فى أحد أيام إجازتى غير الرسمية كنا نجلس نحن الوارد أسماؤنا فى السطر القادم وعلى الترتيب الآتى محمود و أحمد وعلى.أمام شاشة تليفزيون مقاس 29 بوصة حيث جلسات السهر أمام التليفزيون زى زمان. و بناء على طلب منى (يا عم شوف لنا حاجة غير اللى مشغله ده هات لنا اى مسرحية ولا فيلم كوميدى). ورغم وجود حزب مُعارض لقرار محمود الذى قام بتغيير محطة التليفزيون بعد استخدامه لجملته الشهيرة (طلبك عندى). وهو يعمل فى أحد محلات الملابس منذ 3 سنوات رغم تخرجه من كلية الحقوق. ليأتى بقناة كوميدية محاولاً اضفاء البهجة على هذه الجلسة التليفزيونية وخاصة فى حضور على فهو شخص متشائم (فقرى حسب تعبير محمود) و هو يعمل مصمم جرافيك، و ما كان من على أن ينهر محمود بنظرة يعلم معناها جيداً، أمر محمود تغيير المحطة إلا أنه رفض فرد عليه على مستخدماً جملته المعهودة (أنا مصمم.انا مصمم تغير المحطة دى).
و كانت عدم الاستجابة هى الرد الوحيد من محمود على أمر عَلى محاولاً اقناعه قائلاً (مايبقاش مخك صغير بقى.خليك large و خلينا نتفرج براحتنا). الا ان اشتد موقف عَلى المصمم على تغيير المحطة.مما زاد احتداد الموقف بين الطرفين. حيث يأتى دورى فى التهدئة و القيام بدور الوسيط حيث اصبح وسيطا بينهم شكلاً و موضوعاً.
وعملاَ منى بنظام الديمقراطية طلبت من عَلى طرح وجهة نظره.و الذى بدأها بجملة (انا معترض على هذه المحطة). و كان سؤالى موجها إليه (طيب انت وجه اعتراضك على المحطة؟!). رد قائلاً بعد أن نهرنى بنظرة أفهم معاناها جيداً (يعنى خلاص مبقاش فى مشاكل و كل حاجة بقت كويسة عشان فى الاخر يعملوا لنا قناة كوميدية.يعنى سابوا كل حاجة و مكنش ناقصنا الا القناة الكوميدية؟!).و حرف (النون) فى الجملة السابقة عائد على (الشعب).طبعاًَ دا رأيه هو ما انا إلا مجرد ناقل. (ايه التشاؤم اللى انت فيه ده.كمان مش عاوزهم يعملوا حاجة تضحكنا.يا ساااتر عليك يا راجل) قالها محمود بكل حماسة رداً على عَلى الذى تغير تعبيرات وجهه أثر جملة محمود قائلاَ (قصدك يضحكوا علينا مش يضحكونا). رد عليه محمود (يابنى سيبك من نظرية المؤامرة و سوء النية اللى انت عايش فيهم دول).
(مؤامرة إيه و نية مين بس.طيب بزمتك انت شايف انهم خلاص حلوا كل المشاكل مبقاش ناقص غير قناة كوميدية عشان ننبسط ؟) كاد السؤال الموجه لى من عَلى الايقاع بى فى مأزق و الذى تجاهلت الاجابة عليه مكتفيا بالنظر الى محمود الذى قال (يابنى ادم ما تغمقش الحياة كدة وبطل شكك فى كل حاجة كدة و اديها refresh كفاية مشاكل الحياة).امسك عَلى بكلام الاخر و قال (اديك قولتها مشاكل الحياة و باغتنى بسؤال اخر (اللى عنده مشكلة يحلها ولا ياخد لها مسكن و يكتم ولا ان فى مشكلة اصلاً؟) و كان ردى ايه؟ (مُدعى الصمم المؤقت).و استأنف قائلاً بحكمة و حماس شديدان (يا اخى دا بيقولك يا بخت من بكانى و بكا الناس عليا ولا ضحكنى و ضحك الناس عليا)
بعد فشل محاولاتى فى تهدئة الموقف بين الجانبين وهروباً من أسئلة عَلى قررت أنا تغيير المحطة إلى إحدى محطات الأغانى لأجد الصمت يعم المكان.أنه صمت التركيز فى شاشة التليفزيون حيث توجد هيفاء وهبى متراقصة فى آخر وصلة لها أقصد آخر كليب لها.
