كعادتها دائما تتحمل دول العالم الثالث تبعات الإهمال وعيوب الصناعة، لتصبح مقراً لصناعات خضعت لعمليات الإحلال والتجديد منذ انهيار الاتحاد السوفيتى، ولعل تهالك طائرات الأنتينوف الأوكرانية دفع العديد من الدول المتقدمة للامتناع عن استخدامها، وهو القرار الذى لا تستطيعه الدول النامية، وعليه فلن تكون حادثة طائرة الأقصر هى الأخيرة.
الحادث مازال به بعض الغموض ولا يمكن الجزم بتحديد المسئولية إلا بعد التحقق من الجهة التى منحتها ترخيص سلامة طيرانها، هكذا علق اللواء طيار ممدوح عبد العزيز، نائب رئيس المنظمة العالمية للطيران المدنى ونائب رئيس هيئة الطيران المدنى السابق بمصر، على حادث سقوط الطائرة أنتيتوف 12 بالأقصر فجر اليوم، الجمعة، مشيراً إلى أن طيارة الأنتينوف 12 أوكرانية يفترض أنها تحصل على ترخيص بسلامة الطيران من الجهة المصنعة لها، أى هيئة الطيران التابعة لها، أما فى حالة حدوث أعطال فيها خلال وجودها فى مصر مثلاً، فإن هيئة الطيران المدنى بمصر هى المسئولة عن صيانتها ومنحها ترخيص سلامة لطيرانها ومدى إتباعه للقواعد والخطوات السليمة فى الصيانة.
يذكر أن طائرة الأنتينوف أوكرانية الصنع ومعظم إنتاجها من روسيا يرجع تاريخه للاتحاد السوفيتى، بينما قامت أوكرانيا فقط ببعض العمرات عليها والتعديل فى محركاتها ليستخدمها أغلب الدول الأفريقية ودول آسيا وأمريكا اللاتينية الفقيرة. وهذا ما فسره اللواء طيار ممدوح عبد العزيز، مشيراً لتدفق هذا النوع من الطائرات "القديمة" للدول النامية، ومنها مصر لرخص أسعارها، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسى من استخدامها هو نقل البضائع.
بعد أن تسببت طائرة الأنتينوف 12 فى عدة حوادث بالسودان، كما كشف تقرير تقصى ظاهرة حوادث الطيران بها، وقرر وزير الطيران السودانى حينها وقف تعامل جميع شركات الطيران السودانية مع هذا الطراز من الطائرات "الأنتينوف" الأوكرانية، التى كانت تستخدمها معظم شركات طيران السودان، إلا أن اللواء طيار ممدوح عبد العزيز النائب السابق للمنظمة العالمية للطيران المدنى يؤكد، أن تكرار الحوادث لا يعنى سوء هذا النوع من الطائرات.
بعد حادثة طائرة مطار الأقصر..
طائرة "الأنتينوف".. بقايا الاتحاد السوفيتى التى لا تستخدمها سوى دول العالم الثالث
الجمعة، 20 فبراير 2009 04:21 م