أدب الطفل فى مصر لا يملك شخصية كـ "هارى بوتر"

السبت، 21 فبراير 2009 02:32 م
أدب الطفل فى مصر لا يملك شخصية كـ "هارى بوتر" هارى بوتر استطاع بنجاح أن يحفر طريقه فى عقول الأطفال وذاكرة الكبار
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"هارى بوتر" شخصية جذبت أنظار العالم منذ كتابة الجزء الأول منها عام 1997، وتابعها الكبار والصغار معاً، ووزعت أكثر من 375 مليون نسخة عبر العالم، وترجمت إلى 65 لغة، واشتهرت جى كى رولينج مؤلفة الراوية، وأصبحت واحدة من أغنياء العالم، خاصة بعد تحويل الثلاثة أجزاء الأولى من الراوية المكونة من سبعة أجزاء إلى أفلام سينمائية ولاقت نجاحاً كبيراً على مستوى العالم وأصبحت الشخصية الأشهر على مستوى العالم.

بطل الرواية "هارى بوتر" شخصية خيالية لساحر وُلد فى 31 يوليو 1980 بعد ظهور نبوءة تبشر بمولده، طارده سيد الظلام لورد فولدمورت منذ ولادته، وقتل أبويه، ثم حاول قتله غير أن التعويذة ارتدت عنه، مسببة له ندبة لها شكل يشبه شكل البرق، وتسببت فى اختفاء فولدمورت لثلاثة عشر عاماً. وفى 1997، نجح هارى بوتر فى الانتصار على فولدمورت بشكل نهائى.

شخصية هارى بوتر ليست الشخصية الوحيدة فى الأدب الأجنبى التى تجذب أنظار العالم، حيث ظهرت العديد من الشخصيات الخيالية مثل شخصية "سوبر مان" و"طرزان" و"بات مان" وغيرها من الشخصيات التى يعرفها الكبير والصغير على مستوى العالم.

مثل هذه الشخصيات لا يعرفها أدب الطفل المصرى، حتى وإن ظهرت لا تكون بهذا التأثير وتنسى بعد فترة قصيرة مثلما حدث مع "بكار" و"المغامرون الخمسة" و"الشياطين الـ 13"، الشخصيات التى ظهرت وتفاعل معها الأطفال فى مصر لكن لم تكن بنفس التأثير واختفت بعد فترة، فلماذا لا نمتلك شخصية تصل للعالمية مثل هارى بوتر وتظل موجودة فى عقول الكبار والصغار؟، سؤال توجهنا به إلى مجموعة من المتخصصين فى أدب الطفل.

الكاتب محمود سالم قال إن مثل هذه الشخصيات الخرافية التى تظهر فى الأدب الأجنبى تضر أكثر مما تنفع، حيث يتعلق بها الطفل ويرتبط خياله مما يؤدى لتضخم هذا الخيال ويصدق وجود هذه الشخصيات التى لا وجود لها فى الواقع، كما أنه قد يحاول تقليدها، مما قد يؤذيه مثلما حدث مع بعض الأطفال الذين حاولوا تقليد سوبر مان وقاموا بالقفز من النافذة، سالم أكد أننا لا نمتلك مثل هذه الشخصيات لأننا فى مصر نتعمد أن تكون شخصيات الراويات واقعية إلى أكبر حد وليس بها شىء من الخرافة، مشيراً إلى أنه كتب أكثر من 600 كتاب لم يحتوِ واحد منها على شخصية خرافية، مضيفاً أن العديد من دور النشر حاولوا إقناعى بكتابة شخصية خرافية لكنى رفضت وتمسكت بواقعية الشخصية.

الكاتب نبيل فاروق يقول إن الطفل هو من يختار الشخصية التى يحبها عن طريق تقديم الكاتب له مجموعة من الشخصيات المختلفة فى مجلة مثلاً، وهو يختار من بينها الشخصية التى يحبها ويتفاعل معها، وهذا ما يحدث فى الخارج لكن فى مصر لا يوجد لدى الطفل هذا الخيار، حيث إن الشخصيات تفرض عليه ولا يختارها ونتبع معه سياسية القهر حتى فى خلق الشخصية الخيالية التى يريدها، فاروق يؤكد أن ما نحتاجه لخلق شخصية تصل للعالمية ويتعلق بها الطفل فترة كبيرة هو الكتابة بحرية دون قيود أو استخدام دراسات نفسية عن الأطفال، ثم تقديم العمل للطفل والشخصية الجيدة ستفرض نفسها، مؤكداً أن الشخصيات التى تقدم للأطفال يكتبها مجموعة من العواجيز ثم تعرض على مجموعة أخرى منهم لتوافق على تقديمها، فكيف لنا أن نقدم شخصية يتعلق بها الطفل فى ظل هذا الأمر.

عدم التخديم على الشخصية هو السبب فى الأمر، كما يرى الدكتور أحمد خالد توفيق الذى يقول إن هناك العديد من الشخصيات التى قدمت للأطفال فى مصر ولاقت نجاحاً كبيراً، لكن للأسف يتوقف دور هذه الشخصية عند الرواية فقط، ولا نجد مشروعاً كبيراً يحتضنها مثلما يحدث فى الغرب، حيث نجد الشخصية فى الروايات، ثم فى أفلام الكارتون، ثم فى أفلام السينما، ثم ترسم على الأدوات المدرسية والتى شيرتات، وبهذا تصبح الشخصية موجودة فى كل مكان مع الطفل ولأنها شخصية ناجحة تتجه للعالمية، وهذا التخديم هو ما يجعل الشخصية موجودة، فالغرب يخدم جيداً على الشخصية الناجحة بينما لا نفعل نحن ذلك، وقد يكون السبب راجعاً للإمكانات الضعيفة لكن فى النهاية تبقى الشخصية حبيسة الرواية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة