اعتدنا تشبيه الذى يفعل شيئا ولا يراه الناس حتى يقدروه، نشبهه بالتى رقصت على السلالم حيث لم يرها من هم فوق ولامن هم تحت، واليوم أرى ضرورة استبدال المثل بالتى رقصت على الكبارى، فكرة راودتنى بينما أنا حبيس سيارة نقل عام على كبارى قاهرة المعز المذل، سجن يتحرك بسرعة سلحفاة معاقة عمياء فى ليلة غبراء، حيث المسافة التى يقطعها ذو الاحتياجات الخاصة الذى يسير على عكازين متهالكين، مسافة الدقائق العشر تقطعها سيارتنا المتهالكة والتى تسير بالبنزين وليس بماء اللفت أو بول الإبل فى ساعة ونصف الساعة، مشهد مصر فوق الكبارى هو مشهد نتفرد به على كل خلق الله لأننا بلد حضارة 7359 سنة و267 يوماً و13 ساعة، إنها الطامة الكبرى أن ترى مواطنين يزيدون عن عدد سكان كام دولة مجاورة فوق الكبارى مساجين زنازين صنعت فى اليابان وفرنسا وأمريكا «سيارات»، لقد كان باستطاعتى النزول من السيارة والعودة إليها دون أن تبعد سنتيمترات بعد أن أتوضأ أو أبحث عن صحراء لأتيمم وأصلى وأدعو الله أن سوهاج لا تعانى من أزمة مرور، وعرفت أين تذهب الميزانية المخصصة للأقاليم لأنه لابد من الإنفاق على الملايين هم سكان القاهرة والذين هم مساجين الكبارى.
فتحى الصومعى مدير مدرسة الشهيد عبدالمنعم رياض الثانوية بسوهاج