خبراء: الليبرالية وراء اهتمام الإعلام الأمريكى بالإفراج عن أيمن نور

السبت، 21 فبراير 2009 04:23 م
خبراء: الليبرالية وراء اهتمام الإعلام الأمريكى بالإفراج عن أيمن نور الخبراء يحللون السبب وراء اهتمام أمريكا بالإفراج عن أيمن نور
كتب أحمد أبو غزالة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعب الإعلام الأمريكى دوراً رئيسياً فى الحملات الصحفية المطالبة بالإفراج عن مؤسس حزب الغد الدكتور أيمن نور، لعل آخرها ما نشرته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية قبل الإفراج الصحى عن نور بيومين فقط، قالت فيه إن الرئيس مبارك سيسعى إلى استغلال مجىء الإدارة الأمريكية الجديدة ليعيد العلاقات المصرية الأمريكية إلى طبيعتها، والتى شهدت توتراً فى عهد بوش بسبب محاولات الأخير الدائمة للضغط على مصر من أجل تدعيم الحرية السياسية فى مصر.

خلفية نور الليبرالية
عدد من الخبراء اعتبروا اهتمام الإعلام الغربى والأمريكى بسبب خلفية نور الليبرالية، بخلاف المعتقلين من التيارات الأخرى، من قومية وإسلامية ويسارية. بينما اعتبر آخرون أنه لا علاقة للإعلام الأمريكى بقضية الإفراج عن نور بأى شكل من الأشكال.

السر فى رغبة مصر تحسين العلاقة مع أمريكا
الدكتور جمال عبد الجواد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قال إننا لا نستطيع أن نسمى ما حدث من جانب الصحف الأمريكية بالضغط، لأن الضغط الحقيقى كان من الإدارة السابقة، حيث لم تكن فقط مقالات صحف تنشر بخصوص قضية نور، ولكن الرئيس بوش نفسه تكلم عن تلك القضية أكثر من مرة، ومع ذلك لم تستجب مصر لتلك الضغوط، ولكن الواضح هذه المرة أن الحكومة المصرية لديها رغبة فى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، ولذا اتخذت تلك الخطوة.

عبد الجواد أكد، أن ما فعلته صحيفة الواشنطن بوست، هو أنها لفتت النظر إلى قضية مهمة ليتم اتخاذ قرار مناسب تجاهها، وما حدث يشير إلى أن أسلوب الضغط الذى اتبعته الإدارة السابقة لم يكن ذا تأثير مع الحكومة المصرية، بينما كان التجاوب أكثر مع إتباع أسلوب توجيه إشارات غير محرجة، وغير ممثلة للإدارة بشكل مباشر، ووصف ما كتبته الواشنطن بوست بأنها مثل رسالة بعثت عبر الصحافة بشكل رقيق بدرجة كبيرة، وهو ما تجاوبت معها مصر.

عبد الجواد أكد أيضاً أن الإعلام الأمريكى اهتم بقضية أيمن نور بشكل خاص، على الرغم من وجود العديد من المعتقلين السياسيين من الإسلاميين والمدونين وغيرهم لسببين، أولهما أن أيمن نور أخذ مكانة وسمعة دولية باعتباره كان مرشحاً للرئاسة، وكان فى المركز الثانى فى الانتخابات الرئاسية وسلطت عليه أضواء لم يحظى بها معارض آخر، مما أعطاه قيمة رمزية خاصة به وحده.

السبب الثانى وراء الاهتمام الأمريكى بنور، كان بحكم أنه معارض ليبرالى، مما جعله يلقى اهتماماً بسبب أيديولوجيته السياسية، عكس غيره من المعتقلين الذين ينصبون أنفسهم كخصوم للولايات المتحدة، مما يجعلهم يخسرون هذا الاهتمام الأمريكى، وهو ما يظهر أن الاهتمام الأمريكى ليس لصالح كل الحريات بشكل متساوٍ، ولكن هناك بعداً سياسياً وأيديولوجياً إضافياً خاصاً بقضية أيمن نور تحديداً.

لا توجد علاقة بين الضغط الأمريكى والإفراج عن أيمن نور
على الجانب الآخر رفض الدكتور جهاد عودة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى، وجود أى علاقة بين ما تناولته الصحف الأمريكية والإفراج عن أيمن نور، مؤكداً أن هذا الكلام يعد منافياً للعقل والمنطق، لأن الإعلام الأمريكى يتناول قضية أيمن نور منذ سنوات، فما الذى جد كى يصبح كلامهم ذا مغزى الآن؟.

عودة رفض أيضاً الربط بين إدارة أوباما الجديدة والإفراج عن نور، قائلاً إن نور كان سيخرج فى يوليو أى بعد 5 أشهر، فهل تلك الأشهر هى التى ستصنع الفارق.

مضيفاً أن الإفراج عن نور يعد شأناً داخلياً بحتاً وليس له علاقة بالسياسة، لأن محكمة القضاء الإدارى والمحكمة الإدارية العليا رفضتا الإفراج عنه قبلاً، وتم الإفراج عنه مؤخراً بقرار من النائب العام، وفقاً للتقارير الطبية التى أثبتت تدهور حالته الصحية ليس إلا.

أما عن اهتمام الإعلام الأمريكى بقضية نور، أشار عودة إلى أن الإعلام الأمريكى يتكلم عن الكثير من القضايا المصرية مثل سعد الدين إبراهيم، والأقباط، والنوبيين، لأن العمل الإعلامى فى أى مكان فى العالم يركز على إثارة القضايا المختلفة بغض النظر عن هل تخدم تلك القضايا الصالح العام أم لا؟، وهذا ما يفعله الإعلام الأمريكى، وأضاف قائلاً إننا يجب أن نستعمل العقل عند مناقشة تلك الأمور، لأن الإعلام الأمريكى يتناول كل تلك القضايا ومنذ زمن، والحكومة المصرية لم تستجب لهم طوال الوقت، مما يؤكد أن كل تلك الافتراضات فارغة من معناها الحقيقى.

يذكر أنه بعد قرار الإفراج الصحى المفاجىء عن نور، اهتمت الصحف الأمريكية بمتابعة تلك القضية بشكل لافت للأنظار، فصحيفة الواشنطن بوست أكملت متابعتها للقضية، ونشرت موضوعاً كبيراً فور صدور قرار الإفراج الصحى عن نور قائلة فيه، إن الإفراج جاء كحسن نية من الرئيس مبارك لأوباما قبل زيارة مبارك المتوقعة له فى الشهور القادمة وأفردت مساحات لردود فعل نور بعد الإفراج عنه ولمحاولات الرئيس الأمريكى السابق للضغط على مصر للإفراج عنه، والتى باءت جميعها بالفشل، ولمحاولات نور السابقة ومراسلاته السابقة لأوباما عندما كان لا يزال مرشحاً للرئاسة الأمريكية، ولتحليلات العديد من الخبراء الأمريكيين للشئون المصرية الذين ربطوا بين زيارة الرئيس مبارك وقرار الإفراج.

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الشهيرة أفردت مساحة كبيرة أيضاً لتغطية قرار الإفراج عن نور، واستعرضت قصة خروجه بالكامل والتقائه بأفراد عائلته، ثم انتقلت للحديث عن أن قرار الإفراج أثبت تدخل السلطات التنفيذية فى عمل السلطات القضائية المصرية مستعينة بالعديد من المصادر المصرية مثل الأديب علاء الأسوانى لتأكيد ذلك، ثم تكلمت عن المحاولات الأمريكية والدولية السابقة العديدة للإفراج عن نور مثل خطاب بوش عام 2007 فى جمهورية التشيك عندما جمع اسم نور مع معتقلين آخرين فى دول مثل كوبا وميانمار، وإلغاء كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة زيارتها للقاهرة كنوع من الاعتراض على عدم الإفراج عنه.

أما صحيفة لوس أنجيليس تايمز، فاكتفت بنشر خبر صغير عن الإفراج، مؤكدة أنه جاء كهدية حسن نية من الرئيس مبارك إلى أوباما، ولفتت الانتباه إلى زيارة وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون لمصر للمشاركة فى مؤتمر إعادة إعمار غزة، وذلك فى إطار تنشيط العلاقات المصرية الأمريكية من جديد بعد فترة توتر دامت أكثر من خمس سنوات، وذكرت الصحيفة رسالة نور التى بعث بها لأوباما فى أغسطس أثناء حملته الانتخابية، والتى قال لأوباما فيها (أنه يجسد أحلام الإصلاحيين العرب فى الديمقراطية والتغيير).






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة