اختتمت صناديق التحوط العاملة فى الأسواق الناشئة عام 2008 بأداء متدهور لمدة 7 أشهر متتالية، مما تسبب فى وصول نسبة تراكم الخسائر إلى حوالى 37%، وفقًا للبيانات التى أصدرتها مؤسسة أبحاث صناديق التحوط (HFR)، وهى إحدى المؤسسات الرائدة فى مجال تقديم بيانات عن صناديق التحوط.
ويعد عام 2008 الأسوأ فى تاريخ أداء صناديق التحوط منذ بدأت HFR فى عام 1990 فى متابعة أداء هذه الصناديق التى تتمركز فى الأسواق الناشئة، والذى تفوق على مستوى الانخفاض القياسى السابق الذى وصل إلى حوالى 33% فى عام 1998.
وسحب المستثمرون 6.7 مليار دولار أمريكى من صناديق التحوط فى الأسواق الناشثة خلال الربع الأخير من عام 2008، الأمر الذى أدى إلى انخفاض إجمالى رأس المال المستثمر فى الأسواق الناشئة إلى أقل من 67 مليار دولار أمريكى على مستوى العالم. وهو ما يؤكد انخفاض الأصول خلال العام الماضى بنسبة 43% من إجمالى ما تحقق نهاية عام 2007.
وقال كينيث هاينز مدير مؤسسة أبحاث صناديق التحوط (HFR): إن تاريخ أداء صناديق التحوط فى الأسواق الناشئة يتميز بدورات متطرفة قياساً بباقى صناديق التحوط، حيث حقق المستثمرون الذين احتملوا تذبذب الأسعار ربحاً يبلغ متوسطه حوالى 13% سنويًا منذ عام 1990، وبتذبذب أسعار مماثل لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 (S&P's 500)، والذى حقق عائداً سنوياً بنسبة 7.3% فى نفس المدة.
ومن اللافت أنه على الرغم من الخسائر التى تحققت فى عام 2008، فإن رأس المال المستثمر فى الشرق الأوسط وأفريقيا نما من أقل من نصف بالمائة من رأسمال صناديق التحوط فى الأسواق الناشئة خلال عام 2002 إلى أكثر من 2%، أو حوالى 1.5 مليار دولار أمريكى من الأصول المستثمرة، ويقتصر أكثر من 20 صندوقا على الاستثمار فى المنطقة، حيث تتركز الصناديق فى هذه الأسواق، بينما تجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم، ويبلغ متوسط حجم أصول هذه الصناديق حوالى 75 مليون دولار أمريكى، وتحتل المرتبة الثانية بعد روسيا من حيث حجم صناديق التحوط فى الأسواق الناشئة.
وبلغت خسائر صناديق التحوط فى أمريكا اللاتينية نحو 29.1% فى عام 2008، وتعد أصغر نسبة حققتها المناطق الأربع الرئيسية التى يوجد بها أسواق ناشئة، ويركز أكثر من 100 صندوق على الاستثمار حصرياً فى أسواق أمريكا اللاتينية وبمتوسط حجم يكاد يعلو عن 35 مليون دولار أمريكى للصندوق، وهو الأصغر بين متوسطات المناطق الأربع الرئيسية لصناديق التحوط، ويمثل رأسمال هذه الصناديق أكثر من 5% من إجمالى رأسمال صناديق التحوط، بعد أن كانت 3% فى عام 2002.
أما روسيا وهى المنطقة الأكثر تذبذباً فى الأسعار بين مناطق الأسواق الناشئة، فحققت الصناديق المستثمرة فى روسيا وأوروبا الشرقية ربحا متراكما يزيد عن 47% خلال الخمس سنوات الماضية؛ ويشتمل ذلك على خسائر تتعدى 57% فى عام 2008، ويقتصر أكثر من 160 صندوق على الاستثمار فى روسيا وأوروبا الشرقية، حيث يبلغ متوسط حجم الصندوق ما يقرب من 100 مليون دولار أمريكى.
وشهدت صناديق التحوط التى تستثمر فى الأسواق الأسيوية الناشئة عمليات انخفاض وصلت إلى 33.5% تقريبًا فى عام 2008، ولكن تزعمت هذه المنطقة مناطق الأسواق الناشئة الأخرى بربح يفوق 3% فى ديسمبر 2008.
وتعتبر أيضاً منطقة الأسواق الآسيوية الناشئة المنطقة الوحيدة التى كان أداؤها إيجابياً فى الثلاث سنوات الماضية، حيث بلغت نسبة ما حققته من ربح تراكمى 13.9% وبلغت نسبة الربح السنوى عن نفس المدة 4.4%، والتى تضم عمليات التدهور التى حدثت فى عام 2008، ويقتصر حوالى 460 صندوق تحوط أو 45% من صناديق التحوط فى الأسواق الناشئة على الاستثمار فى الأسواق الأسيوية الناشئة، حيث يبلغ متوسط حجم الصندوق حوالى 60 مليون دولار أمريكى.
يذكر أن مجموعة بحوث صناديق التحوط ذات المسئولية المحدودة، والتى يقع مقرها فى شيكاغو، هى شركة عالمية رائدة فى مجال تقديم وتوفير البيانات والمعلومات والبحوث، والمؤشرات الخاصة بصناديق التحوط، وكذا إدارة الأصول، تشتمل شركة إدارة الأصول ذات المسئولية المحدودة. وتقدم قاعدة بيانات صناديق التحوط، التى تعتبر مصدراً ثابتاً لمعرفة أداء الصناديق والحصول على معلومات عنها.
