على مدار السنوات البعيدة يتكرر حدث تعامد الشمس على معبد أبو سمبل، وتحديداً على وجه الملك رمسيس الثانى الذى تم نحته على عمق أكثر من ستين متراً داخل الجبل فى داخل المعبد ليتخذ مكاناً داخل قدس الأقداس الذى يضم تمثال رمسيس الثانى جالساً، ويحيط به تمثالا الإله رع حور أختى والإله آمون، والذى تحيط بهما أشعة الشمس معه لتبتعد عن وجه التمثال الرابع لإله الظلام.
المكان الحالى للمعبد والمطل على بحيرة ناصر فى مدينة أبو سمبل السياحى جنوب أسوان ليس المكان الأصلى للمعبد الذى كان يقع على مجرى نهر النيل، ولكن تم نقله إلى موقعه الحالى بنفس المواصفات والاتجاهات التى نحت عليها فى الأصل. فبالتزامن مع بناء السد العالى، وبالتعاون مع منظمة اليونيسكو، تم تشكيل حملة دولية لتقطيع حجارة الجبل ونقل المعبد من مكانه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالى فى بداية الستينيات من القرن الماضى.
الجدير بالذكر أن حدث تعامد الشمس على تمثال رمسيس كان يحدث يومى 21 أكتوبر و21 فبراير حتى عام 1964، ولكن بعد نقل معبد أبو سمبل من موقعه القديم إلى موقعه الحالى ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة أصبحت الحادثة تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير، وذلك لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 متراً غرباً وبارتفاع 60 متراً، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس، وتقطع 60 متراً أخرى لتتعامد على تمثال الملك رمسيس الثانى وتمثال آمون رع إله طيبة، صانعة إطاراً حول التمثالين بطول 355 سم وعرض 185 سم.
بسبب كثافة الحضور تم تخصيص شاشة عرض ضخمة خارج المعبد لنقل الحدث إلى المتفرجين فى الخارج من السياح وحتى المصرين الذين كانوا مجرد عدد بسيط يعد على أصابع اليد الواحدة، وبالفعل كنت واحدة منهم بعد أن ضاق بى وبهم قدس الأقداس.
يتجدد الجدل فى أوساط الأثريين وعلماء المصريات مع تكرار ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس، ففى الوقت الذى تصر فيه الأوساط الأثرية الرسمية فى مصر على أن الظاهرة الفلكية الفريدة تحدث فى يوم ميلاد الملك ويوم تتويجه، يشكك بعض علماء المصريات فى توافق تعامد الشمس فى هاتين المناسبتين، مؤكدين أن تعامد الشمس يتوافق مع بداية فصل "برت" بالسنة القبطية المصرية الفرعونية القديمة، الذى يعنى باللغة المصرية القديمة فصل الشتاء والزراعة عند الفراعنة، و"الشمو" أى الصيف، مشيرين إلى صعوبة تحديد تاريخ ليوم مولد الملك أو يوم تتويجه.
ويبرهنون على وجهة النظر تلك بما ذكره عالم المصريات الإنجليزى كينيث كيشنسن فى كتابه "فرعون المجد والفخار" بأن تاريخ تتويج الملك رمسيس الثانى يوافق يوم 18 يونيو، وهى نفس الحقيقة التى توصل إليها الباحث الأثرى المصرى أحمد صالح، من خلال دراسة مثيرة للجدل أعلنها العام الماضى، بالتزامن مع عيد الشمس، كما سماه، الذى تدخل فيه لتقبل وجه رمسيس مع بداية فصول النماء والحصاد.
السنة المصرية القديمة مقسمة إلى ثلاثة فصول هى فصل "الأخت" أى الفيضان وكان يبدأ فى 21 يونيو، وفصل برت وهو الشتاء وكان يبدأ فى 21 أكتوبر، وفصل الشمو أى الصيف وكان يبدأ فى 21 فبراير، وبناء على هذا يكون تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى يواكب بداية فصلى الشتاء والصيف.
لمعلوماتك
• من 4:3 آلاف عدد السائحين الذين حضروا احتفالية تعامد الشمس.
• رمسيس الثانى ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر حكم مصر لمدة 66 سنة من 1279 ق.م. حتى 1212 ق.م صعد إلى سدة الحكم وهو فى أوائل العشرينات من عمره عام 1279 ق.م ظُن من قبل أنه عاش حتى أصبح عمره 99 عاماً، إلا أنه على الأغلب توفى فى أوائل تسعينياته، ويعتقد البعض أنه فرعون موسى الذى شهد خروج اليهود من مصر، كما يعتقد معظم علماء المصريات.
موضوعات متعلقة:
كواليس احتفالية تعامد الشمس على الملك رمسيس
اليوم تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى
وسط اعتراض على تزامن تعامدها يوم ميلاده وتتويجه
أبو سمبل تروى أسطورة تعامد الشمس على رمسيس
الأحد، 22 فبراير 2009 04:14 م
رمسيس الثانى صاحب الرقم القياسى فى طول الفترة الزمنية التى حكم فيها مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة