التميز الفردى أولاً.. العواطف نعم.. الأرقام والإنجازات لا

جوائز «الأفضل» فى أفريقيا.. حرية مطلقة للمدربين

الجمعة، 20 فبراير 2009 01:33 ص
جوائز «الأفضل» فى أفريقيا.. حرية مطلقة للمدربين أبو تريكة - تصوير محمد مسعد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄غانا غاضبة مثل مصر.. وكريستيانو رونالدو فاز فى أوروبا ولم يشكك أحد فى الاختيار

هناك مفارقة غريبة فى جوائز «الأفضل» فى كرة القدم الأفريقية خلال عام 2008، وهى العلاقة بين العواطف فى الاختيار ودلالات الأرقام.. هناك جدل وحيرة تجاه الطريقة التى يتم بها تصنيف اللاعبين ومنحهم النقاط، منذ أن تحولت الجوائز من مجلة فرانس فوتبول إلى الاتحاد الأفريقى «الكاف» منذ عام 1994.

الحيرة الشديدة تنتاب الجميع وهم يسمعون ويقرأون مثلاً أن كويلهو البرتغالى، المدير الفنى لمنتخب تونس، برر عدم منح صوته لمحمد أبوتريكة بأن الاختيار النهائى لم يكن له وحده بل بمشاركة من الاتحاد التونسى، أى أن هناك تدخلاً فى أمر تحكمه الأرقام والإنجازات.. التفسير المنطقى لهذا الأمر أن حساسية العلاقات العربية تظهر فى مثل هذه المناسبات.. وهذا لا يعنى أن محمد أبوتريكة هو الذى كان الأحق بالجائزة، لأن المصريين أنفسهم لم يكونوا واثقين من ذلك فى خضم المقارنات الى انعقدت بين اللاعبين الثلاثة المرشحين، وبعد أن خرج عليهم «شطة» المدير الفنى للكاف مستعبدًا أن يحصل أبوتريكة على شىء بل من المتوقع أن يخرج من التصفية ويترك الفرصة لزميله عمرو زكى قبل التصفية الأولى.. أى أن الناس بمن فيهم خبراء يفهمون جيدًا فى كرة القدم انساقوا وراء أجواء عامة بدأت بانعدام فرصة أبوتريكة ثم تطورت إلى احتمالات ووصلت فى النهاية إلى أمل كبير لم يتحقق.

من هذا النموذج الذى قدمه كويلهو ومن نماذج أخرى لم تكن جادة فى أن تعرف من الأفضل.. ومن استعراض أرقام خاصة بالنجمين أبوتريكة وأديبايور فإن المعيار الرئيسى هو تميز اللاعب من وجهة نظر ورؤية المدير الفنى.. وهذا ما شدد عليه «شطة» وهو يبدى اندهاشه الشديد من هذا اللغط والتشكيك فى الكاف، مؤكدًا أنه لاتوجد شروط ولا معايير محددة يضعها الاتحاد الأفريقى للمدربين لكى يستعينوا بها فى الاختيار.. وهذا ما حدث بالنسبة لكريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد فى اختيار أحسن لاعب أوروبى، ولم يشكك أحد فى الاختيار لأن النظرة فنية فى المقام الأول، ولكل مدرب رؤيته التى على ضوئها يحدد اختياره.. ومثلما ارتفعت أصوات فى مصر بالاعتراض ارتفعت أصوات فى غانا تعترض على عدم اختيار إيسيان فى المركز الثانى بدلاً من أبوتريكة.

المدربون رأوا أن أديبايور متميز عن أبوتريكة وهذا حقهم وهذا لا يعنى أن أبوتريكة سيئ أو أقل مكانة فنية، بل خسر السباق بفارق 6 أفراد فقط.. وهناك من المدربين من رأى أن أبوتريكة أفضل وهذا حقهم من وجهة نظر فنية خاصة بهم.. لكن فى النهاية لا بد من وجود أغلبية نحترم قرارها خاصة أن المدرب يرتب اللاعبين الثلاثة ويحصل الأول على ثلاث نقاط والثانى على نقطتين والثالث على نقطة واحدة.. وهى طريقة توفر العدالة وتفسح المجال للمنافسة.. ولو أن المقاييس فعلاً هى حجم إنجازات النجم مع ناديه ومنتخب بلاده بدون النظر إلى الفوارق بين اللعب فى أوروبا وفى أفريقيا.. فإن أبوتريكة يفوز بالجائزة دون أن ندخل فى تفاصيل ولا نعيش فى جدل وحيرة وعواطف متأججة حزينة جدًا على النجم المحبوب.. ومن خلال الجرافيك يمكن توضيح ذلك لنجد الأرقام لصالح أبوتريكة لكان ماذا تعنى دلالات هذه الأرقام فى سباق لا يأخذ بها ولا تعنيه فى شىء لأن أعين المدربين هى التى تختار.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة