التصريحات الصادرة عن رئيس تحرير "صحيفة كيهان"، ومستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ومن قبلها تصريحات -على أكبر ناطق نورى -رئيس التفتيش العام بمكتب المرشد العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والنائب فى البرلمان الإيرانى داريوش فنبرى، والتى ادعوا فيها أن البحرين جزء من إيران، وأنها كانت فى الأساس المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة وكان يمثلها نائب فى مجلس الشورى الوطنى، مزاعم وصفتها الأوساط السياسية الخليجية بأنها بالغة الخطورة.
تلك التصريحات التى اعتبرها مراقبون تعزز من أجواء عدم الثقة السائدة بين إيران والعالم العربى، خصوصا بعد التدخلات الإيرانية فى العراق واحتلال الجزر الإماراتية الثلاث.
السفير محمود فرج القائم بأعمال مكتب رعاية المصالح المصرية فى طهران سابقا، يرى أن توقيت تلك التصريحات جاء بسبب الانتخابات الإيرانية القادمة، حيث إن الغرض منها هو حشد الجماهير الإيرانية للتيار المتشدد بقيادة الرئيس أحمدى نجاد ضد تيار المعتدلين مثل الرئيس السابق خاتمى، فمن المعروف عن هذا التيار المتشدد كراهيته للعرب منذ القدم، بل ويعتبرون أن الخليج العربى هو خليج فارسى خالص، بل إنه فى النشيد الوطنى الإيرانى عبارة ترجمتها العربية" الخليج الفارسى دائما ملكنا" ويكرهون كل من يسميه بالخليج العربى.
ويشير فرج أن تلك التصريحات الأخيرة ضد الشقيقة دولة البحرين، هى استمرار فى مسلسل إظهار العين الحمراء للعرب، حملة موجهة ضدهم بدأت منذ الاحتلال الإيرانى السابق لبعض المناطق الخليجية، ويضيف أن تصريحات المسئولين الإيرانيين أن البحرين كانت محافظة إيرانية، نابعة من الفكر الإيرانى الذى لا يزال يعتقد أن البحرين ملكا لهم، وأنها أخذت منهم بعد الاحتلال البريطانى للمنطقة فى عملية الإبدال بينها وبين الجزر الإماراتية الثلاث، هذا بالإضافة لأنه يعد أكثر من 70% من السكان البحرانيين، إيرانى أو شيعى، ولذلك يعتبرونها محافظة تابعة لهم ولا يمكن الاستغناء عنها.
وفى مؤشر على تصاعد الأزمة بين البلدين، أوقفت البحرين مفاوضاتها الجارية لاستيراد الغاز الإيرانى واستدعت وفدها من طهران تعبيراً عن احتجاجها على تصريحات مساعد خامنئى.
وذكرت صحف بحرينية فى عددها الصادر أول أمس الأربعاء، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن الهيئة الوطنية للنفط والغاز استدعت وفدا يمثلها كان توجه إلى إيران لاستكمال المباحثات بشأن استيراد الغاز الإيرانى إلى البحرين، وأضافت أن التصريحات الإيرانية أثرت بشكل سلبى على العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة بما فيها العلاقات الاقتصادية والنفطية.
السفير مصطفى عبد العزيز مدير وحدة دراسات الخليج بجامعة الكويت يقول إن هذه التصريحات ليست بجديدة، بل إنها مستمرة من الحين للآخر وذلك لتطويع المواقف البحرينية المحسوبة دائما للمربع المعتدل ومواقفها المعروفة دائما ضد التوسع والزحف الشيعى الإيرانى فى المنطقة، ولذلك جاءت زيارة الرئيس المصرى حسنى مبارك الأخيرة للبحرين فى مواجهة التهديدات الإيرانية لها فى زيارة استغرقت عدة ساعات لتدعيم الموقف البحرينى. مشيراً إلى أن تلك التصريحات غير مسئولة، ونحن لسنا فى حاجة إليها، وبالذات فى هذه الوقت الراهن التى تشهد فيه المنطقة العربية الكثير من التقلبات والأوضاع السيئة.
اللواء جمال مظلوم مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، أوضح أن لدى إيران أطماع فى منطقة الخليج، وتريد فرض سيطرتها على المنطقة كلها، إما بالمد الشيعى أو بالتهديد أو بأى وسائل أخرى وبالتالى فإن هذه التصريحات والتهديدات الإيرانية للبحرين ليست بالجديد، فهى دائما تعتبرها جزءا من الجمهورية الإسلامية. وأضاف مظلوم أنه يجب تكاتف القوة السياسية العربية فى المنطقة من أجل منع هذا الزحف الشيعى الذى يهدد استقرار المنطقة.
بعد تهديداتها الأخيرة للبحرين..
حلم "شرطى الخليج".. يراود إيران
الجمعة، 20 فبراير 2009 05:13 م
أطماع إيران فى المنطقة تنكشف يوماً تلو الآخر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة