حالة من الهلع والخوف، سيطرت على منطقة الحسين بالكامل، بدءًا من المواطنين وحتى الأجانب.. المشهد كان مروعاً، انفجار قنبلة أمام مسجد الحسين - وفى منتصف الميدان تقريباً - وإبطال مفعول ثانية،مما تسبب فى إصابة 18 شخصا، ومقتل اثنين: الأولى طفلة مصرية تبلغ من العمر 7 سنوات، كانت تتسول من الأجانب الموجودين فى الحى، وفتاة فرنسية فى السابعة عشرة من عمرها كانت الأقرب لمكان الانفجار.
أمام مستشفى الحسينى الجامعى، الذى استحوذ على نصيب الأسد من المصابين، بعد أن تم نقل الحالات البسيطة إلى معهد ناصر، والحالات الأخرى إلى مستشفيات أحمد ماهر، وقصر العينى، والفاطمى، كان هناك 200 جندى وعسكرى أمن مركزى على بعد 10 أمتار من سور المستشفى لمنع دخول أى من الإعلاميين، أو المواطنين الذين ليس لهم علاقة مباشرة بالحادث، بل إن المستشفى نفسه لم يستقبل أى حالات حرجة وتم تحويلها إلى مستشفيات أخرى قريبة، تحت عنوان «حالة الطوارئ ج». الأرقام والإحصائيات والبيانات بشأن القتلى والمصابين وجنسياتهم، لم تكن بعيدة عن «التضاربات»، والاشتباكات المتعددة التى حدثت بين ضباط الأمن وبين الإعلاميين، حتى وصل الأمر إلى سحب كل الكاميرات وتمزيق كل الأوراق التى يحملها الصحفيون، بدعوى «تظبيط الأمور» وبعد ذلك سيتم الإعلان عن كل شىء بالتفصيل، ومن الممكن أن يكون حضور كل من الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة، والدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة، والسفيرين الإيطالى والفرنسى، قد ساهم فى إحكام مزيد من السرية والكتمان حول الحادث.
الشعور ثلاثى الجوانب.. «البكاء الهستيرى، بجانب الهلع والخوف» كان السمة الغالبة على الوفد الفرنسى، المكون من 70 شخصاً الذين دخلوا مستشفى الحسين الجامعى، بعد أن أصيبوا بالفزع من جراء الحادث.. إلا أنهم خرجوا - بعد أن تأكدوا أنهم بحالة جيدة - ليسألوا: من صاحب المصلحة فى ذلك الحادث؟ ولماذا استهدف الأجانب بالذات؟.
بكاء هستيرى من الوفد الفرنسى فى مستشفى الحسين الجامعى
الجمعة، 27 فبراير 2009 02:30 ص