تعيش الفنانة غادة عبد الرازق حالة من النشاط الفنى غير المسبوقة، وهى على غير عادة بنات جيلها تحرص على التركيز فى السينما، لتترك وراءها رصيدا من الأعمال التى تتنوع فيها أدوارها لتشعر معها بأنها متجددة ومتطورة، كما تحرص على اختيار نوعية أدوار لا يشعر معها الجمهور بالملل.
اليوم السابع أجرى معها حوارا، تناول بطولتها المطلقة الثانية من خلال فيلم "أزمة شرف"، وتحدثت عن "خلطة فوزية" وتأخر البطولة فى الوصول إليها، وجرأتها والهجوم عليها ، وأشياء أخرى.
لماذا تتجنبين دائما الحديث عن فيلم "خلطة فوزية"؟
لا تعليق لدى، رغم أننى أحترم وبشده الفنانة إلهام شاهين على المستويين المهنى والإنسانى، واحترم المخرج الكبير مجدى أحمد على، إلا أننى لن أتحدث عن الفيلم نهائيا، وأفضل التركيز على فيلم "أزمة شرف".
فيلم "أزمة شرف" لون مختلف عليك، حيث قدمت فيه شكلا جديدا من حيث المظهر والمضمون؟
أنا حريصة دائما أن اظهر بشكل مختلف حتى لا يملنى الجمهور، ويرانى كغادة التى يعرفونها، خاصة أن لكل شخصية صفاتها التى تعكس نفسها على طريقة ماكياجها ولون الشعر وتسريحته حتى وزنى، فأنا أنتمى إلى المدرسة التى يصل فيها الفنان للتعبير عن الشخصية بعيدا عن شخصيته الحقيقية، لذلك كنت أقول دائما إننى لن أكرر شخصية أديتها "هكون جبت آخرها"، وأفضل أن أترك ممثلة زميلة تبدع فيها وتتصورها من وجهة نظرها، لأننا لا نؤجر لنؤدى نفس الشخصية ونعيد أنفسنا.
تتحدثين عن ذلك رغم أنك من أكثر ممثلات جيلك عملاً فى السينما؟
لم أصل إلى مرحلة النجومية التى تجعلنى أقدم فيلما أو فيلمين فى العام، و حتى السوبر ستارز توجهوا إلى تقديم فيلمين فى العام، ثم أننى كفنانة يهمنى أن يكون لى تاريخ فى السينما فليس من المعقول أن أهب حياتى للفن وأجد رصيدى لا يوجد به سوى 5 و 6 أفلام فقط، ومن ناحية أخرى الإنتاج السينمائى زاد بشكل كبير، ومازال عدد الفنانات المصريات يعد على أصابع اليد الواحدة، وليس من المعقول أن تقدم 20 فيلما كل أبطالهم من الوجوه الجديدة.
رغم عملك فى العديد من الأفلام تأخرت البطولة كثيراً عنك؟
الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، وأنا أقدم الدور الذى أحس به، وكل ما أتمناه أن يتيح المنتجون والموزعون لنا كممثلات الفرصة لنتواجد مثلنا مثل الممثلين الرجال الذين تعطى لهم الفرص بكثرة، وألا يتم ذبحنا من أول مرة "قدموا لنا الفرصة مرة واثنين وثلاثة، وللأسف ما يحدث يدل على أن مجتمعنا سيظل ذكوريا".
ولكن ألا تعتقدين أن المشكلة هنا لا تكمن فى المنتجين والموزعين، ولكن فى عدم وجود كتاب يتيحون الفرصة للنجمات؟
هذا لأن المنتجين يرفضون إعطاء الفرصة للكتاب لتقديم أفلام تخص قضايا المرأة رغم أن المرأة محور الدنيا، ثم هل كانت كل من نادية الجندى ونبيلة عبيد تكتبان لنفسيهما رغم استمرارهما على قمة السينما 20 عاما لوحدهما، لكن للأسف المنتجين ليس لديهم استعداد لتقديم نماذج مثل نادية أو نبيلة.
بهذا المنطق الذى تفكرين به ألم تكونى قلقة من فشل البطولة للمرة الثانية؟
بالطبع كنت شديدة القلق وإلى الآن، لأنه لو لم تنجح التجربة أعرف جيدا ما سيقال على، لكن لو لم تزيدنى قوة تلك الضربة فلن تهزمنى، ويكفينى أننى قدمت فيلما جيدا، وسأكرر التجربة مرات ومرات حتى أنجح، ويقتنع الجميع بتصدرى لأى أفيش، فى النهاية لا يصح إلا الصحيح، لأنه لا يوجد نجاح مفاجئ.
هذا التفاؤل جعلك لا تتذكرين فشل تجربة بطولتك الأولى "90 دقيقة"؟
من قال إن فيلم "90 دقيقة" فشل، فبرغم كل مشاكله وظروف عرضه السيئة، إلا أنه حقق مليوناً و700 ألف وبيع للفضائيات بسعر جيد، وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا عند عرضه بالفضائيات.
ولكن هناك من يقول إن البطولة لن تتاح لكِ إلا من خلال زوجك المنتج وليد التابعى؟
أولاً هذا الكلام غير حقيقى فلو كانت رؤية وليد أننى لا أصلح لفيلم"أزمة شرف" ما كان سيعطينى البطولة، خاصة أنه وريث عائلة منتجة كبيرة وتفهم جيدا ما هو الإنتاج السينمائى، أيضا لا يريد أن يقال إن أول تجاربه الإخراجية فشلت ولا أنا أيضا، فأنا كممثلة أسعى إلى الحفاظ على مكانتى، ثانيا لا مانع لدى من الوقوف بجوار أى منتج مبتدئ ليصبح المنتج الأول فى السوق، وهذا ليس عيبا طالما سيحرص على مصلحتى وعلى تقديم أفلام جيدة.
إذن فسترفضين تقديم أدوار ثانوية خلال الفترة القادمة؟
"أنا مش منفسنة"، على العكس فلو وجدت دورا جيدا مع مخرج جيد فسأقبله حتى لو كان مشهدا واحدا، ومن هذا المشهد سأحقق نجاحا كبيرا، وبالفعل هذا حدث حيث قبلت دورا صغيرا فى فيلم"أدرينالين" لا لشئ سوى أن النص جذبنى بشدة.
الغريب أن البطولتين الوحيدتين لكِ فى عالم السينما كانت فى تجارب أولى لمخرجيها، رغم عملك مع مخرجين كبار؟
أحترم أى مخرج أعمل معه وأنفذ تعليماته، لأنه يجب أن يظهر لدينا جيل جديد، كما أننى عملت مع العديد من المخرجين الشباب، مثل محمود كامل فى "أدرينالين" وكل مخرج مهما كبرت تجربته أو صغرت، فأنه سيستمع لرأيى ووجهة نظرى فى أداء الشخصية لنصل إلى وجهة نظر مشتركة، وإذا لم يحدث فأوامر المخرج يجب أن تنفذ كما هى.
هل تعتبرين نفسك مغامرة وجريئة، وإلى أى حد تصل تلك الجرأة؟
إلى الحد الذى شاهده الجمهور فى فيلم"الريس عمر حرب"، حيث قدمت شخصية شديدة الصعوبة، لأنها مركبة ومريضة بإدمان القمار، لذلك لا تتوانى عن بيع ابنتها وخلال أشد المشاهد جرأة، حيث من المفترض أن نقدم علاقة جسدية تجمعنى بهانى سلامة فى الفراش، لم يظهر من جسدى شئ.
ولكنك متهمة بتقديم أدوار إغراء طوال الوقت؟
أولاً تقديم الإغراء ليس عيبا، ولكن دون أن أقدم عرضا للملابس الداخلية، لأننى لست "موديلز"، بل ممثلة عليها أن تؤدى دورها بأقل الخسائر، خاصة أنى أداة لتنفيذ ما هو مكتوب فى النص، وما يريده المخرج دون أن يؤثر ذلك على كونى زوجة وأما.
ألا تعتقدين أن دورك فى فيلم "حين ميسرة" كان أشد جرأة منه فى "الريس عمر حرب"، وأن تقديمك للدور فتح الباب أمام العديدات لتقديمه؟
الجرأة فى الدور أننا أردنا أن نقدم نموذجا لشاذة فى دعم لرؤية المخرج، وهو أن كل الناس طامعون فى جسد سمية الخشاب حتى الإناث، وهو دور عبارة عن مشاهد فقط عبرت عنه بوجهى وطريقة الكلام، أما عن انتشار تقديم مثل تلك الظاهرة فأقول إن جرأة خالد يوسف هى من فتح الباب إلا أننى أتخوف أن تصبح مثل تلك الشخصيات هوجة لا تعبر عن الحقيقة التى تقول إننا مجتمع مؤمن ملتزم.
ما رأيك فى المقارنة بينك وبين علا غانم والتى تحدثت هى عنها فى الفترة الأخيرة؟
لا أقارن نفسى بأحد، وأعتبر أن لكل فنان طريقته فى التعبير عن الشخصية، لكننى لن أدخل فى مثل ذلك اللغط الجانبى.
استمرار نجاحك مع خالد يوسف يعطى انطباعا بأنك قد وقعتِ عقد احتكار مع شركة الباتروس؟
هذا الكلام غير صحيح، فأنا لم أوقع أى عقود احتكارية مع أحد، رغم أننى أعتبر أن شركتيى الباتروس وجود نيوز هما منزلى، وهم لم يعرضوا على أعمالا، لأنهم يتفهمون طبيعتى فقد حفرت فى الصخر حتى أصنع اسمى، لأن قراراتى أخذها من رأسى، كما أننى أرفض أن أكون ملكا لأحد.
هناك شائعات تتردد بأن فريق عمل خالد يوسف لا يعمل إلا معه فقط؟
على العكس، فخالد يريدنا أن نعمل مع الجميع، ولكن أن نختار أدوارا جيدة، حتى لا يتم هدم ما يبنيه لأن خالد مخرج محب للممثل، وفى كل مرة يعرض على دورا أحس أنه سيكون نقلة نوعية لى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة