أكد عدد من الخبراء خطورة المشروع الإيرانى وتدخلات طهران فى قضايا المنطقة على الأمن القومى العربى.. جاء ذلك فى ورشة العمل التى عقدها المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، بعنوان "مستقبل الأمن والاستقرار فى المنطقة ما بين الممانعة والاعتدال فى بيئة إقليمية ودولية متغيرة".
بداية، أكد اللواء د. عادل سليمان، المدير التنفيذى للمركز، أن العالم العربى لا تجمعه رؤية واضحة ومحددة حول مفهوم الأمن القومى العربى وكيفية الحفاظ عليه، مما خلق هذين الاتجاهين، منهما محور تدعى سوريا زعامته ويدعمه إيران من خارج العالم العربى تحت مظلة الإسلام، ويلعب له جناحان غير رسميين هما حزب الله وحماس، وأن هذا المحور لا يمانع فى التفاوض مع إسرائيل وأمريكا على مستوى الدول، ولكنه يدفع بجناحيه للعمل العسكرى حتى لو كان غير متكافئ، بينما القوى الإقليمية الرئيسية ممثلة فى مصر والسعودية والأردن، تمانع فى التفريط فى أى حق من حقوق الشعب الفلسطينى.
صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة القاهرة، أكد من جهته أن ارتباط الأمن الوطنى بالإقليمى والعالمى، يصعب الفصل بينهم، وأن جوهر الأمن الوطنى دائماً هو تحقيق حالة من الاستقرار وتأمين الحدود من التهديدات العسكرية الأجنبية والسيادة الوطنية، وأن الأمن الإقليمى يتأتى عندما يتحقق الأمن الوطنى لكل دولة من دول الإقليم دون إضرار بمصالح الآخرين.
وأوضح اللواء الدكتور نشأت الهلالى، مساعد أول وزير الداخلية سابقاً، أن الأبعاد الأمنية الداخلية لمفهوم الأمن القومى تشير إلى أنه أمن الفرد من خلال الدولة، ويرتبط ذلك بأربعة عوامل هى: حماية استقلال الدولة وسيادتها والقدرة على حماية المواطن من الخطر والمحافظة على القيم والمبادئ المختلفة والتنمية الشاملة، وأن الأمن القومى له أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية وأيديولوجية وجغرافية.
الدكتور مأمون فندى، مدير وحدة دراسات الشرق الأوسط فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، أكد أن ما يثار حول تشييع القضية الفلسطينية هو تشييع سياسى وليس مذهبيا كما تحدث عنه القرضاوى والذى نتج عنه العديد من الانقسامات حتى بداخل تنظيم الإخوان المسلمين أنفسهم، حيث أيده البعض وعارضه آخرون.
وكشف سمير غطاس، المفكر الفلسطينى ومدير مركز مقدس للدراسات، عن تواجد 4 منظمات موجودة فى غزة حاليا ذات ارتباط وثيق بتنظيمات إرهابية، مثل تنظيم القاعدة وبن لادن، وقال إنه لدى العرب ثلاثة خيارات: إما الحرب وهو خيار صعب وبدأ يضيق بشدة فى بعض الأجنحة العسكرية وضاق أكثر بعد قيام الحرب اللبنانبة فى 2006 وحرب غزة الأخيرة، وخيار اللا سلم واللاحرب وهو ما تغرق فيه المنطقة فى الوقت الحالى، وخيار السلم والذى يطبقه عدد ضئيل جداً ومن يطبقه يخجل منه، وحتى مصر بدأت فى الخروج منه والتوجه إلى منطقة اللا سلم واللا حرب، والتى لا تؤدى إلا إلى مزيد من التخلف والرجوع للوراء.
وأكد الدكتور بهجت قرنى، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن القضية الفلسطينية ستظل هى مركز الصراع والقضية العربية، وأنه لا بد من وضع أساس لمفهوم الأمن القومى العربى، أوله وجود نوع من التوافق العربى حتى يتم التوافق على مفهوم الأمن القومى بينهم، إذ كيف تتكلم عن أمن قومى مشترك بينما نحن فى خلاف ونصارع بعضنا، ثانياً أن يتم الاتفاق حول الأسس التى يتم عليها ذلك التوافق، وإلا كل يوم سنجد قضية جديدة تفتح، فاليوم لدينا العراق، وغداً سيكون لدينا السودان، وكل يوم سنجد لدينا ملفا يفتح حتى يتم وضع أساس سليم لمفهوم الأمن القومى العربى وكيفية الحفاظ عليه على أسس سليمة ومتوافقة من كل الأطراف العربية المعنية.
النفوذ الإيرانى فى المنطقة العربية يزداد تعقيداً
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة