يبدو أن حرب الملفات الإقليمية بين مصر وقطر لم تعد قاصرة على الملف الفلسطينى بتعقيداته، وإنما امتدت لملفات أخرى، كان آخرها الملف السودانى، الذى حاولت الدوحة الدخول إليه، متجاوزة الجهود المصرية فى هذا الملف، وذلك بعقدها جلسات مصالحة بين حكومة الخرطوم وحركة العدل والمساواة "فصيل الوحدة خليل إبراهيم".
وكان الاتفاق منذ البداية، أن تدخل وساطة قطر تحت راية جامعة الدول العربية، إلا أن قطر استحوذت على الملف على غرار ما حدث فى المصالحة اللبنانية.
وربما علم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة بموعد زيارة الرئيس السودانى عمر البشير للقاهرة اليوم، الأحد، وبادر من تلقاء نفسه ودون موعد مسبق بزيارة للخرطوم قبل وصول البشير للقاهرة بـ 24 ساعة، وكان الهدف من هذه الزيارة، كما أشار المراقبون، أن الدوحة أرادات القول أنها موجودة فى السودان أيضا.
هانئ رسلان رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، أعتبر أن التزامن فى الزيارتين لا يعبر عن تناقض أو تصارع بين الدولتين تجاه الملف السودانى، خاصة أن قطر مكلفة من جانب جامعة الدول العربية بإقرار المصالحة بين حكومة البشير ومتمردى دارفور، لافتاً إلى أن مصر لا تنظر لهذه الأمور على أنها تصارع، لأن القاهرة تهدف فى النهاية إلى إقرار الصلح والتسوية فى السودان، ولا يهم من أى جهة يأتى الصلح.
زيارة البشير للقاهرة اليوم لها طبيعة خاصة وفق مصادر دبلوماسية، لأنها تأتى فى توقيت يشهد فيه ملف السودان حراكاً سياسياً هاماً على المستوى الداخلى والإقليمى والدولى، والزيارة تعد استكمالاً للمشاورات والاتصالات التى تقوم بها القاهرة مع عدد من دول جوار السودان والأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، وذلك من أجل توفير مناخ ملائم لتسوية سياسية شاملة ودائمة لأزمة دارفور، والتعامل الحذر مع الأوضاع الحساسة فى السودان، والتى لا تحتمل المزيد من الضغط أو المزايدات.
من جهة أخرى، واصلت القاهرة جهودها لتنمية جنوب السودان، ففى خلال الزيارة التى قام بها وزيرا الكهرباء والطاقة المهندس حسن يونس، والتربية والتعليم يسرى الجمل مؤخراً لمدينة "واو" بجنوب السودان، تم افتتاح محطة توليد الكهرباء التى أنشأتها مصر فى الكدينة كأول مشروعات المنحة المصرية المقدمة لإنارة أربع مدن بالجنوب، بتكلفة 158 مليون جنية.
وقال السفير حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن مصر ملتزمة بدعم اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب، موضحاً أن الحكومة المصرية قامت بإنشاء مركز طبى فى مدينة جوبا بتكلفة 2 مليون دولار، وتعهدت بإنشاء عيادتين طبيتين فى مدينتى بور وجونجلى.
أمير قطر زار الخرطوم قبل زيارة البشير للقاهرة بـ24 ساعة..
مصر وقطر.. صراع الملفات الإقليمية
الأحد، 22 فبراير 2009 03:09 م
قطر تطرح نفسها كبديل إقليمى فى الشرق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة