أكدت الجماعة الإسلامية أن تفجيرات الحسين التى وقعت أول أمس الأحد، كشفت النقاب عن جوانب خطيرة من الخلل والقصور مازلت مصر تعانى منها، وتحتاج إلى مصارحة حتى لا يدور الجميع فى دائرة مفرغة.
واعتبرت الجماعة فى بيان لها، أن هذه التفجيرات العمياء ليست من الإسلام فى شىء، وأنها لا تمت للجهاد بصلة، ولا تريد للمسلمين نفعاً ولن تحرر غزة ولن تعيد ما هدم فيها ولن تحيى الدعوة الإسلامية، بل إن هذه المتفجرات تنفجر فى الدعوة وأبنائها قبل أن تنفجر فى غيرهم، وتضيع مجهودات وأوقات وآمال الحركة الإسلامية سدى.
وذكر بيان الجماعة، أن تفجير الحسين كشفت عن خلل عميق فى فهم فريضة الجهاد ما زال متلبساً فى فهم بعض شبابنا، وأوضحت أن الجهاد الذى أراده الله تعالى هو جهاد منزه عن إزهاق أرواح وأنفس معصومة بغير حق.
وقالت الجماعة "إذا كان الذين يقومون بهذه التفجيرات يقصدون رعايا بعض الدول التى ساندت إسرائيل فى غزوها لغزة، نكاية فى هذه الدول، فإننا نقول لهم "وما ذنب هؤلاء الرعايا؟ وهل هؤلاء مسئولون عن سياسة دولهم؟ وهل علم هؤلاء الشباب أن الدول الديمقراطية يمكن أن يدير سياستها ويحكمها حزب حصل فقط فى الانتخابات على 51% من الأصوات .. أى أن هناك 49% من رعايا هذه الدولة لا تؤيد هذه السياسة .. ومنذ متى يكون الإنسان مسئولاً عن سياسة دولته؟".
واعتبرت الجماعة أن الشريعة علمت أن الغاية لا تبرر الوسيلة، وأن الغايات العظيمة لا نصل إليها إلا بالوسائل الشريفة النظيفة التى أقرتها الشريعة، وأن الوسائل لها أحكام المقاصد، وأنه لا يجوز فى ديننا الغدر.
وانتهى بيان الجماعة إلى أنه آن الأوان لتفعيل أفكار المبادرة التى أطلقتها الجماعة قبل 11 عاماً لوقف العنف والسعى بجد لنشر أفكارها ومعانيها وفقهها بين الشباب بكافة الوسائل لتكون درعاً يحمى شبابنا من تيارات الغلو الخاطئ والتطرف الذى يموج به العالم فى هذه الآونة، على أساس أن الفكر الخاطئ لا يدحضه ولا يكشف زيغه سوى فكر راشد متزن وفهم منضبط للشرع الشريف. بعد أن ذاقت مصر طعم الأمن والأمان، اللهم إلا عدة حوادث عشوائية متفرقة كدرت صفو الهدوء والاستقرار الذى نعمت به البلاد، ولكنها سرعان ما غابت سريعاً عن الواجهة لتعود البلاد إلى طبيعتها مرة أخرى.
وجاء بالبيان، أن تفجير الحسين عبر عن خلل كبير فى أسلوب التعاطى مع شبابنا وفى لغة الخطاب التى توجه إليهم. فقد حفلت الأيام السابقة بكم كبير من الحشد النفسى والعاطفى على هامش أحداث غزة، وسدت دعوات الجهاد الأفق دون أن يكون لها قدم واضح على أرض الواقع يبين للشباب ما ينفع الإسلام والأوطان وما يضرهما. ومثل هذا الخطاب الحماسى اللاهب الذى يفتقد كثيراً إلى النظرة الواقعية والعقلانية المتزنة لا يوجه الشباب نحو الاتجاه الصحيح، وإنما يدفع بعضهم للقيام بأعمال غير محسوبة تجر على الإسلام والمسلمين بل والحركات الإسلامية مفاسد لا يعلم مداها إلا الله.
وقال البيان إنه على الذين يحثون الشباب ليل نهارٍ على الجهاد، أن يذكروا لهم ما هو الجهاد الصحيح وما هو الخاطئ؟ وأين يكون الجهاد الصحيح وأين ميادينه الحقيقية ومتى يكون شريفاً نظيفاً ملتزماً بهدى النبوة.
دعت إلى تفعيل مبادرتها ..
الجماعة الإسلامية: تفجيرات الحسين لن تحرر غزة
الثلاثاء، 24 فبراير 2009 03:19 م