مشوار الألف لون يبدأ بـ«خلطة»

لو معاك مضرب بيض ومكبس تعمل إيه؟ غالبا صينية كيكة.. مروة بنفس الحاجات اخترعت ألوانا زيتية ومائية نادرة.. مروة أم الاختراع

الجمعة، 20 فبراير 2009 01:31 ص
لو معاك مضرب بيض ومكبس تعمل إيه؟ غالبا صينية كيكة.. مروة بنفس الحاجات اخترعت ألوانا زيتية ومائية نادرة.. مروة أم الاختراع مروة.. حدوتة اختراع
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حكاية مروة خريجة كلية الفنون الجميلة، قسم ديكور عام 2002 مع تصنيع أول ألوان زيتية ومائية مصرية 100 % بدأت فى الإسكندرية، عندما أنشأت مرسما لها ولأختها، وكانت خسائره كبيرة، بسبب شراء الألوان بسعر مرتفع، وبيع اللوحات بسعر منخفض.

تحكى مروة عن فترة «العك» كما تسميها: «فكرنا إزاى نعمل لون بديل، بدأنا نجرب الخلطات الشائعة على ألسنة الفنانين، وفى مرة عملنا خلطة لون أخضر من الأصفر والأزرق، وصحينا الصبح عشان نشتغل لقينا كل لون على جنب والزيت فى النص».

عندما وجدت مروة أن الأخطاء كثيرة قررت أن تدرس الكيمياء ولكن بطريقتها الخاصة: «أختى لما لقت الموضوع فيه كيميا فكت واتجوزت، أنا وبدأت أدرسها عن طريق الإنترنت، ومفيش مراجع عربية كنت بترجم وأدرس وأتواصل مع الدكاترة عبر الإنترنت، وده كان أصعب وأجمل تحد فى حياتى.. استأجرت مروة شقة صغيرة بجوار منزلهم بالعجمى لتستخدمها «معملا»، تذاكر بالليل «على الإنترنت» وفى الصباح تذهب إلى الجامعة لمقابلة الأساتذة وترجع فى آخر النهار لتقوم بتجاربها داخل «معملها الصغير».

مرت سنتان على مروة لم تقابل فيهما أحداً, ولم تتذوق طعم النوم العميق، فى انتظار خروج حلمها إلى النور: «من 2004 لغاية 2006 مكنتش أقابل حد ولا أعمل حاجة فى الحياة، أهلى زهقوا منى وسابونى أعمل اللى أنا عايزاه، والناس كانوا فاكرينى بهرج وقالوا على مجنونة، كنت برسم وأبيع، وأقسم الفلوس بين إيجار الشقة والتجار اللى بشترى منهم الخامات، كنت حاسة إنى هوصل لحاجة،يوم 18 فبراير 2006 توصلت مروة فيه إلى منتج حقيقى، «الناس استغربوا خالص وقالوا مش معقولة، أهلى برضه كانوا متشككين بس كانوا يشجعونى».

بدأت مروة بتجربة المنتج النهائى الذى اعتمدته، وعملت منتج ووزعته ببلاش على طلاب الجامعة والفنانين والدكاترة فى الإسكندرية والخطاطين، وفى الاستطلاع ده سألت أسئلة كتير عن طلباتهم وأحلامهم فى المنتج، وسألت عن معدل الاستهلاك عشان أعرف حجم المصنع اللى هعمله، الناس قالوا المشاكل وحلتها».

وفى الوقت الذى كانت تقوم فيه مروة بتجربتها العملية، كانت تدرس «إدارة أعمال» على شبكة الإنترنت، وتقول: أنا كمان بسوّق منتجى عن طريق الإنترنت حاليا»، ولأن المنتج لاقى استحسان مستخدميه قررت مروة وضع خطتين: خطة أولية لمدة 5 سنوات» و «خطة طويلة الأجل تستغرق 15 سنة تنتهى بمؤسسات صناعية وتدريبية وتعليمية.. تقول مروة: «وعشان مفيش فلوس اتفقت مع أحد المصانع الكبيرة إنى اشترى منه بواقى خط إنتاج، وتبقت مشكلة ماكينات التعبئة: «ذهبت لماكينات التعبئة فى المصانع أتفرج عليها، وقررت أعمل مكنة خاصة بيا بسعر رخيص، واشتريت مكبس زراير من سوق الجمعة وسخانين صغيرين بستخدمهم فى غلى الميه، واستطعت تصميم مكنة صغيرة للتعبئة وتغليف الأنبوبة سواء كانت بلاستك أو معدن».

مشكلة أخرى تقابلها مروة وهى أنها تحتاج جهازا لخلط الألوان وهذه المرة كان الحل «مضرب البيض» تقول مروة «شفت صورة لمكنة قديمة فى القرن الرابع عشر، منها استشفيت فكرة مضرب البيض، دلوقت أنا بقيت جاهزة تماما، عندى ماكينات وعندى خامات ودرست إدارة أعمال وبدأت الإنتاج».

كانت بداية تسويق مروة لمنتجها داخل الجامعة، حيث تجلس فى الجامعة وتنادى على الطلاب مثل أى بائع «حد يشترى ألوان.. حد يشترى ألوان، عندى ألوان أرخص وأحسن»، ولكن لم يعرها أحد اهتماما فى البداية، لم تيأس وقامت بتنفيذ فكرة جاءت فى رأسها وهى «عمل خدمة عملاء والناس يتصلوا بى يقولوا إيه رأيهم فى اللون ولو فيه أى مشكلة تستبدل الأنبوبة خلال 24 ساعة».

تحكى مبدعة الألوان تجربة مريرة فى قصة نجاحها الكبيرة «لما الطلبة بدأوا يعرفوا لون جديد وبسعر مصرى رخيص جدا مقارنة بالسعر الصينى المرتفع جدا قلت أنزل أكلم التجار أكيد هيتحمسولى.. الحمد لله عصر النهضة بدأ« ولكنها فوجئت برد الفعل وطردها لتتعلم تجربة مهمة بدأت فى تنفيذها على الفور وهى «أنا لازم أعكس السوق..مش هبدأ بالتجار أبدأ بالعملاء, لتقرر أن تفتح لنفسها منفذ بيع بجوار الكلية فى جليم بالإسكندرية».

مكان صغير لا يزيد على 3 أمتار طولا و3 عرضا، هو المكان الذى تقوم مروة هاشم فيه فى جليم بتصنيع وعرض ألوانها لطلبة وأساتذة الفنون الجميلة، وفازت فكرة مشروعها عام 2005 بجائزة أفضل فكرة قومية لتحصل على مصنع صغير فى التبين بالقاهرة تنهى إجراءاته حاليا لتحقق حلمها، لكن المفارقة أن مروة رفضت القرض الحسن وقيمته 50 ألف جنيه: «عشان مش عايزة يكون على ديون لحد»، فازت أيضا بالمركز الثانى فى مشروع انطلاقة مصر والذى تنظمه شركة شل بالتعاون مع جمعية خريجات الجامعة بالإسكندرية والمركز الثقافى البريطانى، تقول مروة إن حلمها لن ينتهى مطلقا حتى يغزو المنتج المصرى العالم».

لمعلوماتك...
11 عدد أعضاء مجلس إدارة البنك القومى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة