براد بيت نجم بألف وجه.. وكيت بلانشيت تتألق

هتدخل فيلم Benjamin Button وانت عادى خالص.. هتخرج وانت بتقول: إذا كانوا دول الممثلين وده الماكياج وده الإخراج وده السيناريو.. يبقى أكيد اللى عندنا ده «خيال الضل»

الجمعة، 27 فبراير 2009 02:23 ص
هتدخل فيلم Benjamin Button وانت عادى خالص.. هتخرج وانت بتقول: إذا كانوا دول الممثلين وده الماكياج وده الإخراج وده السيناريو.. يبقى أكيد اللى عندنا  ده «خيال الضل» براد بيت - كيت بلانشيت مع براد
كتب محمود التركى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا لو عاد الزمن إلى الوراء.. جملة كثيرا ما نهمس بها إلى أنفسنا، ونمنيها بأنه لو تحقق ذلك فسنعيش حياتنا بشكل أفضل.. تلك الأمنية عبر عنها الفيلم الأمريكى الجديد The Curious Case of Benjamin Button الذى يعرض فى مصر حاليا وتوزعه شركة جودنيوز، ويقوم ببطولته براد بيت وكيت بلانشيت وجوليا أرموند، عن قصة تحمل عنوان «حالة بينجامين المثيرة للفضول» للكاتب الأمريكى سكوت فيتزجيرالد الذى يعد واحدا من أهم أدباء القرن العشرين، والتى تم نشرها فى عام 1921 بمجلة كولير.

الفكرة فلسفية للغاية وتحمل معانى جميلة، ليصبح الفيلم واحدا من الأفلام القليلة التى تمس روحك وتدعوك لكى تقف وتتأمل فى الكثير من المعانى التى تحكم حياتنا، لذا فإن 14 عاما كاملة لم تنل من عزيمة صناعه لكى يخرج إلى النور بفضل شركتى الإنتاج والتوزيع warner brother وparamount فى أول اتحاد فنى بينهما، بعد شراء حقوق القصة من المنتج راى ستارك الذى كان يعتزم إنتاجها، لكنه لم يستطع ذلك، وبدأت الشركتان فى البحث عن سيناريست جيد منذ عام 1994 إلى أن ذهبت الرواية عام 2004 إلى السيناريست اريك رووث مخرج رائعة «فورست جامب» ومعه روبن سيكورد الذى تحمس لها، وأضاف إليها الكثير وحذف منها أيضا بما يتناسب مع رؤيته الفنية لها.

تبدأ أحداث الفيلم بمشهد لكيت بلانشيت أو «ديزى ويليامز» ترقد فى مستشفى وبجوارها حفيدتها جوليا أرموند «كارولين» -التى يحسب لها أنها قبلت القيام بدور صغير ولكنه مهم- وتظهر على شاشة التليفزيون خلفيهما نشرات أخبار تنبئ بقدوم إعصار كاترينا عام 2005، ثم تقرأ الفتاة لجدتها بناء على طلبها مذكرات حبيبها السابق «بينجامين بوتون» ليعود بنا المخرج ديفيد فينشر بطريقة الفلاش باك إلى عام 1918 مع نهاية الحرب العالمية الأولى، ووسط احتفالات الشعب الأمريكى بانتهائها، لنشاهد «بينجامين بوتون» الذى يولد فى ظروف خاصة «ونجده كهلا فى الخامسة والثمانين من عمره» يرفضه والده ويعتقد أنه «مسخ مشوه» ويتركه أمام إحدى دور المسنين لتلتقطه سيدة فقيرة سمراء كوينى «تاراج ب.هونسون» وزوجها تيززى «ماهيرشال» ويتبنيانه، ليعيش بوتون وينشأ وسط مجموعة من كبار السن، ويتعلم وقتها معنى افتقاد الأحباء، حيث يتوفى أصدقاؤه العجائز واحدا تلو الآخر.

أجواء داكنة تشعرك بحزن داخل شخصية بينجامين مع خلفية موسيقية وضعها الموسيقار الفرنسى أليسكندر ديسبلات، ولكن ذلك لا يمنع من إحساسنا بالأمل داخل هذا العجوز الذى لا يعرف مصيره ويقع فى علاقة عاطفية مع فتاة صغيرة «ديزى» عمرها 5 سنوات فى مفارقة درامية صادمة وكوميدية أيضا.

من الأمور اللافتة فى الفيلم قوة الماكياج، حيث نقتنع تماما بأن ما نراه هو بينجامين بوتون سواء كان فى الثمانين من عمره أو فى الأربعينيات أو العشرينيات أو أيضا كمراهق، وصدقناه فى كل مراحلة العمرية وهو تحد خاص لصناع الفيلم نجحوا فيه، وبرع فى الفيلم أيضا جيرى هاريس الذى قدم دور كابتن مايك، الذى امتلك حسا كوميديا أضاف إلى العمل كثيراً، خاصة أن الفيلم يحمل معانى إنسانية رائعة تجلت فى مشاهد البداية التى ظهر فيها رجل أعمى صانع ساعات فقد ابنه فى الحرب العالمية الأولى، وصنع ساعة تعود بعقاربها إلى الوراء حيث قال لمن جاءوا ليشاهدوا الساعة إنه صنعها خصيصا على أمل أن يعود ابنه إلى الحياة مجددا بعدما فقده فى الحرب ويعود معه العامل إلى مصنعه والفلاح إلى مزرعته، حيث جاء مشهد الجنود وكأنهم يعودون فعلا من الموت إلى الحياة من جديد. ومن أروع مشاهد الفيلم ذلك الذى يوصلنا فيه المخرج إلى فكرة أن الأقدار ترتبط ببعضها البعض، حيث تصاب «ديزى» راقصة البالية وحبيبة بوتون فى حادث سيارة «تاكسى» بعد خروجها بقليل من المسرح، وفى مشاهد متتابعة قصيرة يوضح لنا المخرج كيف أن ذلك الحادث ارتبط بعدة أحداث أخرى سبقته ومنها أن صديقة ديزى تأخرت قليلا قبل خروجها من المسرح وهو ما دفع الأخيرة إلى انتظارها، وأن سائق التاكسى توقف قبل الحادث بقليل ليشرب القهوة فى إحدى الكافيهات، والعديد من الأحداث الأخرى، وعبر المخرج فى مشاهد موازية كيف سيكون الحال لو لم يحدث أى من ذلك كأن لم يأخذ سائق التاكسى قهوته على سبيل المثال كانت ديزى مرت عبر الشارع بسلام دون إصابتها.

ثلاث ساعات إلا ربع هى مدة عرض الفيلم، لكنك لا تشعر بأى ملل أثناء مشاهدته، فكل مشهد يحمل تفاصيل خاصة، ويقربك أكثر إلى الشخصية وتتضح معها معالمها ومشكلتها، وأيضاً الفكرة التى يريد المخرج والمؤلف إيصالها إلى الجمهور، وهى أن الإنسان دائما يسير إلى طريق النهاية سواء بدأه من أوله أو من آخره، وتدفعك الأحداث إلى السؤال دائما ماذا سيكون مصير بينجامين، خاصة أنه تتعقد الأمور حين يكتشف أنه أصبح أبا، وهنا يجد نفسه فى ورطة ويطلب من حبيبته أن تبتعد عنه وتجد لابنتهما المقبلة أبا آخر قادرا على أن يتولى مسئوليتها لأنه مصيره محتوم فى النهاية حيث سيصبح طفلا صغيرا، وهنا لن يصبح قادرا على تربيتها.

حالة بينجامين بوتون الفريدة من نوعها تتعقد أكثر وتظهر معانى الفيلم فى مشاهد النهاية حيث تبلغ حبيبته السبعين من عمرها ويصبح بوتون طفلا صغيرا عمره 5 سنوات، وهو نفس العمر الذى كانت تبلغه حبيبته «ديزي» حينما التقته وكان بوتون عجوزا وتقرأ له نفس القصة التى اعتادا على قراءتها منذ ثمانين عاما حتى يموت على ذراعها. ويحسب لمخرج الفيلم أنه حافظ على عقدة القصة الأصلية وعمقها وقدمها بلغة سينمائية دون تعقيد، ساعده على ذلك المونتاج المتقن، الذى صنع توليفة سينمائية تتضمن عناصر الخيال، والغموض والرومانسية.

لمعلوماتك...
241 مليون دولار إجمالى إيراداته فى مختلف دول العالم حتى الآن





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة