لأنه طفل عادى فى مدرسة عادية, فهو يحب الجرى, والتسابق, والتسلق.. إلخ, وكانت «العارضة الحديدية لمرمى الكرة» هى بهجة أحمد حسن سعيد الطالب بمدرسة إسكندرية الفنية المتقدمة للبنين, يتسلقها ويتأرجح ويطير فى الهواء, إلا أن أحمد تسلق هذه المرة لتكون الأخيرة, وبلا رجعة لا للتسلق ولا للحياة.
وهكذا كان التقاعس فى صيانة الأدوات الرياضية بالمدرسة سبباً فى وفاة أحمد, فعلى الرغم من توافر مرميين آخرين بالملعب, ثبت من الإطلاع على سجلات العهدة أنهما بالمدرسة قبل الواقعة بسبع سنوات ولم يتم استبدالهما بالتالفين! تم تحرير محضر بالواقعة رقم (6994) إدارى محرم بك,وتقييدها جنحة برقم (12520) جنح محرم بك, إلا أنه حكم فيهما بالبراءة على المتهمين وهما مدير المدرسة, وأمين عام العهدة الذى تم تشوين المرميين بمعرفته لتلفهما وعدم توافر شروط الأمان فيهما, ليس هذا فحسب بل تم أيضاً رفض الدعوى المدنية, وإلزام رافعهما بالمصروفات, وخمسين جنيهاً أتعاب المحاماة. الموت, والظلم, والإهمال, وخراب الديار, أشياء أصبحت تحاصر أسرة أحمد.. شهيد « العارضة الحديدية» بالمدرسة, بمن يستنجدون, ومن يحاسب الجناة.. حتى هذه اللحظة, الإجابة هى «لا أحد»!