يوماً تلو الآخر، يزداد القلق داخل المملكة العربية السعودية، وتتفاقم أزمة الخلافة، فى الوقت الذى يصيب فيه المرض كلا من العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز (85 عاماً) وولى العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز (81 عاماً)، الذى سافر إلى واشنطن للمرة الثانية خلال شهر لتلقى العلاج، وذلك بعد أن كان قد أمضى بضعة أيام فى المغرب للعلاج أيضاً.
ورغم أن الديوان الملكى السعودى أكد أن الفحوصات الطبية تؤكد أن حالة الأمير سلطان مطمئنة، إلا أن القلق يسود أروقة البلاط السعودى، من احتمالات وفاة ولى العهد أو تدهور حالته، بما يحول دون تسلم مهام الخلافة فى حال وفاة خادم الحرمين الملك عبد الله.
وحتى ما قبل عام 2006، كانت مسألة اختيار ولى العهد، من اختصاصات خادم الحرمين، إلا أن الملك عبد الله أنشأ منذ ذلك الحين ما عرف بـ"هيئة البيعة"، المكونة من أبناء وأحفاد الملك المؤسس عبد العزيز، لتتشاور فيما بينها لاختيار ولى العهد.. لكن أى ولى عهد؟ فكافة قيادات الرياض المقربة من واشنطن تجاوزوا سن الـ70 أو يعانون من الأمراض المزمنة، بشكل يصبح فيه بلاط المملكة فى غرفة الإنعاش.
كان "معهد واشنطن" قد حذر نهاية يناير الماضى، فى تقرير له من اقتراب السعودية على أزمة خلافة، وذلك بعد أيام من تولى الرئيس الأمريكى باراك أوباما مهامه فى البيت الأبيض.
وأشار التقرير، أنه وخلافاً لكل ممالك الدنيا فإن الخلافة فى السعودية تنتقل من الأخ إلى أخيه وليس لابنه، وهذا نظام معمول به فى السعودية منذ 50 عاماً.
وقال التقرير "لعل هذا النظام لم يراع أن ملوك السعودية سيعتلون العرش بأعمار متقدمة، فالملك فهد اعتلى العرش وكان عمره واحد وستون، وخليفته عبد لله الملك الحالى اعتلى العرش وكان عمره واحد وثمانون (رغم أنه كان الحاكم الفعلى للبلاد خلال الفترة من 1996 إلى 2005 بعد أن أصيب الملك فهد بالشلل بعد تعرضه لعدة جلطات). ويحذر التقرير من أن هذا النظام سيؤدى إلى تعاقب الملوك على السعودية، بحيث يصل عددهم إلى خمسة ملوك فى خمسة أعوام. ويكشف التقرير أن المجلس المخول باختيار ولى العهد غير مجرب وتشوبه بعض المشاكل، إذ يرأسه الأمير مشعل وهو الأخ غير الشقيق للملك، ومعروف عنه ولاءه الشديد للملك ووقوفه بجانبه أثناء الاجتماعات الهامة لأمراء آل سعود.
والأمير مشعل الذى شغل منصب وزير الدفاع فى الخمسينيات، وأمير مكة المكرمة فى الستينيات يؤخذ عليه أنه صاحب تجارة واسعة تتعارض مع صلاحياته الحكومية. ويشكك التقرير فى قدرة هذا المجلس تحت رئاسة الأمير مشعل على حسم ولاية العهد. ويرجح التقرير أن يواجه المجلس تحديات كبيرة وخصوصاً من "الأخوة السبعة السديريين" والذين أصبحوا الآن ستة أخوة بعد وفاة الملك فهد. ويطلق عليهم وصف سديريين نسبة إلى أمهم السديرية.
وهؤلاء الأخوة هم أصحاب القبضة الكبرى فى البلاد ومنهم الأمير سلطان، والأمير نايف الذى تشير التقارير إلى أن صحته ليست على ما يرام.
ولى العهد يصل واشنطن للعلاج.. والمملكة تدخل غرفة "الإنعاش"
السعودية على أعتاب أزمة "خلافة"
الجمعة، 20 فبراير 2009 01:38 م
وفاة ولى العهد السعودى ستثير أزمة فى المملكة السعودية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة