علاء الدين حمدى يكتب: دورنمات.. والبشير.. ومُشرَّف !!

السبت، 21 فبراير 2009 01:23 م
علاء الدين حمدى يكتب: دورنمات.. والبشير.. ومُشرَّف !!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح فى حكم المؤكد أن تصدر محكمة الجنايات الدولية قرارها باعتقال الرئيس السودانى "عمر البشير"، وفقاً للائحة الاتهام التى قدمها المدعى العام، ولن أناقش صحة الاتهام أو بطلانه، ولكننى فقط أتساءل عن آلية تنفيذ قرار الاعتقال؟! فلا أظن أن البشير سيسلم نفسه طواعية، كما لا أظن أن المحكمة أو مجلس الأمن لديهما القوة التى تمكنهما من اختطافه من سريره إلى قفص الاتهام! لذلك فلابد من إسناد قرار الاعتقال إلى القوة العسكرية الأمريكية، سواء بأسلوبها فى القبض على "نورييجا"، أو احتلال العراق للقبض على "صدام حسين"، وكلاهما أسلوب أصبح من الصعب تطبيقه، لذلك، فقرار الاعتقال، على حد تصورى، لن ينفذ وسيظل حبراً على ورق، إذن فما الجدوى من محاولة اختبار هيبة المحكمة بقرار تعلم هى ومن وراءها استحالة تحقيقه على الأرض! إلا إذا؟.

و"إلا إذا" هذه تستدعى استيعاب أن الأمريكى الطامع فى السودان استوعب درس العراق وأفغانستان جيداً فابتكر وسيلة ناعمة ورخيصة لتحقيق أهدافه بسهولة بدون استخدام القوة العسكرية عن طريق تحريض الطامعين والعملاء للإطاحة بالبشير قتلاً أو اعتقالاً، بعد أن يصبح مطلوباً للمحكمة ثم الوثوب على الحكم الذى لن يستقر لهم إلا إذا حظوا بالتأييد الأمريكى مقابل التفاهم مع حركات التمرد وتقسيم السودان إلى دويلات أو كونفدراليات على غرار اتفاقيتى "مشاكوس ونيفاشا"، وبالتالى تحاصر مصر، الجائزة الكبرى، باثنيات متعددة سيستحيل السيطرة عليها.

وقد بدأت المعارضة السودانية فى البحث عن مخرج "سلمى داخلى" للأزمة، أظن أن المقصود به الانقلاب على "البشير" وتسليمه للمحكمة الدولية أو قتله أو سجنه داخل السودان وهو الأرجح فى ظنى، الضغط عليه للاستقالة بضمانات عربية، وربما أمريكية بعدم تقديمه للمحكمة الدولية أو السودانية على غرار سيناريو الرئيس الباكستانى السابق "مشرف" الذى أجبر على الاستقاله بعد حصوله على ضمانات عربية وبريطانية بعدم تقديمه للمحاكمة، مع الفارق "المُشَرِّف" أن معارضى "مُشَرَّف" أبقوا على "باكستان" الموحدة!.

باختصار فقرار الاعتقال المرتقب ليس إلا أسلوباً جديداً سيتم تعميمه مستقبلاً لتحقيق أهداف استراتيجيات السيطرة الأمريكية بطريقة غير مكلفة عن طريق إغراء المعارضين والمتمردين فى أى مكان يعنيها من العالم للتخلص من رؤسائهم الشرعيين لحسابها مقابل الاعتراف بهم كزعماء وأمراء لدويلات مفتتة أو حصولهم على مكافأة ضخمة على غرار"دورينمات" ورائعته الجميلة "زيارة السيدة العجوز".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة