محمد ثروت

إرهابيون خارج التصنيف

الأحد، 22 فبراير 2009 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاد الإرهاب بوجهه القبيح لكى يقضى على البقية الباقية من آثار الأزمة المالية العالمية على مصر، ويزيد من النكسات المتتالية لقطاع السياحة وانخفاض عدد السائحين، فضلاً عن انخفاض عوائد قناة السويس بسبب القرصنة.

عاد الإرهاب ليدل على أننا مازلنا نهتم أكثر بالأمن السياسى على حساب الأمن الجنائى، ومازالت الاحتفالات بالتائبين والعائدين والمراجعات الجهادية التاريخية كرنفالاً وزفة إعلامية، وطبولاً جوفاء.

فلاشك أن هناك خلايا إرهابية نائمة، ولاشك أن هناك إرهابيين صغار يرفضون مراجعات السجون، وشيوخ الفضائيات، إرهابيين تربوا على أفلام وشرائط بن لادن والظواهرى، وجميع منتجات شركة السحاب الإعلامية الوكيل الحصرى لتنظيم القاعدة وشرائط الجهاد ومواقع التجنيد الإلكترونى الغائبة عن خبرائنا الذين لايزالون فى عصر المخبر والبالطو السميك والجريدة المثقوبة.

إرهابيون خارج تصنيف ملفات النشاط الدينى وخارج تصنيف جنرالات وخبراء المقاهى، الذين اعتادوا استخدام المصطلحات الفخمة والألفاظ البراقة، مثل الفعل ورد الفعل والاحتواء والتدمير الكلى والجزئى، دون وضع الحلول الناجزة التى تضمن القضاء على غول الإرهاب بغير رجعة.

عاد الإرهابيون وليس لدينا تقديرات للمواقف واستطلاعات موثقة وبيانات صحيحة ودراسة شاملة تشير إلى تلك الخلايا النائمة فى عشش العشوائيات وعلى أسطح منازل القاهرة، ومن بين كل شاب عاطل ترقد قنبلة من الإحباط وبين كل فتاة معدمة وبائسة ومحطمة النفس والفؤاد، لم تجد ما تفعله سوى اللجوء الى أحاديث الداعيات الإخوانيات وشرائط الضرب بالقنابل، ونحن وراءك يا قسام وفجر نفسك. نفس الشرائط الجهادية تباع علناً أمام مساجد الجمعية الشرعية وأهل السنة والجماعة وأنصار السنة أو مساجد التوحيد فى رمسيس والجيزة والشرابية و... و...

قديماً قالوا إن مبادرة وقف العنف التى تم التحضير لها منذعام 1997 من قبل الجماعات الإسلامية هى نهاية عصر الإرهاب، فجاءت حادثة الأقصر الغادرة لتؤكد فشل وزير الداخلية السابق محمد حسن الألفى فى توقع الحادث، الذى أطلق سهاماً غائرة على السياحة استمرت لسنوات، وجاءت عملية الأزهر الأولى وتفجيرات دهب وطابا لتؤكد أن الإرهاب لم يزل عنقودياً ونائماً يتحين أى فترة استرخاء أمنى واهتمام بالسياسى على حساب الجنائى، ليقوم وينهض ويستهدف أرزاق المصريين.

هل تكفى مراجعات السجون أو توبة المضطر للقضاء على خلايا الإرهاب النائمة، وقد أخبرنى أحد ضباط السجون الذين يحرسون أعضاء الجماعات الإرهابية أن السجن يزيد هؤلاء منعة وقوة وتعطشاً للانتقام يظهر فى العيون ويختفى خلف الوجوه الضاحكة المستبشرة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة