"تعمل إيه لو وانت راجع من الشغل بليل وجدت صوان ملفوف حول إحدى الفيلات أو العمارات المجاورة لبيتك فى مصر الجديدة، ومع صباح اليوم التالى يتحول المبنى إلى قطعة أرض فضاء وفجأة يعلن عن إنشاء عمارة لا يقل ارتفاعها عن 10 أدوار بموافقة الحي؟".. هذا ما يحدث مؤخراً فى حى مصر الجديدة أحد أرقى أحياء القاهرة الحديثة.
يتساءل السكان المجاورون للعقارات الجديدة، والتى تقع فى أماكن هامة بالقرب من مبنى الرقابة الإدارية ودار الدفاع الجوى وبجوار أحد مقار جامعة الدول العربية ومبنى تابع لسفارة الإمارات، لماذا يتم هدم المظهر الحضارى لمصر الجديدة؟ متهمين القائمين على حى مصر الجديدة بـ"الفوضى الهدامة فى التخطيط العمرانى فى حى مصر الجديدة". وأكمل السكان فى مذكرة للرئيس الحى حصل اليوم السابع على نسخه منها لليوم السابع: "هل قام المسئولون المعنيون بالموافقة على المخالفة الصريحة لقانون البناء والتأكد من تناسب الطاقة الاستيعابية للبنية التحتية لتلك العمارات الفارهة التى يتم الموافقة عليها؟".
وحول ما إذا كانت البنية التحتية من صرف صحى وشبكات الكهرباء والمياه ومبيت السيارات ستتأثر أم لا، قال أحد السكان: "بالتأكيد ستتأثر لأن هذه المبانى مصممة من عشرات السنين مما يعرض البنية التحتية للضرر". وتساءل الساكن: "هل يتم مقارنة الطاقة الاستيعابية الحالية بآثار العمارات الفارهة التى تم وسيتم بناؤها؟". واتهم المواطنون رئيس حى مصر الجديدة بالتعنت والتأخير فى اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الأمر، وهو ما سيؤدى لتشويه صورة مصر الجديدة الحضارية.
"تخيلوا تم هدم 8 فيلات فى مساحة لا تتجاوز 300 متر مربع... وتمت الموافقة على الهدم والتصريح ببناء أبراج لا يقل ارتفاعها عن 10 أدوار وبدروم ودور تجارى".. بهذه الكلمات تعجب أحد المواطنين المقيمين فى المنطقة. وطرحت المذكرة أمورا عدة كان أبرزها الربط بين حادث الدويقة الشهير، وأنه يمثل إعلانا سيئا عن مصر فى الخارج ومع ذلك لم يتحرك أى مسئول إلا بعد وقوع الكارثة وانتهوا فى النهاية إلى أنها قضاء وقدر، كما تناولت فكرة هل تتغير معالم مصر الجديدة بهذا الشكل الهدام سيطل علينا المتخصصون ليقولوا للرأى العام أنها مسألة مزاج واقتصاد حر.
"اتقوا الله فى مصر.. وحافظوا عليها وهو ما يعنى حمايتها من انفجار فى شبكة الصرف الصحى".. الصرف الصحى إحدى المشاكل التى سيتعرض لها ساكنو هذه المناطق التى يتم البناء فيها، وأضافت المذكرة، التى حصل اليوم السابع على نسخة منها مع مقاطع فيديو تصور العمارات شاهقة الارتفاع، أن الشوارع تتحول إلى جراجات تتكدس بالسيارات. وفى اتهام صريح، تساءل السكان: "لماذا تتولى شركة بعينها عمليات الهدم والبناء وما هى قدراتها المالية وكيف حصلت عليها؟".
"أجيبونا.. أين الشفافية.. أين المصداقية وأين أحباء مصر ليردوا علينا ويدافعوا عن مصر الجديدة وأين المسئولون بوزارة الحكم المحلى ومحافظة القاهرة وحى مصر الجديدة والتخطيط العمرانى والتنسيق الحضاري؟".. هذه الأسئلة وغيرها مازالت تحتاج لإجابة من المسئولين عن التخطيط العمرانى ومسئولى حى مصر الجديدة.
ومن أشهر المبانى التى تم التعدى عليها وبناء عمارات مرتفعة مخالفة قانون البناء الذى يحدد الارتفاع بمرة ونصف المرة عرض الشارع، وهو ما يعنى تجاوز عدد الأدوار المسموح بها وفقا للقانون: (102) شارع الثورة بجوار أحد مقار جامعة الدول العربية ومقر تابع لسفارة الإمارات، (1-2-15-37-42-46) شارع الشهيد عبد المنعم حافظ، (1) شارع الشهيد اسحق يعقوب، (18) شارع الشهيد أحمد وصفى، (3-5) شارع الدكتور جمال نوح إلى جانب (98) شارع عمر بن الخطاب.
انتشار أبراج مخالفة للقانون فى ضواحى حى مصر الجديدة
الخميس، 26 فبراير 2009 11:09 ص
التلاعب بقوانين البناء فى غيبة المسئولين بالقاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة