تجربة كروية متميزة، بدأت قبل ثلاث سنوات، تعرضت لانتقادات حادة فى بدايتها، وتوقع الجميع أن تعجز عن استكمال المشوار، ولكنها بدأت وتطورت فى صمت، ونجحت وتفوقت فى هدوء وصمت. إنه فريق حرس الحدود، الذى بدأ قبل 3 سنوات تجربة جديدة، تحت قيادة المدير الفنى طارق العشرى، متحدياً اعتقاداً كروياً ساد فى مصر طوال الفترة الماضية، وهو عجز اللاعب المصرى عن تطبيق خطة "4-4-2".
نجح العشرى (45 عاماً) فى إثبات خطأ هذا الاعتقاد، محققاً معادلة صعبة ومتميزة، وهى اللعب بأقل عدد من المدافعين والخروج بأقوى دفاع خلال الدور الأول من مسابقة الدورى هذا الموسم.
العشرى دافع عن إصراره على تطبيق 4/4/2، وهاجم الخوف غير المبرر من مدربى أندية الدورى المصرى للجوء لهذه الطريقة، وتحدث عن طموحاته الشخصية وآماله مع الحرس خلال حواره مع اليوم السابع..
لماذا تصر على اللعب بطريقة 4/4/2 على الرغم من فشل كل من حاول الاعتماد عليها فى مصر؟
إصرارى على اللعب بـ 4/4/2 جاء عن قناعة تامة بقدرات اللاعب المصرى على تنفيذ هذه الخطة، التى تطبق فى كل دول العالم، حتى دول الخليج تلعب بها .. ولا يعقل أن تنجح منتخبات أضعف من مصر فى تطبيقها ثم نقول إن الفرق المصرية لا تستطيع اللعب بـ4/4/2.
هل كنت تعتمد عليها حين كنت تقود الحرس فى الدرجة الثانية؟
كنت أتمنى أن أنفذها، ولكن مستوى اللاعبين الذين تواجدوا مع الحرس فى الدرجة الثانية كان عائقاً أمام ذلك، لهذا كنا نلعب 3-5-2 كباقى الفرق.
ما هى العوائق التى واجهتك لتنتقل بالفريق ليلعب بهذه الخطة؟
فى البداية، الأمور كانت صعبة للغاية، كل من حولى انتقدونى، واللاعبون احتاجوا وقتاً طويلاً لاستيعاب الطريقة الجديدة داخل الملعب، بالإضافة إلى أنهم اعتادوا على طريقة لعب معينة منذ الصغر ويصعب أن نغيرها بين يوم وليلة، كما أن الكثير من الصحف ووسائل الإعلام كانت تهاجمنى فى هذه الفترة بسبب إصرارى على 4/4/2.
ما سبب هذا الهجوم؟
لأننى رفضت أن أسير على الطريقة التقليدية المتبعة، وصممت على اللعب بطريقة جديدة، كما أنهم كانوا يرون أن الفريق لن ينجح فى تحقيق أى انتصارات، واستشهدوا بفشل بعض النماذج السابقة فى تطبيق الخطة داخل مصر.
ماذا كان موقف من انتقدوك بعد نجاحات الحرس الأخيرة والفوز ببطولة الكأس؟
الغريب أن كل من هاجمنى وانتقدنى، عاد ليمتدح إصرارى على طريقة 4/4/2، ويؤكد أننى كنت صحيحاً، ليس هذا فقط، بل طالبوا مدربى الفرق الأخرى بإتباع هذه الطريقة واللعب بها.
إذا كنت ترى أن اللاعب المصرى قادر على تنفيذ هذه الطريقة .. فلماذا لا يلجأ إليها مدربو الأندية فى مصر؟
فى الحقيقة لا أعلم السبب الحقيقى لذلك، ولكننى مندهش من إصرار الفرق على اللعب بـ3/5/2، والمدربون لديهم حالة من الخوف غير المبرر من هذه الطريقة، ودائماً ما يتعللون بأن اللاعب غير قادر على تنفيذها، وهذا كلام عارٍ من الصحة، فكل فرق الدورى الممتاز فى مصر لديها القدرة على تنفيذ 4/4/2.
قد يكون الخوف من الهزيمة هو السبب فى عدم اللجوء لطريقة 4/4/2؟
إذا كان هذا مبرراً، فهل قادت "3-5-2" هذه الفرق للمكسب .. لا، فالحرس الآن فى المركز الخامس فى الدورى، وكل الفرق التى تلينا فى الترتيب تلعب بـ3/5/2، كما أن شباكنا لم تتلق إلا 8 أهداف، كل ما فى الأمر أن هذه الخطة تحتاج جهداً مضاعفاً من المدربين.
لماذا تحتاج 4-4-2 جهداً مضاعفاً من المدربين؟
لأن كل فرق الناشئين فى مصر تلعب بـ "3-5-2"، وهذا يجعل اللاعب يتشرب هذه الطريقة، ويصعب عليه أن يتقبل طريقة لعب أخرى، لذلك يجب على المدرب أن يضاعف من جهده ويصبر على اللاعبين حتى يستوعبوا هذه الطريقة.
فى رأيك، ما الحل لهذه المشكلة؟
الحل ليس بأيدينا، لأننا لا نملك أن نغير من طريقة لعب كل قطاعات الناشئين، لكن الأمر فى يد اتحاد الكرة، وهو الوحيد القادر على إيجاد حل لهذه الأزمة.
كيف؟
من الممكن أن يقوم اتحاد الكرة بتوحيد طريقة اللعب خلال المراحل السنية الأولى، ويتم تعميم 4/4/2 على قطاعات الناشئين فى الفرق المختلفة، وقتها فقط سنجد حلاً لهذه الأزمة، وكل هذا يصب فى صالح المنتخب المصرى.
على ذكر المنتخب .. لماذا لا يلعب بطريقة 4/4/2؟
الجهاز الفنى للمنتخب معذور، لأن اللاعبين مع أنديتهم يلعبون بـ3/5/2، والكابتن حسن شحاتة حاول تنفيذ 4/4/2 فى بعض المباريات الودية، لكنه كان يصطدم بصعوبة استيعاب اللاعبين لها.
بعيداً عن طريقة اللعب .. ماذا مثل الفوز بالكأس بالنسبة لك؟
الفوز بالكأس بداية مرحلة جديدة يتذوق فيها اللاعبون طعم البطولات، وأتمنى أن ننجح فى تحقيق نتيجة إيجابية فى كأس الكونفدرالية فى الموسم المقبل، لأن هذا سيساعدنا كثيراً.
متى يصبح الحرس قادراً على الفوز بالدورى؟
أعترف أننا اكتفينا بالمراكز الشرفية خلال المواسم الماضية, ولكن أؤكد أن الحرس لديه القدرة على المنافسة على المراكز الأولى قريباً، والفوز بالدورى طموح مشروع للجميع.
أكد أن من هاجموه فى البداية امتدحوه فيما بعد
طارق العشرى: لماذا يخاف المدربون من طريقة "4-4-2"؟
الثلاثاء، 24 فبراير 2009 01:46 م