المقالات السياسية للمفكر الكبير عبد الرحمن بدوى

الجمعة، 27 فبراير 2009 03:07 م
المقالات السياسية للمفكر الكبير عبد الرحمن بدوى الكتاب يرصد المقالات السياسية للكاتب فى الفترة من 1938 حتى 1967
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مفاجأة رائعة لقراء المفكر الكبير عبد الرحمن بدوى، يقدم لنا محسن بدوى رئيس مركز عبد الرحمن بدوى للإبداع" "المقالات السياسية" للكاتب الكبير، فى الفترة من 1938 حتى 1967، والصادرة عن "مركز عبد الرحمن بدوى للإبداع"، وتكشف لنا الجانب السياسى للمفكر والفيلسوف الكبير، والتى نشرت على مدى ما يقرب من 30 عاما فى المجلات المصرية "مصر الفتاة واللواء الجديد والمجلة وحوار والثقافة والهلال".

يقول محسن بدوى إنه بعد وفاة عبد الرحمن بدوى فى يوليو 2002 وجدنا ضمن أوراقه الشخصية بضع عشرات من الجرائد والمجلات المنشور بها مقالات له ، وقررنا جمع جميع المقالات ونشرها كاملة قدر الاستطاعة، ورصدنا حتى الآن 273 مقالة حصلنا منها على 258 مقالة، ولا نزال نواصل البحث، وهذا الكتاب يعتبر المجموعة الأولى من المقالات والذى يضم المقالات السياسية وعددها 107مقالات ، وجميعها موجودة بالكتاب ماعدا مقال واحد لم نصل إليه.

الكتاب يغطى فترة مهمة فى تاريخ مصر والعالم ويعرض ويحلل الأحداث السياسية المحلية والعالمية ويقدم شرحا للأفكار والفلسفات السياسية، فيقدم لنا فى مجموعة المقالات التى نشرت 1938 ومع بوادر الحرب العالمية عرضا عميقا للأوضاع السياسية العالمية، التى قامت الحرب على أرضيتها، بالإضافة إلى عرض لتفصيلات مهمة تحدث فى ذلك الوقت.

كما تقدم لنا المقالات جانبا استشرافيا للفكر السياسى المستقبلى لدى عبد الرحمن بدوى فى أكثر من مقال منها مقالاته التى يحلل فيها بعمق الأوضاع الأمريكية عام 1944 وأهمية وحدتها مقارنة بالتفتت الأوروبى، وعناصر القوة والضعف فيها، ومنها مقال "حضارات متباينة فى الماضى وحضارة واحدة فى المستقبل" الذى نشر 1963، وفيه عرض لما يسمى القرية العالمية التى لم يتكلم عنها أحد إلا بعد ذلك بثلاثين عاما.

عبد الرحمن بدوى لا يحلل الأحداث المحيطة بمصر فقط، وإنما يحلل الأحداث فى العالم كله بنظرة فلسفية عميقة وبسيطة فى الوقت نفسه ولا غنى عنها لأى باحث أو دارس فى تاريخ وعلاقات هذه الفترة، وآخر مقالة فى المجموعة نشر بمجلة الهلال أول فبراير 1967 قبل سفره بباريس بأيام وكان بعنوان "سارتر وتطور فكره السياسى".

كما يحلل لنا المفكر الكبير عبد الرحمن بدوى داخل الكتاب اتجاهنا الحضارى فى عدة مقالات نشرت بمجلة اللواء الجديد عام 1944، يشير فيها إلى أن النضال فى العالم هو بين قوى حضارية تريد أن تؤكد ذاتها، وأنه يجب علينا أن نستوعب العوامل الفعالة فى التاريخ والأحداث المحيطة بنا لكى نفهم دنيا السياسة والحرب، ويحلل الواقع المحيط بنا سواء فى أوروبا أو أمريكا، ويقول لنا فى نهاية المقالات "لكى نعرف الطريق الذى يجب أن نسلكه خليق بنا أن ندرس كل تلك المواثيق والمشروعات الرسمية وغير الرسمية والأمانى الفردية والجمعية، حتى نكون على بينة من أمرنا ونحن نعالج مشاكل تعنينا نحن بقدر ما تعنى الآخرين بحكم وضعنا السياسى فى مصر والبلاد العربية، حتى يأتى علاجنا لها وطيدا لأنه يقوم على الوقائع".

وفى مقاله "معاهدات الإقامة..كارثة وطنية جديدة" الذى نشر باللواء الجديد مايو 1951 يبين فيه كارثة هذه المعاهدات التى عقدتها مصر مع إنجلترا 1949 ويعتبر لا فرق بينها والامتيازات الأجنبية الملغاة فى مصر، كما تميزت المقالات المنشورة بجرأتها وكلمة الحق الواضحة والتى لا لبس فيها، كما يتضح من عناوين المقالات مثل "كلا..بل قابلوا القوة بالقوة"، و"كفى تضليلا يارجال الجامعة العربية" و"بل ارحموا الأمة فى أموالها"... وغيرها من العناوين التى تناسب صدق واقتناع المفكر الكبير والمرحلة الصعبة التى كانت مصر تمر بها.

وبعد قيام ثورة 1952 التى كان شديد الحماس لها فى البداية قدم رؤيته الفكرية فى مقالات "احموا الحركة فى الخارج من مؤامرات المتآمرين" وفى 7 أكتوبر 52 "يارجال الثورة احذروا هؤلاء"، حتى كتب فى مارس 53 "أعلنوها جمهورية تستريحوا وتريحوا"، وبعدها بأسبوعين "الضفادع الملكية تستأنف نقيقها" صدر بكلمة ـ"اللواء": "يرى الدكتور عبد الرحمن بدوى عضو لجنة الدستور الجديد أن النظام الأفضل لحكم البلاد هو النظام الجمهورى وقد جهر بهذا الرأى منذ سنين عديدة وهو يدافع عنه فى كل مكان وفى كل مناسبة و"واللواء" يسره أن يقدم رأى الدكتور بدوى فى هذا الموضوع .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة