د. محمود عمارة

منزل السفير المصرى بباريس

الجمعة، 20 فبراير 2009 01:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اشتراه الملك «فؤاد» ملك مصر والسودان منذ أكثر من 70 عاماً.. بمبلغ «خمسين ألف فرنك».. ليعيش فيه السفير المصرى، كممثل لجلالته أمام الحكومة والنظام الفرنسى.. ولهذا اختار أفخم الأحياء الباريسية «الحى الثامن» ليشترى فيه هذا «المقر» الذى يتوسط قوس النصر.. وبرج إيفيل.. مروراً بمبنى مجلس الأمة.. ولم يتردد فى سداد هذا المبلغ لهذا القصر. لأنه يعكس صورة أم الدنيا فى عيون العالم!

اليوم هذا «القصر» والمبنى المواجه له، والذى يحتوى على المكاتب الفنية والثقافية، ومقر السفارة، والذى دفع فيهما جلالة الملك خمسين ألف فرنك.. الآن لا تقدر بثمن، للمساحة الواقعة عليها، وللموقع الفخم، وطراز القصر الأثرى!

هكذا كان «يفكر» الملوك فى المستقبل، وفى صورة «المحروسة».. أما نحن فكل مكتب يستأجر مكانا منفصلاً، يسدد عنه إيجارا شهرياً يزداد سنوياً بنسبة التضخم.. ناهيك عن تباعد المسافات بين كل مكتب وآخر!

فى 86، وكنا فى استقبال الرئيس مبارك، بصالة كبار الزوار بمطار أورلى بباريس.. استوقفت سيارته لأحدثه عن «فكرة» شراء «مبنى» واحد كبير بالعاصمة الباريسية، ليجمع القنصلية + المكتب التجارى + المكتب السياحى + المكتب الطبى + و+ و+.. وأن يكون به شقق لإقامة أعضاء البعثات ومديرى هذه المكاتب، بدلاً من البهدلة، والشحططة، وضياع أول شهرين ثلاثة فى البحث عن مسكن مناسب.. وتأخر الأبناء عن دخول المدارس.. ولعدم اختراق هذه البعثات الدبلوماسية والتجارية والطبية.

اقترحت على الرئيس، وسلمته باليد 3 صفحات، بها «تصور» كامل للموقع بأكثر من مكان ملائم.. وعدد المكاتب.. والشقق المطلوبة لكل أعضاء السلك الدبلوماسى والقنصلى.. وبنفس القيمة التى تسددها الدولة «إيجاراً» شهرياً.. سنقترض من البنوك الفرنسية.. ونسدد نفس قيمة الإيجار «أقساطا» شهرية.. وبعد 20 سنة سنتملك «المبنى»!

فماذا حدث؟
تلقيت رسالة على ورق أزرق من وزارة الخارجية المصرية «مازلت احتفظ بها».. تقول:
السيد/ فلان
شكراً على اقتراحك المقدم لفخامة السيد رئيس الجمهورية، لشراء مبنى باسم مصر، يضم المكاتب الفنية التابعة لوزارة الخارجية، وأيضاً لإقامة أعضاء السلك الدبلوماسى والقنصلى.
وإذ نشكركم على اهتمامكم بهذا الموضوع.. فإننا بإذن الله تعالى وتوفيقه، وبعد أن ننتهى من إقامة وشراء بعض المبانى لسفاراتنا بآسيا وأفريقيا، فسوف نقوم بتحقيق هذا الاقتراح الذى يخدم المصالح المصرية بالخارج.

وطبعاً مرت الـ20 سنة.. ولم يحدث شىء على الاطلاق.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة