بعد تكليف الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز لرئيس حزب الليكود بنيامين نتانياهو بتشكيل حكومة جديدة برئاسته، فما هى سيناريوهات عملية التسوية مع الفلسطينيين فى ظل هذه الحكومة اليمينية؟ وهل سيواجه نتانياهو صعوبات فى تشكيل تلك الحكومة اليمينية بدون كل من كاديما واليسار، واللذين أعلنا عدم مشاركتهما فى تشكيل حكومة إسرائيلية برئاسة اليمين؟ وما هو موقف مصر والعالم العربى بعد وصول نتانياهو إلى السلطة؟
الدكتور سمير غطاس الخبير فى الشئون الفلسطينية والإسرائيلية رئيس مركز مقدس للدراسات الإستراتيجية، يرى أن نتانياهو سيواجه صعوبات ليست فقط لأنه لن يتمكن من تشكيل حكومة ائتلافية بمشاركة كاديما واليسار، لكنها صعوبات من داخل الكتلة اليمينية نفسها، وخاصة فى توزيع الحقب الوزارية على أعضاء اليمين، فمن المرجح أن يتولى وزارة الدفاع موشيه يعلون، الذى حصل على المركز السابع فى انتخابات الليكود السابقة والخارجية لسيلفان شالوم النائب الثانى فى الليكود، أما المالية فسيواجه إشكالاً كبيراً فيها، وذلك لأن ليبرمان لن يتمكن من الحصول عليها إلا بموافقة المحكمة الدستورية العليا الإسرائيلية لاتهامه من قبل بعدة عمليات فساد سابقة، وبالنسبة لوزارة التعليم فسيواجه مشكلة أكبر، وذلك لأن حزب شاس يطمع فى الحصول على هذه الحقيبة، ومن المعروف أن تلك الوزارة لم يتم من قبل أن تولى الإشراف عليها أى حزب دينى، وذلك لرفض المجتمع الإسرائيلى من توجهات اليمين المتشددة وخوفه من تأثير ذلك على التعليم.
يشير غطاس إلى أنه فى حالة نجاح نتانياهو فى تشكيل الحكومة الإسرائيلية اليمينية، فإنه سيواجه مشكلات مع المجتمع الدولى، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى ومصر والكثير من الدول العربية، وذلك لأن الاتجاه اليمينى يسير فى اتجاه معاكس لتوجهات المجتمع الدولى، وهى عدم الانسحاب من أى أرض عربية تم الاستيلاء عليها من قبل والإبقاء على المستوطنات وتوسيعها، وبالتالى التصادم مع المجتمع الدولى.
يؤكد دكتور عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أنه طالما سيشكل نتانياهو الحكومة المقبلة، فلا يوجد أية سيناريوهات متوقعة أكثر من أنها حكومة متطرفة ستواجه صداماً مع المحيط الإقليمى والدولى، وطالما أن ليفنى لم تدخل فى التشكيل الحكومى المقبل واكتفاءها بمقاعد المعارضة، فلن يتمكن نتانياهو من إحراز أى تقدم فى عملية التسوية مع الفلسطينيين.
ويضيف جاد، أن أمام نتانياهو مهلة قدرها ستة أسابيع لتشكيل الحكومة يقف خلالها نتانياهو أمام خيارين، إما أن يشكل حكومة من أحزاب اليمين أو أن يسعى إلى تشكيل ائتلاف موسع يضم أيضا حزب كاديما، وهو الخيار الأصعب فى ظل إصرار زعيمة كاديما تسيبى ليفنى على رفض اقتراح حكومة الوحدة الوطنية.
ويعتمد نتانياهو بصفة أساسية على تأييد نحو 65 عضواً فى الكنيست المنتخب هذا الشهر من اليمين والأحزاب الدينية والقومية، وأنه إذا نجح بالفعل فى تشكيل حكومة من هذا التكتل اليمينى، فالمتوقع لها أنها لن تعمر كثيراً.
يوضح الدكتور محمد عبد السلام أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة، أنه فى حالة فشل نتانياهو فى تشكيل حكومة ائتلافية، وهذا هو المتوقع بالفعل، فسيتجه إلى أحزاب إسرائيل بيتنا والمفدال وبقية الأحزاب اليمينية القومية، مما سيجعله فى مأزق، هل ستسمر هذه الحكومة فى السلطة أما أنها لن تستمر؟ ففى انتخابات 1996 عندما فاز نتانياهو بتشكيل حكومة إسرائيلية يمينية عن طريق حزبه وأحزاب المفدال وإسرائيل بيتنا، واجه صعوبات وأزمات مالية بسبب تشدد الأحزاب الدينية من ناحية مسألة التعليم الدينى، الذى يضعوا له أهمية أكثر من أى شىء آخر، فتلك الأحزاب لا يهما مسألة التسوية أو السلام ولا تميل مطلقاً إلى فكرة الانسحاب من الضفة أو إخلاء أى مستوطنات تمت إقامتها بقدر ما تهتم بالمسائل التى ترى أهمية بالنسبة لها كمسائلة التعليم هذه.
ويشير عبد السلام إلى أن أكبر صعوبة ستواجه نتانياهو، هى ميزانية الدولة، فتلك الأحزاب اليمينية تريد ميزانيات ضخمة ليست لها أهمية على الأجندة الإسرائيلية، ولذلك كان يطمع فى تشكيل ائتلاف حكومى مع كاديما حتى يخرج من تلك المشاكل التى ستواجه مستقبلاً.
تجميد السلام والصراع مع ليفنى أبرز سمات حكومة نتانياهو
الجمعة، 20 فبراير 2009 06:08 م
نتانياهو لن يكون الشريك القادر على تحقيق السلام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة