تبدى واشنطن اهتماما كبيرا بما يجرى فى السعودية، ومع أنها تبدو داعمة للتغييرات التى يجريها الملك عبدالله فى الحكومة وداخل النخبة نحو مزيد من الانفتاح والليبرالية، فإن هناك مخاوف من أن تتوقف التغييرات بوفاة الملك، الذى دخل عامه السادس والثمانين، وأن يحدث انقلاب من المحافظين الذين فقدوا بعض سلطاتهم.
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وهو مؤسسة بحثية أمريكية يمينية، تناول التغييرات والمخاوف. فى مقال لسيمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسات الطاقة بالمعهد، يقول: كان الملك قد أجرى تغييرات مفاجئة فى مجالها وتوقيتها أهمها تعيين أول امرأة فى المملكة فى منصب نائب وزير. وتعيين الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، وزيرا للتعليم. ونورا الفايز نائبة له لشئون الفتيات.
ويعتبر الأمير فيصل تقدمياً، وكان متزوجا من ابنة الملك، عديلة، كما تم تعيين فيصل المعمر نائبا لوزير التعليم -وهو الذى كان أميناً عاماً لمركز الحوار الوطنى الذى شارك فى طرح ومناقشة قضايا مثيرة للجدل فى المملكة- وعبدالله الربيع وزيرا للصحة، وبندر العيبان رئيسا للجنة حقوق الإنسان.
وتراهن واشنطن على دائرة المستشارين المقربين من الملك ممن يمثلون الاتجاه الليبرالى وعلى رأسهم وزير خارجيته الأمير سعود الفيصل، ووزير العمل الشاعر غازى القصيبى، وخالد الدوجرى، الأمين العام لمجلس البيعة. بالإضافة للسفير السعودى فى واشنطن عادل الجبير الذى يقضى وقتاً مع الملك أكثر من الذى يقضيه فى واشنطن.
وترى واشنطن أن تعيين امرأة فى منصب وزارى يعتبر مهيناً للمؤسسة الدينية السعودية المحافظة و«الكارهة للنساء»، والتى لحقتها التغييرات الملكية. حيث خرج من الحكومة الشيخ صالح اللحيدان، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، الذى أفتى العام الماضى بقتل ملاك محطات التليفزيون الفضائية. كما تم استبعاد رئيس الشرطة الدينية «المطوعين».هذه التغيرات التى لاقت ترحيباً من قبل الليبراليين والمثقفين السعوديين، تظل المعارضة قائمة من قبل السلطة الدينية، والدعاة الإسلاميين والمطوعين.
وتخشى واشنطن أن تنتهى عملية الإصلاح بوفاة عبدالله، فرغم أنه يبدو فى صحة جيدة، إلا أنه أكبر أخ على قيد الحياة من الذين يحكمون البلاد منذ وفاة مؤسسها عبد العزيز عام 1953، وأن تنقلب المؤسسة الدينية على ما فعله الملك. الذى يقف وراء الكثير من القرارات ومنها السماح للمرأة بقيادة السيارة.
واشنطن تدعم نجوم الليبرالية فى السعودية وتخشى انقلاب المطوعين
الجمعة، 27 فبراير 2009 02:31 ص