مع أذان العشاء.. اختار من نفذ التفجير هذا التوقيت لتنفيذ عمليته الإرهابية، كانت الساعة السابعة إلا عشر دقائق، المصلون منشغلون بذهابهم للمسجد، كما أن هذا الوقت يعد ذروة تواجد الأفواج السياحية، أضف إلى ذلك انشغال «القهوجية» وعمال الكافتيريات فى متابعة اللحظات الأخيرة من مباراة الأهلى وبتروجيت.
كل هذه العوامل تجمعت فصعبت، ليس فقط فى تحديد هوية منفذ الحادث، بل أيضا ربما كانت السبب فى اختلاف رؤية الشهود حول مكان إلقاء القنبلتين، سواء ألقيتا من فوق فندق الحسين، أو أنهما وضعتا أو ألقيتا على الأرض، وفى حالة أن القنبلة كانت موقوتة، فهل فجرت من على بعد أو تم تفجيرها يدوياً..ومن مسرح الحادث تناقضت أقوال الشهود، فبينما يؤكد العديد من أصحاب المحلات بالقرب من الحادث، أن المنفذ ألقى القنبلة من الدور الأخير من فوق فندق الحسين السياحى فى اتجاه المشهد الحسينى.. ذهبت شهادات أخرى تتحدث عن أن المنفذ وضع القنبلة تحت الكرسى الحجرى.
التناقض فى روايات الشهود دفع أيضا لتناقض التفسيرات الأمنية، حول مكان إلقاء القنبلتين، سواء من فوق الفندق أو من على الأرض فبينما صدر البيان الأول لوزارة الداخلية، مشيرا إلى أن منفذ الحادث وضع عبوة أسفل مقعد حجرى «الرخامى»، رجح عدد من الضباط فى موقع الحادث أن الانفجار وقع نتيجة إلقاء القنبلتين من فوق فندق الحسين.. ولذلك اتجهت أجهزة البحث للتحفظ على جميع المترددين والمقيمين فى الفندق، مما يشير إلى الاشتباه فى أن المنفذ ألقى القنبلتين من فوق الفندق، ولكن هذا التفسير يصطدم، وحسب مشاهدة مسرح الانفجار، بتحطم الكرسى الرخامى، مما يدل على أن القنبلة كانت قريبة من الكرسى، خاصة أن عدداً من الضحايا كانوا يجلسون على الكرسى الرخامى، ولو جاءت القنبلة من فوق لوقعت عليهم مباشرة.. ولكن شهود العيان، وطبيعة إصابات الضحايا، تشير إلى أن القنبلة لم تتجه إليهم مباشرة، كما أن وضع القنبلة على الأرض، يعنى أنها تم تفجيرها عن بعد، ولكن طبيعة القنبلة كما تؤكد قيادة أمنية: لا تدل على أنها ذات إمكانيات للتفجير عن بعد باستخدام «تايمر»، خاصة أنه وصف القنبلة المستخدمة بأنها عبارة عن عبوة بلاستيكية تشبه «زمزمية المياه» وهى قنبلة يدوية الصنع.
تضارب الاجتهادات بين الضباط تواصل، فأحد ضباط أمن الدولة فى موقع الحادث رجح أن يكون الإرهابى ألقى القنبلة على الضحايا مباشرة.. وفسر وجود قنبلة أخرى، بأنها جزء من القنبلة الرئيسية انشطرت منها ولم تنفجر.
التناقض أسفر عن اتجاهين فى تفسير الحادث لدى الداخلية، بعد أن انشقت قيادات الأمن إلى فريقين فى تفسيرهما المبدئى للحادث، الفريق الأول يتمثل فى المباحث الجنائية، ورجح قيام الفاعل برمى القنبلتين من الدور الخامس من فندق الحسين السياحى، وبالتالى التحقيق مع 8 من العاملين فى 8 مقاهٍ والمطاعم المجاورة للمسجد.
الفريق الآخر يمثله رجال أمن الدولة الذين فكروا فى طبيعة الحادث وما وراءه من أغراض سياسية،وبالتالى استبعدوا رمى الفاعل القنبلتين من الفندق، خاصة أنهم يؤكدون أن جميع العاملين فى الفندق والمطعم يعملون منذ سنوات، ولم يلاحظ أصحاب المحلات أى شىء عليهم.. مما دعاهم إلى تفسير أن القنبلة جاءت من تحت، ورجحوا أن يكون المنفذون وضعوا القنبلة أسفل المقعد الرخامى، غير انهم لم يستبعدوا إلقاءها من فوق، مما يرحج أن الجانى كان من رواد الحسين وليس له صلة أو يقيم فى الفندق.. وتأسيسا على ذلك، تم القبض على عدد كبير من عمال المطاعم، أحدهم يعمل فى مطعم فى الجهة الخلفية لفندق الحسين، بالإضافة للتحقيق مع باقى العمال.
التناقض فى تفسيرات بحث «الداخلية»، يعود إلى تناقض أقوال شهود الواقعة، فبينما يقول سيد الخواجة «أحد أشهر العاملين بالحسين»، وكانت آثار الدماء موجودة على ملابسه، كنت قريبا من مكان الانفجار، وسمعت صوتا قويا ووجدت سيدة أجنبية ملطخة بالدماء جريت نحوها وحملتها ونقلتها إلى سيارة أتارى خاصة بالشرطة، ويقول لم أشاهد شيئا يأتى من فوق، ولكن الانفجار جاء من الأرض، وفسر سيد الاعتقاد بأن القنبلة جاءت من أعلى الفندق، أن أحد العمال فى المحلات أشار بيده إلى فوق فاتجه الكل إلى أعلى.
صبى فى الخامسة عشرة يعمل فى مقهى بالشارع الخلفى: «أول ما سمعنا الخبر اعتقدنا كلنا إنه انفجار أنبوبة، فالصوت كان كبيرا واترعبنا كلنا، بعد ذلك الناس بدأت تجرى فى أماكن مختلفة وكأنهم مش عارفين يروحوا فين« ويضيف: المكان كان مليئا بالسياح بعد قدوم فوج سياحى جاء قبل الحادث مباشرة، وبمجرد أن قدم الأتوبيس ونزل السياح وقع الانفجار.
من وسط تلك التناقضات يمكن القول،إن منفذ العملية لا وجود له بين الضحايا، ولا توجد أدلة مادية عليه حتى الآن، خاصة أن شهود عيان لم يدلوا بمواصفات أى مشتبه فيه.. كما أن الجناة يبدو أنهم استغلوا وجود قنبلة أخرى لم تنفجر، وانشغال الجميع فيها ففروا هاربين.
تناقضت روايات الشهود فانقسمت تفسيرات الأمن حول طريقة زرع القنابل
الإرهابيون اختاروا وقت العشاء للتفجير وذروة تجمع السياح ومباراة الأهلى وبتروجيت
الجمعة، 27 فبراير 2009 02:30 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة