بعد أن تشاهد «كلب العشوائيات المليونير» عمرك ما هتقول: انت فاكرنى هندى؟!

الجمعة، 27 فبراير 2009 02:23 ص
بعد أن تشاهد «كلب العشوائيات المليونير» عمرك ما هتقول: انت فاكرنى هندى؟!
كتب عصام زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين الهند ومصر تشابهات كثيرة بالرغم من أننا نسخر من الهنود مثل قولنا «انت فاكرنى هندى؟!»، أى غبى، أو كردى فى تعبير عنصرى آخر، مع ان الهنود ليس لديهم تعبير يقول «انت فاكرنى مصرى؟!».

ومع ان الهند مثل كل بلاد العالم، باستثناء بعض الأشقاء حولنا، سبقتنا سياسياً وصناعياً وحضارياً، لكنها لا تزال تعانى من بعض أمراض التخلف، مثل الزيادة السكانية، والفقر الذى تعانى منه الأغلبية، والتقاليد الرجعية والتعصب الدينى. ومن التشابهات بيننا وبين الهند، أننا خضعنا لاستعمار الإنجليز لعقود طويلة، ولكن الهنود على الأقل تعلموا اللغة الإنجليزية، ولا يزالون يجيدونها، بينما نحن نسينا الإنجليزية والعربية.

وستسألنى لماذا أخوض فى سمعة مصر وسيرة الهند الآن، وسأقول لك أننى شاهدت فيلم «كلب العشوائيات المليونير»، المرشح لعشر جوائز أوسكار، والذى تدور أحداثه بالكامل فى الهند، وكنت أتساءل طوال الوقت، هل كان يمكن تصوير مثل هذا الفيلم فى مصر، وما الذى كان يمكن أن يحدث ساعتها؟.

الفيلم قام بإخراجه رجل إنجليزى، هو المخرج الكبير دانى بويل، لم يترك سلبية واحدة لم يتناولها، من ذبح المسلمين على يد الهندوس إلى عصابات الشوارع التى تنتهك الأطفال، إلى الشرطة التى تنتهك الأطفال والكبار...إلخ.

وقد أثار الفيلم غضب الكثيرين فى الهند من أعضاء البرلمان والسياسيين إلى سكان الأحياء العشوائية الذين يصور حياتهم، وحتى عنوان الفيلم «كلب العشوائيات»، أثار اعتراضهم مع أنه مصطلح إنجليزى يشير إلى بؤساء الأحياء الفقيرة جداً، ولذلك لم أترجمه بـ«المتشرد» كما فعل عمنا الناقد كمال العمرى، لأنه لايجب ترجمة المصطلحات بكلمات مختلفة.

وبالرغم من هذه الاعتراضات كلها، فإن الفيلم سمح بتصويره فى الهند كما سمحت الحكومة بتوزيعه، وهو يعرض بنجاح فى كل أنحاء الهند رغم أنف المعترضين.. وكما هو الحال دائما فإن المخرج وصناع الفيلم لم يكن هدفهم أبدا تشويه سمعة الهند، ولكن التعبير عن حبهم لها بطريقتهم، أى بالنقد والإبداع.. أقول ذلك، وأنا أشك فى أن أحداً فى مصر يقبل أن يأتى دانى بويل ليصنع فيلما عن عشوائيات «اسطبل عنتر»، ومن المؤكد أنه سيقول لمخرجه: «اصحى.. أنت فاكرنى هندى؟!».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة