◄«اليوم السابع» تحصل على نتائج لتحليل عينات وتكشف عن أسمدة مسرطنة تبيعها محطة الجبل الأصفر
أوراق التحليل تحمل كارثة.. الأوراق صادرة من معامل حكومية، والكارثة للمواطنين.. أما العينة فخاصة بالسماد العضوى الذى تبيعه الدولة للمزارعين.. حصلنا على نتائج تحليل وكلها تؤكد ارتفاع نسبة الرصاص إلى مستويات خطيرة، ،فى مئات الآلاف من الأطنان.
ولكن هذا النوع من الأسمدة هل يتم معالجته بشكل كامل؟.. السؤال طرحته «اليوم السابع» وفى رحلة البحث عن إجابة حصلنا على نتائج لتحليل عينات منها واكتشفنا أن نسبة «الرصاص» فيها بلغت حدودا كارثية فنسبة «الرصاص» فى المواد الغذائية التى تستخدم فى زراعتها هذه الأسمدة لا يجب أن تتخطى «300 مليجرام» فى كل كيلو جرام وأكثر من ذلك يشكل خطرا.. لكن فى حالتنا تلك جاءت نسبة الرصاص فى الأسمدة التى تم إنتاجها فى شهر أبريل الماضى 1250 مليجراما، ثم تضاعفت فى شهر أغسطس لتصل إلى سبعة آلاف و700 مليجرام فى كل كيلو جرام، وهى النسب التى تزداد معها احتمالات الإصابة بالسرطان. وبسبب ارتفاع أسعار الأسمدة إلى الحد الذى يثقل كاهل الفلاح ويدفعه للبحث عن بديل، لجأ أصحاب مزارع الخضروات والفاكهة فى مدن القناة إلى السماد العضوى ويحصلون عليه من عده أماكن أحدهم هو- محطة الجبل الأصفر -أضخم محطة معالجة للصرف الصحى بالشرق الأوسط والتى تنتج 300 طن يوميا من «الأسمدة العضوية» وتبيعها للمزارعين.
المسئولون بالجهاز التنفيذى لمشروع الصرف الصحى -الذى تخضع محطة الجبل الأصفر له- تمسكوا بنتائج تحاليل جهاز الرصد البيئى، والتى تؤكد مطابقة الحمأة للمواصفات قائلين: «لا يمكن بيع الحمأة قبل التأكد من سلامتها وتحليل عيناتها»، إلا أن النتائج التى حصلنا أيضا عليها لعينة من الحمأة الجافة، أجراها نفس المركز والمخصص للرصد البيئى التابع لوزارة الصحة فى شهر سبتمبر الماضى، بلغت نسبة الرصاص بها 7365 مليجراما لكل كيلو جرام، كما حصلت على خطاب صادر فى 10 يوليو 2008 كشفت فيه شركة «ديجرمون» الفرنسية التى تدير المحطة عن تجاوز نسبة الرصاص فى الحمأة المعالجة المعايير المسموح بها.
أسباب ارتفاع نسبة الرصاص التى يكشفها لنا العاملون فى محطات شركة الصرف الصحى، هى وجود أعطال مستمرة فى محطة رفع «القلج» مما يمنع ضخ المخلفات الصلبة القادمة من شبرا والمعروفة بتلوثها بمخلفات المصانع لمحطة «الجبل الأصفر القديمة».
د. سميح عبد القادر منصور أستاذ علم المبيدات والسموم والخبير بالاتحاد الدولى للسميات يقول: «منذ ثمانى سنوات ونحن نحذر من مخاطر استخدام الحمأة التى تحتوى على معادن ثقيلة بنسب عالية تؤثر على الميكروبات والديدان النافعة للأراضى الزراعية من ناحية، وتتسبب فى إصابة صحة التربة بالخلل، وقبل كل ذلك امتصاص الثمار للمعادن الثقيلة من ناحية ثالثة». وأوضح منصور أن مصر هى الدولة الوحيدة التى لا تعترف بمسمى المسرطنات فى علم السموم!
تناول الثمار المزروعة فى تربة ملوثة بالرصاص، يتسبب فى ارتفاع نسبة تركيزه فى كبد الإنسان، الأمر الذى يضاعف من فرص الإصابة بسرطان الكبد وفى مصر يصاب سنويا 23 ألف مواطن، وفقا لما ذكره الدكتور حمدى الباسل الأستاذ بالمعهد القومى للتغذية، مسار الحمأة الناتجة من محطة الجبل الأصفر، كشف عنه مواطنو الإسماعيلية عبر شكواهم المتكررة للدكتور إبراهيم الجعفرى عضو مجلس الشعب بالإسماعيلية، وأكدوا استخدام مزارعى الخضر والفراولة بمناطق التل الكبير، وقطاع المحكمة، والقصاصين للحمأة القادمة من محطة البركة ومحطة الجبل الأصفر وبحر البقر فى الشرقية.الدكتور رضا حجاج أستاذ التخطيط البيئى يشير إلى أنه لا توجد سياسة واضحة للتعامل مع مياه الصرف الصحى مطالبا بفصل الإدارة عن الملكية.
لمعلوماتك...
◄2 مليون و900 ألف متر مكعب من الحمأة تنتجها مصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة