يعمل فى رعاية المركز الأكاديمى ويزعم أن السينما المصرية حاربت اليهود

باحث إسرائيلى فى القاهرة يهدم التاريخ السينمائى للفنانة ليلى مراد

الجمعة، 20 فبراير 2009 01:38 ص
باحث إسرائيلى فى القاهرة يهدم التاريخ السينمائى للفنانة ليلى مراد ليلى مراد وإيال ساجى
كتب إحسان السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يدمن الباحثون الإسرائيليون إعادة صياغة التاريخ على مقاس الدولة العبرية، وعلى هوى شعب إسرائيل، هذه الحقيقة لا تدخل فى دائرة التقديرات غير المدروسة، أو النتائج القائمة على حالة الخصومة والعداء التاريخية مع إسرائيل، لكنها حقيقة تؤكدها يوميا المشروعات البحثية الإسرائيلية المختصة بدراسة الأحوال السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية فى مصر، بل تبرهن عليها أيضا لائحة الباحثين الإسرائيليين من زوار القاهرة والذين يختارون مناطق اشتباك دائمة تعلى من قيمة «الشخصية الإسرائيلية» والهوية «الإسرائيلية» على ما عداها من هويات فى الشرق الأوسط.

الأسبوع الماضى وحده كشف عن واقعة جديدة فى هذا السياق حيث نشط المركز الأكاديمى الإسرائيلى الواقع على نيل القاهرة فى استضافة عدد من الباحثين الإسرائيليين المتخصصين فى الدراسات التاريخية والاجتماعية بدءوا رحلة بحث من مصر لإعادة تفكيك وبناء التاريخ اليهودى مجددا.

الأمر هنا لا يتعلق ببناء الأهرامات، أو بصراعات قوم موسى مع الفرعون، لكنه أقرب من ذلك كثيرا، هذه المرة المعركة على تاريخ السينما المصرية، وعلى السيرة الذاتية للفن السينمائى فى القاهرة، وعلى رحلة حياة ليلى مراد وراقية إبراهيم وكاميليا.

فالمركز الأكاديمى الإسرائيلى الذى يحيا حاليا بعيدا عن الأضواء الإعلامية، ويعمل فى صمت مطبق بعد الكثير من المعارك التى هوى إليها مع معارضى التطبيع فى مصر، استعاد نشاطه باستضافة باحث إسرائيلى من أصول مصرية يدعى «إيال ساجى بيزاوى»، هذا الباحث أسس أطروحته للماجستير فى الجامعة العبرية على أساس إثبات قدرة وتأثير الشخصية اليهودية على السينما المصرية فى الأربعينيات والخمسينيات.

«إيال» وصل إلى القاهرة منذ أقل من أسبوعين، مستثمرا مناخا من التسامح الفضفاض من السلطات المصرية مع الباحثين الإسرائيليين، وناعما أيضا بحالة من الانسجام مع بعض المؤسسات الثقافية عبر الترتيبات الخاصة للمركز الأكاديمى الإسرائيلى بقيادة «جابرييل روزينبوم»، وأمام هذا التسامح كانت أطروحة إيال للماجستير قائمة على عدد من المغالطات التاريخية، حيث بدأ فى جمع حشد من القصص تزعم أن نجوم السينما المصرية من ذوى الأصول اليهودية كانوا يعانون من تمييز دينى فى عمليات الإنتاج السينمائى، أو داخل الاستديوهات، وأن بعض الفنانات اليهوديات قاسين طويلا لإثبات موهبتهن الخاصة رغم قسوة البيئة المحيطة من المسلمين والمسيحيين.

ورغم أن نجوم هذه المرحلة من ذوى الجذور اليهودية كانوا فى قامة ليلى مراد وراقية إبراهيم فإن الباحث الإسرائيلى قال فى أطروحته التى حصلت عليها «اليوم السابع» من مصادر خاصة، إن بعض النجمات اضطرهن التمييز الدينى إلى تغيير ديانتهن اليهودية والتحول إلى الإسلام ليتمكن من العثور على فرصة للعمل وإثبات موهبتهن من التمثيل أو فى الغناء.

إيال يتجول بحرية بين المراكز الثقافية والسينمائية المصرية، ويتجول بين المكتبات المصرية ومعاهد السينما مقدما نفسه أحيانا باعتباره «باحث أمريكى» فى القضايا السينمائية ويفصح عن هويته الإسرائيلية فى أحيان أخرى، نموذج «إيال» ليس الحالة الوحيدة ضد نشاط المركز الأكاديمى.

المركز الذى اختارت إسرائيل مقره أحد الشقق بمبنى شاهق يطل على نيل مصر - نفس المبنى الذى يسكن فيه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل - لم يعد يهتم كثيرا بأية حملات مضادة أو طلبات بإغلاقه والسبب أن لديه أجندة عمليات يسعى لتحقيقها فى فترات زمنية محددة منها استقدام شباب إسرائيليين من مختلف التخصصات العلمية لإجراء أبحاث فى موضوعات مختلفة تبدأ من الفن حتى السياسية مرورا بالثقافة ورغم شرعية وجود المركز فإنه لا يعلن عن أى نشاط له إلا فى حالات نادرة كما حدث فى المؤتمر الذى احتضنه المركز فى مايو 2008 ودعا إليه عددا من الإسرائيليين وألقيت فيه محاضرتان عن عصر اليهود الذهبى فى مصر»، والثانية عن «مصر اليوم» بمشاركة الدكتور جابرييل روزينبوم، مدير المركز الإسرائيلى الأكاديمى بالقاهرة.

وعلى الرغم من قلة هذه المؤتمرات فإن مصادر خاصة كشفت لـ«اليوم السابع» أن المركز لديه برنامج سنوى ينشط فى شهر مايو المتواكب مع إعلان الدولة الإسرائيلية وأنها تصل إلى أكثر من ستة برامج يلغى بعضها لأسباب أمنية خاصة فى فترات الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين أو فى فترات الانتفاضة الأولى والثانية وعلى الرغم من ذلك فإن المركز يقوم بنشاط يومى مع قدوم زوار اسرائيليين وكان آخر وفد قد زار مصر منذ 3 أيام وتم إعداد برنامج له بدأ من السابعة صباحا إلى السابعة أو الثامنة مساء خلال السبعة أو العشرة أيام المقررة للرحلة، وتضمن برنامج رحلتهم محطات أساسية منها ندوة المركز التى تعقد بانتظام - «ولا يحضرها سوى عدد من الإسرائيليين بالقاهرة وبعض طلاب اللغة العبرية فى الجامعات المصرية خاصة من جامعة عين شمس» وزيارة معبد بن عزرا ومعالم القاهرة الفاطمية والإسكندرية، وبالرغم من تردد المسئولين الإسرائيليين فى دعم المركز ماليا نظرا للمقاطعة التى يلقاها من المصريين وتأثرهم بالأحداث السياسية فإنهم يصرون على أن يتواجد المركز ليتم رسالته واستنادا على ذلك يقوم المركز بتوفير كل السبل لأى إسرائيلى يصل للقاهرة.

لمعلوماتك...
2002 طالب 30 برلمانيا بإغلاق المركز الأكاديمى الإسرائيلى






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة