لوموند: انفجارات الحسين لا تعنى عودة الإرهاب إلى مصر

الأربعاء، 25 فبراير 2009 04:44 م
لوموند: انفجارات الحسين لا تعنى عودة الإرهاب إلى مصر صحيفة اللوموند طالبت بعدم المبالغة فى حادث الحسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصدر حادث الانفجار الذى وقع فى حى الحسين عناوين الصحافة العالمية، خاصة الصحافة الفرنسية، حيث أسفر الحادث عن مصرع فتاة فرنسية وإصابة 17 فرنسيا آخرين. وقد نشرت صحيفة لوموند الفرنسية حوارا مع جون نويل فيريه، رئيس وحدة البحوث فى المركز القومى للأبحاث العلمية وأستاذ بمعهد الدراسات السياسية فى فرنسا. وهو مؤلف كتاب "مصر بين الديمقراطية والتيار الإسلامى : نظام مبارك فى آوان الخلافة"، الذى صدر عن دار نشر Autrement فى 2008. ويجيب فيريه عن عدد من الأسئلة حول مرتكبى الحادث، وتأثيره على الاقتصاد المصرى وعلى النظام السياسى، وعلاقته بالأحداث الأخيرة التى شهدتها غزة.

حادث الحسين ومن وراءه
يشير فيريه إلى صعوبة طرح أية تكهنات بشأن منفذى هذا الحادث، الذى يدور احتمال ارتكابه سواء من خلال جماعة إسلامية، أو مجرد عمل فردى، أو عملية انتقامية من جانب البدو. إلا أنه يؤكد أن هذا الانفجار ما هو سوى عملية غير منظمة، إذ يظل غياب أى جهة تعلن عن مسئوليتها بشأن الحادث عنصرا هاما.

وعلى الرغم من الأحداث المشابهة التى شهدتها مصر فى 2005، ثم فى دهب فى 2006، إلا أنها لم تعد معرضة على الإطلاق إلى خطر موجة الهجمات الإرهابية مثلما كان الوضع فى التسعينيات. فالأمر لا يتعلق بعودة "الإرهاب الإسلامى" إلى مصر.

كما يرى فيريه أن الخطاب الرسمى يميل إلى التذرع بالحجة الخاصة بكون هذا الحادث عملية انتقامية من جانب البدو، وذلك حتى لا يحمل على اعتقاد قيام أى تنظيم كان بهذا الحادث، حتى لا يشار بأصابع الاتهام إلى سلطة النظام السياسى، وبالتالى أيضا حتى يستبعد الافتراض المتعلق بالجماعات الإسلامية الذى قد يعرض قطاع السياحة للخطر. بيد أنه يعتقد أن هذا الافتراض يفتقر إلى الواقعية.

تأثيرات الحادث
وأوضح فيريه أن لمثل هذا النوع من الحوادث تأثيرا سلبيا على الاقتصاد المحلى، إذ تمثل السياحة المصدر الرئيسى للدخل القومى (ما يقرب من 11 مليار يورو سنويا)، حيث يستفيد منها عدد كبير من الفنادق والمطاعم وأيضا المرشدين السياحيين. ومن ثم لم يكن وقوع هذا الانفجار فى ساحة خان الخليلى مجرد صدفة، فهو من أهم المواقع السياحية فى مصر، ولكنه لا يتمتع بنفس قدر التواجد الأمنى الذى تشهده أماكن سياحية أخرى كهضبة الأهرامات مثلا.

نظام مبارك.. هل يتأثر؟
ويؤكد فيريه أن السلطة السياسية لا تتعرض مطلقا للاتهام من جراء مثل هذا الحادث، الذى لن يضعف النظام كما أنه لن يهز استقراره. بل على العكس، فإن معظم المصريين يتألمون نتيجة مثل هذا النوع من الحوادث التى تضر بالسياحة، المصدر الأساسى لدخل البلد.

يضيف فيريه أن مصر تمر سياسيا بأجواء نهاية حكم مبارك الذى يبلغ من العمر 80 عاما، وأن مسألة الخلافة مطروحة على الساحة بشكل متزايد وعلى نطاق واضح. ففى الوقت الراهن، لا تستطيع أيا من قوى المعارضة الادعاء بفرض نفسها أمام جمال مبارك. فى حين أن الحركة الوحيدة القادرة على إزعاج النظام هى حركة الإخوان المسلمين (التى تدعو إلى العودة إلى أصول الإسلام والرجوع إلى الشريعة كأساس لنشر نظام ديمقراطى إسلامى). ومن ثم يلجأ النظام إلى كل السبل حتى لا تسبب هذه الحركة اضطرابا لهيمنة الحزب الحاكم (الحزب الوطنى الديمقراطى).

فالنظام الحاكم يدرك تماما أن كل مرة لا يضيق فيها الخناق السياسى تعد استفادة للإخوان المسلمين. وعلى الرغم من كون مسألة تواجدهم السياسى داخل مؤسسات الدولة لم تجزم بعد، إلا أن مصلحة النظام تظل فى بقائهم على جانب المعارضة.

يذهب فيريه إلى إمكانية طرح الأمرين بشكل متوازى، مضيفا أن الضيق الذى يشعر به الشارع المصرى تجاه إسرائيل يتوافق مع بعض الإجماع الداخلى على سياسة مبارك. فالمصريون ليسوا دعاة حرب ولا يسعون إلى صراع مكشوف مع الإسرائيليين. يشير فيريه إلى احتمال كون هذا الحادث قد تم نتيجة عمل فردى من أجل القضية الفلسطينية، إلا أنه يكرر التأكيد على عدم ضلوع أية جماعات منظمة فيه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة