◄النظام يتعامل مع المعارضة باعتبارهم أطفالا وينشئ لهم أحزابا مثل «الملاهى»
مختار نوح المحامى جمد عضويته فى جماعة الإخوان قبل أربع سنوات اعتراضا على طريقة إدارة بعض القضايا، وها هو الآن يدعو الإخوان والمعارضة إلى اعتزال العمل السياسى والانفصال عن النظام كليا وعدم خوض أى انتخابات أو عمل سياسى حتى لايتم استخدامهم كديكور لتجميل النظام، ومع هذا فنوح له رؤية مختلفة فى نقابة المحامين، ويقسم بأنه إذا دخل الانتخابات فلن يسمح بأن يزورها الحزب الوطنى.. إلى نص الحوار:
ما هو سبب أزمة نقابة المحامين حاليا؟
المجلس كله نقيبا وأعضاء، لأن الأغلبية صنعوا الأزمة، حتى الصامتون أدوا إلى التدهور وساهموا بضعفهم فى تمرير القانون المشبوه، والتعديل تم بصفقة بين عاشور والحكومة، وإن كان ضعف أغلبية المجلس ساهم فى ذلك، لا أحب أن أستخدم مسمى الإخوان بل الأعضاء الذين ينسبون أنفسهم إلى التيار الدينى.
وهل كان هذا بسبب توجيه مكتب الإرشاد؟
ليس عندى معلومة عن تدخل مكتب الإرشاد من عدمه، لكن أتمنى إذا كان المكتب يتدخل فعلا أن يمنع هذه الوجوه من الترشح مستقبلا وأن ينتقى الأفضل نقابيا.
كيف تحالفت مع اليسار فى «محامين ضد التزوير» رغم اختلافك الفكرى معهم؟
لا هذا ولا ذاك، اتفاقنا على الأهداف ليس له علاقة بالاختلاف الفكرى، بالعكس اليسار فى المحامين أحرص على منع التزوير من كثيرين.
حتى من الإخوان؟
لا أتعامل مع الإخوان ككتلة واحدة، فمنهم من يملك الكفاءة والقدرة على القيادة النقابية، ومنهم من يعجز عن ذلك، ومنهم من يسىء إلى الفكرة الإسلامية مثلهم مثل أى مجتمع.
ما هدفك، حتى إنك متهم فى بلاغ بالاحتفاظ بأوراق مزورة؟
هدفى كشف التزوير، فالانتخابات قادمة قادمة، فهل يلوموننى لأنى كشفت جريمة! أنا قدمت بلاغا للتحقيق فى تسريب أوراق اللجنة القضائية التى جمعناها من المحامين، هذه الأوراق تم بيعها لفريق محدد فى النقابة عن طريق الموظفين.
لماذا تكره عاشور؟
لا أكرهه، فهو زميلى و«صاحبى»، لكنه من الناحية النقابية أصبح منفصلا عن جيله، وأنا رشحته وأيدته من قبل لأنى كنت أعتبره يمثل جيله، لكن من 2005 أخذ منحى آخر فى التوجه النقابى وبدأ يوقع اتفاقات مع الحكومة ليست فى صالح المحامين، وبالتالى أرفض التوجه الحكومى لسامح.
لكن عاشور من قيادة الناصريين ونائب رئيس حزب معارض؟
كان عاشور لا يمثل الناصريين، بالعكس هم يرفضونه فى نقابة المحامين، وكثير منهم يدفعوننى للترشح نقيبا.
لماذا انقسمت النقابة بين فريقين عاشور ونوح؟
لم تنقسم، كنت أؤيد ترشح عاشور حتى 2004 وأعتبره ممثلا لجيل كامل، لكن بعدما تحولت دفة سامح إلى الحكومة فأنا ضد من يتعامل معها، بل ضد النظام القائم لأنه نظام عسكرى شمولى، وضد من يتعامل معه ضد الديمقراطية، وحينما يتجه هذا النظام إلى الديمقراطية سأكون أول من يبايعه.
لكن الكثيرين يشككون فى نواياك ويستبعدون شجاعتك للترشح؟
لا، أدرس الموقف جيدا وأفكر فى الترشح.
حتى الآن مازالت علاقتك برجائى عطية غير مفهومة؟
أؤيد عطية، لكنى لم أرشحه، أؤيده لأنه الأفضل بين الموجودين، لكن هو اختار ترشيح نفسه، وحينما أرشح أحدا أقاتل من أجله، وإذا ظهر من هو أفضل سأؤيده ولا ألتزم مع عطية.
لماذا نسيت أنت وعاشور خلال معارككما هموم المحامين؟
بالعكس، جزء من مشاكلى مع سامح أنه نسى مشاكلهم،أنفق عدة ملايين فى مؤتمر بورسعيد ورفض أن ينفق جنيها على مصابى فيرس سى، وميزانية 2006 تؤكد إنفاق ثلاثة ملايين «نشاط ترفيهى» ولم يقدم خدمة واحدة للأعضاء.
هل سبب تجميدك عضويتك مع الإخوان د.حبيب؟ وما علاقتك بعاكف؟
ليس بسبب أحد، حبيب أحبه ولا يحبنى، وعاكف أحبه بعيدا عن منصب المرشد العام وفى منصبه أشفق عليه لأنه من القلوب النقية التى تولت فى ظروف صعبة وزمن الأزمة.
د. حبيب ذكر أن القوى السياسية تفعل ما عليها وأن الشعب سلبى وأنت علقت عليه بأن النخبة لم تقم بما عليها، فهل تعترض على أداء قيادات الجماعة؟
طبعا، فهذا رأيى حتى وأنا بالجماعة، فالمعارضة تلعب فى المربع الخطأ، تتعامل مع النظام على أنهم مختلفون فى وجهات النظر، وبالتالى تأكلهم الدولة واحدا واحدا، وتعد حاليا لتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية لتأكل الجميع دفعة واحدة، هذا التخطيط الحكومى لا يقابله تخطيط مقابل من المعارضة ومنهم الإخوان وإنما كل أفعالهم رد فعل لما تقوم به الحكومة، وهم يعلمون ما تقوم به الحكومة، ومع هذا ينتظرون حتى تأتى السكين ليدفعوها عن رقابهم وهذا خطأ.
والصحيح من وجهة نظرك؟
أن تتعامل المعارضة مع النظام علاقة فرقاء وليس علاقة مختلفين فى الاستراتيجيات والأيديولوجيات، فنحن لا نقبل ولا نؤمن بنظام عسكرى، وهذا الإيمان ينبغى أن يتحول إلى عمل ومنهج.
معنى هذا أنك تؤيد الحكم المدنى؟
طبعا.
حتى إذا كان القادم من الوجوه الحالية فى الحزب الوطنى ومنهم جمال مبارك؟
إذا ظلت المعارضة على ما عليه من شلل وأصبح المطروح فقط أمامى جمال مبارك مع رجل عسكرى فسأختار جمال طبعا لأن العسكرى سيحكم بعسكريته، لكن أنا ضد التوريث أو الاختيار بعيدا عن الانتخابات، وإذا لم تقم المعارضة بوضع خطة لمواجهة النظام وكان المطروح فقط فرضا على الشعب المصرى اثنين قُهرت على أن أختار أيهما سأختار المدنى.
وإذا كان المستقبل ما هو حادث حاليا، ماذا ستختار؟
سأختار الأقل ضررا وهو المدنى بين المرشحين كان جمال أو أى أحد لكنى لا أوافق أن المعارضة هى التى تسلم هذا الفرض، وأقر بأن المعارضة سبب من أسباب انتكاسة مصر حاليا.
هل معنى هذا أن المعارضة ومنها الإخوان شركاء النظام فى الأزمة السياسية؟
المعارضة بمن فيها الإخوان يتعاملون مع النظام كشركاء بأى نسبة فالجميع لديه رغبة فى المشاركة رغم أن النظام لا يحتمل إلا أن يحكم وحده.
هذا يتناقض مع ما هو ظاهر من أن الإخوان ضد النظام يناصبونه العداء؟
المعارضة كلها ومن ضمنها الإخوان ليسوا ضد النظام بل يختلفون مع فلسفة الحكم القائم، فالإخوان يختلفون مع فلسفة النظام وهذه استراتيجيتهم وعقيدتهم الآن، وكل الأحزاب تختلف مع النظام بدرجات وهذه أيديولوجية خاطئة.
أنت كده عايز ثورة؟
هو عيب نقوم بثورة؟ ليس شرطا أن تكون بالتهليل، بل قد تكون بالامتناع عن المشاركة بالشكل السلبى، فأنا أدعو المعارضة بمن فيهم الإخوان ألا تشارك فى الانتخابات القادمة.
هل يعنى أن يمتنع الإخوان عن العمل السياسى؟
طبعا، وأجدد مطالبتى للمعارضة بأن تمتنع عن العملية السياسية وأن تمتنع عن المشاركة فى حكم يعطيهم قطعة من الخبز، وأدعو الإخوان إلى تغيير خطواتهم الاستراتيجية لمواجهة النظام حتى لو كان بالامتناع السلبى وأدعو المعارضة بما فيها الوفد إلى التبرؤ من الخطة الانتخابية القادمة التى ستقوم على إظهار معارضة أخرى وتبنيها فى مقابل المعارضة الجادة.
هل من مصلحة مصر أن يصل الإخوان على رأس الحكم؟
ليس من مصلحة مصر أن يصل أحد من المعارضة حاليا إلى الحكم، المعارضة لا تصلح لإدارة البلاد إدارة ديمقراطية لأنها لم تتدرب عليها، وداخل كل حزب ديكتاتور يحكمه.
لمعلوماتك...
◄2005 أعلن نوح تجميد عضويته بجماعة الإخوان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة