تضاربت ردود الفعل فى الأوساط السياحية تجاه حادث التفجير الإرهاربى بمنطقة الحسين أمس الأحد، حيث أكد الدكتور سعيد عبد العزيز عميد كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، أن تأثير الحادث سيكون محدوداً للغاية على القطاع السياحى لسببين: الأول، هو الطريقة البدائية للانفجار فهى عبارة عن عبوة ناسفة محلية الصنع، ولا تشير إلى وجود مخطط لضرب السياحة، مضيفاً أن مثل هذه العمليات الإرهابية فى العالم المعاصر أصبحت جزءاً من حركة الحياة فى الدول، موضحاً أن ايرلندا كانت تعج بحوادث إرهابية شبه يومية، ومع ذلك تضاعفت حركة السياحة فيها 4 مرات خلال عام واحد، وقال إن أسبانيا أيضاً تتعرض لموجات من الإرهاب لكن عدد السائحين يقارب عدد السكان.
أما السبب الثانى، وحسب د.عبد العزيز، فهو تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على القطاع السياحى، فنسب الإشغال فى الفنادق المصرية تؤكد تباطؤ حركة السياحة العالمية، فلم تنتهِ وزارة السياحة من وضع خطط لمواجهة الأزمة, وإلا فوجئنا بحادث إرهاربى يمكن أن يؤثر فى قرار السائح للسفر لفترة لا تتعدى الأسابيع، "وأظن أن القطاع السياحى قادر على التعافى بسرعة".
وأعرب عبد العزيز عن قلقه من تشديد الإجراءات الأمنية، وتكثيفها على الأماكن السياحية والأثرية، مما قد يخلق رد فعل عكسى، من خلال ترويع السائحين وفقدان الثقة فى أمن واستقرار مصر. وطالب الأجهزة الأمنية بالتعامل بعقلانية مع الحادث، والاعتماد على البيانات والمعلومات السرية، وليس التواجد المكثف فى الأماكن السياحية.
ودعا فى الوقت نفسه، وزير السياحة، للاهتمام بتنشيط حركة السياحة الداخلية، معتبراً أنها طوق النجاة فى هذه المرحلة القادمة، وأن تتناول الترويج بمنظور جديد يعتمد على الأفكار الابتكارية.
من جانيه، وصف الخبير السياحى وجدى الكردانى رئيس غرفة المنشآت السياحية، الحادث بالعملية الصباينة، وأشار إلى أن تأثيره سيكون سلبياً على القطاع السياحى، خاصة السياحة العربية، وعلى وجه التحديد "السعودية"، والتى تعد من الدول العشر المصدرة للسياحة لمصر بعد إصابة ثلاثة سعوديين فى الحادث.
وأبدى الكردانى تخوفه من انخفاض نسبة الحجوزات فى شهر أبريل المقبل بعد الحادث, علاوة على تأثير الأزمة الاقتصادية، حيث بلغت نسبة انخفاض الحجوزات موسم الصيف قبل التفجير نحو 25%, وتوقع انخفاضها إلى 40% على الأقل بعد الحادث.
وأضاف أنه تلقى اتصالات من عدة شركات أوروبية، ولاحظ أن هناك قلقاً، وأشار إلى أنه ربما سيتم البحث عن مخارج من الأزمة، وسبل مواجهتها فى اجتماع مع أعضاء الغرفة، حتى يكون التحرك بشكل مدروس.
فى المقابل، التزم هشام زعزوع مساعد وزير السياحة الصمت، مفضلاً أن يكون تعليقه بعد اتضاح الصورة، وقال إن الاطمئنان على المصابين هو الشغل الشاغل للوزارة الآن, ورفض الإجابة على تساؤلات اليوم السابع بشأن الحادث، وأنهى حديثه بأنه لا يوجد أى إجابة لأسئلة افتراضية فى الوقت الحالى.
ونفى أحمد عطية وكيل أول وزارة السياحة لقطاع الفنادق والقرى السياحية إلغاء أى حجوزات بالفنادق، مؤكداً أن آثار الحادث ستظهر خلال الأسبوع القادم، منوهاً أيضاً أن الحوادث ذات الطابع الفردى لن تؤثر على القطاع السياحى.
فى حادث تفجيرات الحسين..
خبراء يتوقعون انخفاض السياحة خلال شهر أبريل
الإثنين، 23 فبراير 2009 09:40 م
مخاوف من تأثر السياحة بتفجيرات الحسين - تصوير: أحمد إسماعيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة