من يفوز فى معركة الصيادلة مع وزير المالية؟.. النقابة أم الوزير بطرس غالى؟ هكذا تساءل الكثيرون أثناء متابعتهم للقضية، ووصفوها بالمعركة فى انتظار من يفوز، وفى نهاية المطاف حصل الصيادلة على حقوقهم، كما أن الوزير لم يتجاوز القانون، وبدا أن الخاسر الوحيد هو أشرف العربى رئيس مصلحة الضرائب الذى فشل فى معالجة أولى مشاكل قانون الضرائب الجديد الذى ظهر مع قدومه للمصلحة عام 2005، وبدا عصبيا ومتشددا فى التمسك بتطبيق القانون دون إبداء أى مرونة فى التعامل مع المشكلة الأولى فى عهده بالمصلحة.
ويبدو أن المشكلة لن تمر على خير، حيث أكدت مصادر مقربة من العربى أنه على خلاف شديد مع الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية، خصوصا بعدما طلب الأول مقابلة الثانى بعد الاجتماع الذى جرى بمصلحة الضرائب لمدة 5 دقائق فقط، خرج بعدها وفد الصيادلة مطرودين من مكتب رئيس المصلحة، وهو ما أغضب الوزير بشدة ورفض بعدها مقابلة العربى، ثم اتصل بالصيادلة واعتذر لهم تليفونيا عن تصرفات رئيس المصلحة – وهذا ليس بالهين – وهو ما ينذر بأن الوزير سوف يصب جم غضبه على رئيس المصلحة بعد إخفاقه فى التعامل مع القضية، وما حدث من ملاسنات بينه وبين الصيادلة فى أكثر من برنامج تليفزيونى على الهواء.
وعلم اليوم السابع أن العربى يمر الآن بحالة نفسية شديدة السوء، حتى أنه لم يذهب إلى مكتبه لمدة 3 أيام بعد الواقعة، على الرغم من أنه معروف بهدوء أعصابه وأدبه الشديد فى التعامل مع الناس، إلا أن أحدا لا يمكنه تفسير هذا الموقف، إلا بالقول أنه كان يريد تطبيق القانون دون استثناءات، ولكنه أساء التصرف.
ولم تكن هذه المشكلة الأولى ولا الأصعب فى تاريخ مصلحة الضرائب، حيث شهد عام 1998 المشكلة الأكبر بين مصانع الغزل والنسيج بالمحلة وبين مصلحة الضرائب فى عهد فخرى سعد الدين الرئيس الأسبق، وكانت أيضا حول أسس المحاسبة، ففى وقتها أغرقت المنسوجات الأجنبية البلاد، وارتفعت الأسعار ولم تقدر المنتجات المحلية على المنافسة لا فى الداخل ولا الخارج، وبدأت المصانع تشكو من أسس المحاسبة فى أنها لا تناسب ما يتعرضون له من ضغوط مادية، وذهبوا لمجلس الوزراء دون اللجوء لمصلحة الضرائب، والمثير أن الأزمة بكل ملابساتها تم حلها فى جلسة واحدة كانت عبارة عن ندوة وليس اجتماعا، ضمت وفدا من مصلحة الضرائب ذهب إلى المحلة وبعض أصحاب المصانع، وتم الاتفاق على تعديل الأسس ومراعاتهم محاسبيا دون خرق القانون.
وبالنظر إلى حل تلك الأزمة تساءل الجميع لماذا عجز أشرف العربى عن حل مشكلة الصيادلة بمثل هذه الطريقة، وتفادى غضب الوزير والصيادلة فى آن واحد؟ ولماذا لم يتعلم من تجربة فخرى سعد الدين مع مشكلة المحلة؟.
"العربى" الخاسر الوحيد فى أزمة الصيادلة والمالية
الأربعاء، 25 فبراير 2009 11:22 ص