بعد إقالة عاموس جلعاد من حكومة أولمرت..

هل تحاول إسرائيل إفشال الجهود المصرية للتهدئة؟

الثلاثاء، 24 فبراير 2009 02:57 م
هل تحاول إسرائيل إفشال الجهود المصرية للتهدئة؟ أولمرت يسعى إلى إفشال جهود التهدئة المصرية
كتب علاء فياض

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى توصلت فيه مصر مع الفصائل الفلسطينية إلى اتفاق للتهدئة لمدة معينة، وتوسطت فيها مصر بين الفصائل وإسرائيل بتكليف دولى واسع لتنفيذ هذه المهمة، وما إن جاء الوقت المحدد لتنفيذ التهدئة إلا وضربت إسرائيل مواقف الدول الداعمة للتهدئة عرض الحائط بقرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته إيهود أولمرت، بإقالة عاموس جلعاد المفاوض الإسرائيلى مع الإدارة المصرية، لمجرد انتقاده لسياسات حكومة أولمرت وتعمدها إحراج الإدارة المصرية.

ما هو مصير التهدئة بعد إقالة جلعاد؟ وهل تحاول إسرائيل البحث عن مبررات لإفشال الجهود المصرية فى إحلال السلام لصالح حسابات داخلية فى تل أبيب؟

يؤكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية لا يمثل إلا اضطراباً فى الحياة السياسية فى إسرائيل، وهى لا تعرف أين مصلحتها وتصرف أولمرت هو تصرف غير مسئول من رئيس وزراء ذاهب إلى غير رجعة ومتهم بالفساد وتسبب فى إرباك عملية التهدئة معها جميع الدول العربية والأجنبية التى تفاعلت مع التهدئة المصرية، ويتم هذا الإرباك فى وقت محرج للغاية وعصيب ويدل على استهتار الإسرائيليين بعملية السلام.

ويجب على الدول العربية والأطراف الفلسطينية التعامل بحكمة وصبر إزاء ما تقوم به إسرائيل التى تريد أن تستدرج المنطقة كلها إلى قلب العملية السياسية فيها.

أضاف صبيح قائلاً: يعتبر أولمرت مسئولاً مسئولية مباشرة عما وصلت إليه هذه الحالة، ويجب على الرأى العام فى إسرائيل إذا كان يريد التهدئة أن يمارس ضغوطاً لتنفيذ التهدئة التى بذلت مصر فيها مساعٍ عديدة، كما يجب على جامعة الدول العربية أن تتحرك وبسرعة إزاء هذا التحدى، ويجب أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إسرائيل، فالولايات المتحدة مسئولة مسئولية مباشرة، ولابد أن تمارس الردع لإسرائيل والجلوس على طاولة المفاوضات.

ولابد من تفعيل دور الاتحاد الأوروبى، الشريك مع مصر فى عملية التهدئة منذ البداية، وأن يعلنوا كلاماً واضحاً بخطوات مضغوطة على إسرائيل، كما أن اللجنة الرباعية، والتى كانت تكيل بمكيالين لابد أن تتصرف حيال هذه الغطرسة والاستهتار بالتهدئة.

من جانبه، يؤكد ماهر المقداد العضو البارز فى حركة فتح أن الإدارة الإسرائيلية لا تنفذ إلا قرارات حكومية، فليس لديهم وسائل أخرى للتفاوض، وإنما تعليمات واضحة من الحكومة الإسرائيلية، فمن سيأتى بعد جلعاد للتفاوض لن يحمل إلا ما حمله عاموس جلعاد من قبل.

يؤكد المقداد إن ما تقوم به إسرائيل هو إهدار للجهود المصرية المبذولة، مضيفاً: مصر فوتت الفرصة على إسرائيل وأعلنت من البداية احتجاجها على السلوك الإسرائيلى حيال عملية التهدئة، وأن مصر ليست موظفة لدى إسرائيل، فمصر لها رؤيتها منذ البداية ولها مواقفها.

يقول المقداد إن إسرائيل كانت تريد موقفاً معيناً من التهدئة فى الأيام الأخيرة، إلا أنها انقضت وبدأت فى عملية التراجع، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها استعداد لإنجاز ملف المصالحة أو حتى ملف استعادة شاليط فى الفترة الحالية لأزمة الحكومة الإسرائيلية وعدم قدرتها على تكوين حكومة وحدة وطنية، خاصة أنهم يريدون إنهاء الملف بطريقة معينة، فضلاً على القضايا الداخلية الأخرى، ويضيف: ولابد من تضافر الجهود العربية العربية ووجود رأى عام عربى موحد وموقف فلسطينى موحد، أى رؤية موحدة يعمل عليها الجميع، وكذلك دور الولايات المتحدة الأمريكية، والتى فعلت صيغة جديدة مع سوريا وإشارات بتفهم القضايا العربية.

ويشير الدكتور عماد جاد الخبير فى الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن ملف التهدئة لا يمكن إنجازه حالياً، إلا إذا ارتبط بملف جلعاد شاليط حتى يخرج وألمرت بنهاية يدونها فى سيرته قبل خروجه من الحكومة، وهو لا يريد أن يتحمل المسئولية التاريخية لملف التهدئة ويريد أن يعطى ملفها للحكومة الجديدة.

أوضح جاد أن الموقف المصرى صريح فلا تعهدات بالتهدئة إلا إذا حصلت على موقف صريح من قبل إسرائيل، وما قيل على أن إسرائيل سترسل إلى القاهرة مسئولاً رفيع المستوى بدلاً من عاموس جلعاد هو كلام غير جاد وستكتفى مصر بحوار المصالحة الوطنية المصرية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة