حمدى الحسينى

إسرائيلى "غيور" على مصر!!

الإثنين، 23 فبراير 2009 07:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعض المصريين تخيلوا أن عاموس جلعاد ضابط المخابرات الإسرائيلى معمول له عمل للوقوع فى غرام أم الدنيا ..العمل مكتوب بحبر سرى ومربوط فى ذيل قرموط، كتبه جندى مصرى عذبه جلعاد فى حرب أكتوبر 1973. الجندى اختار جلعاد بالذات لطيبة قلبه، وحرصه على مصالح مصر التى تفوق فى عشقها على كثير من المصريين وعبر عن غيرته بصراحة فى حوار نشرته مؤخرا صحيفة معاريف الإسرائيلية.

لم أصدق عينى وأنا أتصفح أغلب الصحف المصرية حكومية / خاصة، وهى تتنافس على إعادة نشر الحوار. جلعاد وبخ الحكومة الإسرائيلية فى الحوار على استخفافها بمصر والمصريين، وتعمد وزراؤها تقزيم دورها والاستهانة بمشاعر 85 مليون مصرى.

احتجاج عاموس جلعاد كان بسبب تراجع إسرائيل عن تعهداتها لمصر وربطها الإفراج عن الجندى المختطف لدى حماس جلعاد شاليط بقرار رفع الحصار على غزة ..هذا التراجع الإسرائيلى جاء متناقضا مع المبادرة المصرية التى اشترطت وقف صواريخ حماس مقابل فتح المعابر، ثم الاتفاق على صفقة أخرى يتم خلالها مبادلة شاليط بالإفراج عن 1400 أسير فلسطينى.
الصحف المصرية التى هللت للحوار ونشرته على صدر صفحاتها الأولى .. بعضها اعتبر النشر بهذا الشكل إحراج للمسئولين المصريين، بينما البعض الآخر رأى بسذاجة أن الحديث دليل على نجاح السياسة المصرية!

الاحتفال الصاخب لصحافتنا بـ"دموع" عاموس جلعاد على دور مصر يعد مؤشرا خطيرا ينم عن جهل أغلب القائمين عليها بالعديد من الحقائق أهمها على الإطلاق أن إسرائيل استخفت بالموقف المصرى لدرجة جعلتها تلتقط حديث عابر لضابط مخابرات إسرائيلى "بغض النظر عن وزنه" لتستعيد ثقلها المفقود فى موضوع التهدئة، بعد أن وضعها بموقف غاية فى الحرج أمام الرأى العام الفلسطينى والعربى.

الفضول دفعنى لفك طلاسم الاسم العبرى لـ"محب" مصر الولهان لعلى أجد تفسيرا لغيرته المفاجئة.. وجدت أن الشق الأول من اسم عاموس جلعاد عبارة عن لفظ سامى آرامى قديم ظهر لأول مرة لأحد أنبياء إسرائيل فى بيت لحم بفلسطين خلال القرن الثامن قبل الميلاد، أما الشق الثانى من الاسم يعنى بالعبرية الصلابة والخشونة، جلعاد يتمتع بشخصية ضابط المخابرات الغامض دائما ..يتكلم ويفهم العربية، مما جعله مسئولا عن أغلب الملفات المرتبطة بالعرب فى جيش "الدفاع " منذ التحاقه بالخدمة مطلع سبعينيات القرن الماضى.

الملاحظة المهمة فى سيرة حياة اللواء جلعاد العسكرية، أنه يعد من أكثر اليهود إخلاصا وإيمانا بدولة إسرائيل الكبرى، وجرى اختياره بعناية ليكون حلقة الوصل بين مصر وإسرائيل فى ملف المفاوضات مع حماس، سبق له القيام بزيارات عديدة للقاهرة أثناء العدوان على غزة وصل عددها أكثر من عشرين زيارة، فى تلك الأثناء كاد جلعاد نفسه أن يثير فتنة بين مصر وحركة حماس عندما زعم أن المسئولين فى مصر أبلغوه بأن حماس تشكل تهديدا لأمنهم القومى!!..فى منتصف شهر فبراير الجارى وفى ذروة الحرب الإسرائيلية على غزة جرى تكليفه بمهمة عاجلة وجديدة .. فقد كان يزور إسرائيل فى ذلك الوقت عبد الواحد محمد نور زعيم حركات التمرد المسلح فى إقليم دارفور غرب السودان .. ووقع الاختيار على جلعاد لبحث طلبات زعيم متمردى دارفور.. يعنى هذا أنه المسئول عن أهم الملفات التى تمس الأمن القومى المصرى من الشمال فى غزة والجنوب فى السودان!!

هناك من يعتبر أن حماس عاموس جلعاد للدفاع عن الموقف المصرى أمام الحكومة والرأى العام الإسرائيلى ليس سوى جزءا من سياسة توزيع الأدوار فى التعامل مع ملفات المنطقة الساخنة، بهدف إرضاء مصر ومنع تسلل الإحباط واليأس لدى المصريين من جدوى السلام، بينما يرى البعض الآخر أن جلعاد مخلص بالفعل وكان صادقا فى كل ما قاله ونقله من وإلى القاهرة خاصة فيما يتعلق بقضية عدوان غزة، حيث نقل للمسئولين المصريين نية إسرائيل مهاجمة غزة وهو ما نقلته القاهرة بدورها لقادة حماس قبل ساعات من بدء العدوان.

شعرت باليأس والإحباط من دفاع عاموس جلعاد عن الدور المصرى ..لم أتوقع أبدا أن يأتى يوما يثور فيه إسرائيلى احتجاجا على المساس بكرامة ووزن مصر..فهل تتفقون معى على أنها مفارقة غريبة أن تهلل الصحف المصرية لهذا الموقف.. ثم نندهش مع المندهشين الذين يزعجهم خطف قطر أو إيران أو غيرهما للدور المصرى فى المنطقة؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة