عقد معهد العالم العربى باريس لقاء فكرياً حول سبل الإصلاح والتجديد، بعد أن شغلت خلال الآونة الأخيرة حيزاً كبيراً من المناقشات حول قلب الإسلام المعاصر، ما بين آراء تقترح تحديث طرق فهم أصول العقيدة، واقتراحات أخرى تدعو إلى قراءة جديدة للنصوص الدينية والمصادر الفقهية.
وأشار موقع العالم العربى إلى أن الطرق التى تم ارتيادها منذ نهاية القرن التاسع عشر، كان من شأنها خلق تيارات فكرية قامت بتطبيق بعض الممارسات الاجتماعية والسياسية بهذا الصدد، فضلاً عن أن عدداً من مسلمى الشرق والغرب قد أعربوا عن احتياجهم الملح إلى ضرورة إعادة النظر فى أصول الفقه، وأصبحت المسألة الجوهرية بالنسبة لهم تكمن فى كيفية التوفيق بين أمور الحياة الحديثة والدين، الذى يأتى عادة فى مرتبة ثانوية داخل المجتمعات العلمانية، من أجل هذا تم الشروع فى العمل على الفصل بين النصوص الثابتة وتلك القابلة للتغيير. لكن هل تكفى المراجعة لتلائم ظروف الحياة الحديثة بالنسبة للمسلم اليوم؟ وماذا بشأن التجديد الدينى؟ تلك هى بعض التساؤلات المطروحة بإصرار هذه الأيام.
شارك فى هذا اللقاء كل من طارق رمضان حفيد حسن البنا أستاذ الدراسات الإسلامية والمحاضر بجامعتى أكسفورد ودوشيشة (كيوطو فى اليابان)، الذى يتركز نشاطه منذ عشرين عاماً حول قضية تجديد الفكر الإسلامى ومكانة الإسلام فى الغرب والعالم، وقد صدر له مؤخراً كتاب "الإسلام، الإصلاح الجذرى، الأخلاق والتحرير" فى 2008. وكذلك دومينيك أورفوا الباحث السابق فى المعهد الفرنسى للدراسات العربية فى دمشق والمعهد القومى للأبحاث العلمية، وقد نشر عدة أعمال أهمها "تاريخ الفكر العربى والإسلامى" فى 2006، و"التأثير النفسى فى القرآن" فى 2007.