تأبين العالم فى المجلس الأعلى للثقافة

الخميس، 26 فبراير 2009 01:10 م
تأبين العالم فى المجلس الأعلى للثقافة أشادوا بموقفه من صنع الله إبراهيم عندما صفق له وهو يرفض جائزة ملتقى الرواية - تصوير ياسر عبدالله
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقد أمس، الأربعاء، بالمجلس الأعلى للثقافة، حفل تأبين للمفكر الراحل محمود أمين العالم فى حضور عدد كبير من المثقفين وأساتذة الجامعة منهم الشاعر فاروق شوشة والدكتور حسن حنفى والروائية أمينة زيدان وأدار الندوة الدكتور عماد أبو غازى.

الشاعر فاروق شوشة قال لا يمكن أن نجد كثيرين يحملون الصفات التى أطلقها المصريون على أمين العالم، سواء فى حياتهم أو بعد رحيلهم، بدءا من تسميته مناضلا بالإضافة إلى أنه مفكر كبير وصاحب تكوين فلسفى جعل منه ناقدا ذا بصيرة مستقبلية، وأشار إلى مواقف نبيلة فى حياة العالم منها عندما حبسه من عبد الناصر فى 54 وأيضا فى 59، ولكنه عندما خرج لم يقف موقف المعارضة، وإنما وقف طوال حياته مع عبد الناصر لأن نظامه ضد الاستعمار والإمبريالية، وتناسى ديكتاتورية النظام وأحب وطنيته وكان يتكلم عن سجانه بمنتهى الفخر والاعتزاز. وفى موقف آخر يدل على إنسانيته الشديدة عندما اعتذر صنع الله إبراهيم عن تسلم جائزة ملتقى الرواية التى كان هو نفسه عضوا فى لجنة تحكيمها وقف يصفق له مع الجماهير معتبرا موقف "صنع الله إبراهيم" موقفا أكبر من السلطة والدولة والسياسة، ومنحازا فيه إلى طبيعته الحرة.

وأكد شوشة أن العالم كان مؤهلا ليكون شاعرا حقيقيا من خلال ديوانيه "أغنية إنسان" و"قراءة لجدران زنزانة" ولكن الوعى الأكاديمى والماركسى قتلا فيه الشاعر، وأشار إلى أن الذى نقله من مرحلة الفكر والتأمل إلى مرحلة العمل الثورى، هو الدكتور طه حسين عندما قال له "لقد أكثرت من الكتابة عن الثورة لكن لم تمارس الفعل الثورى"، وخرج بعدها "العالم" من بيت طه حسين ليبدأ العمل السرى فى إحدى التنظيمات السياسية.

الدكتور حسن حنفى اعتبره نموذجا فريدا فى مفكرى مصر تحتاجه الأجيال الجديدة التى لم يعد لها نموذج إلا الهجرة خارج البلاد أو الموت كمدا، خاصة أنه كان يقدر الاختلاف وفى نفس الوقت يهدف إلى الاتفاق حول الوطن والنهضة، واستطاع تحويل الفلسفة إلى الثقافة والثقافة إلى السياسة والسياسة إلى الوطن. وأشار إلى أن أهم معاركه، معركته مع التراث القديم حيث كان لديه موقف نقدى من التراث والوعى والوعى الزائف فى الفكر المعاصر، بالإضافة إلى رؤيته للغرب، وكتبه التى كتبها عن الواقع الذى نعيشه والماركسية.

الدكتورة زينب الخضيرى أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، نوهت إلى قدرته على تشرب ما يقرأ ليصبح جزءا من تكوينه، وكان يقرأ لينفتح على ما يعرفه الآخرون، وينتقد ذاته قبل أن ينتقد الآخرين، وكان لديه الأمل والجرأة والقدرة على الحلم بالمستقبل، ولم يتخل أو يفقد حسه النضالى. فيما أشار الدكتور مصطفى لبيب إلى أنه كان حريصا على العمل البناء وينشر روح المثابرة ويفكر مع الآخرين ومن خلالهم، وكان لا يفقد الأمل أبدا وكان يرسخ دائما لمفهوم حوار الحضارات والاقتراب من الآخر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة