاد عبد الرحمن على حمل أسلحة بيضاء معه "مطواة أو سكين"؟
"عبد الرحمن عمره ما كان بيشيل الحاجات ديه أبداً".
قلت إن أخاك يعانى من إحباط واكتئاب وحالة نفسية، هل تعتقد أنه ربما يكون قد ارتكب بالفعل حادث الاعتداء على السائح؟
هو عبد الرحمن صحيح مريض نفسى، لكن عمره ما فكر فى الحاجات ديه أو فكر يأذى حد، وأى حد سيتهمه ظلماً، أقوله "اسال عليه الأول كويس .. إحنا متربيين كويس وملناش فى العنف ولا البهدلة .. وبلاش تتهموا الناس اعتباطاً .. ده عبد الرحمن ابن حلال والله".
شقيق المتهم بطعن السائح الأمريكى: "أخويا بياع خضار، لا يقرأ الصحف ولا يعرف طريق الحسين"
السبت، 28 فبراير 2009 01:08 م