3 مهرجانات شعرية تنتظر إقبال الجمهور..

التعليم والسياسة قتلا جمهور الشعر

الجمعة، 20 فبراير 2009 09:14 م
التعليم والسياسة قتلا جمهور الشعر الذائقة الشعرية لدى الناس وقفت عند نزار قبانى
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحفل مارس المقبل بثلاثة مهرجانات للشعر، أولها مهرجان دبى الدولى للشعر، والذى ينطلق فى الفترة من 4 وحتى 11 مارس، ويحمل شعار "ألف شاعر..لغة واحدة"، ويسعى إلى تحقيق التواصل الإنسانى عبر الشعر بوصفه لغة التخاطب الأكثر نقاء وشفافية، ويهدف المهرجان إلى إحياء مكانة الشعر فى الثقافة العربية، بالإضافة إلى تأكيد دوره ودعم التقاء الشعراء العرب مع كبار الشعراء فى العالم.

وفى الوقت الذى يحاول فيه مهرجان دبى للشعر تحقيق أهدافه بميزانية ضخمة، اختارت القاهرة أن تتطاحن وتنقسم على نفسها، ليتمخض الجبل عن مهرجانين يعقدان فى نفس التوقيت من 15 إلى 17 مارس، الأول مؤتمر الشعر العربى، والذى يرأسه الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، والثانى "الملتقى الأول لقصيدة النثر" فى رد مباشر من شعراء قصيدة النثر على زعمهم بأن حجازى يعادى قصيدة النثر ويستبعدها من المؤتمرات الشعرية فى مصر.

الشاعر رفعت سلام، أحد المنسحبين من مؤتمر الشعر العربى فى القاهرة، يرى أن الشارع المصرى تعرض فى الفترة الماضية لعملية غسيل مخ يصفها بالبشعة، بالإضافة إلى الضغوط الهائلة على المصريين للركض خلف لقمة العيش، بحيث بدت الثقافة عامة والشعر خصوصا رفاهية زائدة عن الحاجة.

سلام يضيف أيضا أن الوسط الأدبى ملىء بالصراعات، دون أن يتمكن الشعراء من الوصول إلى حدود دنيا، يتفقون عليها، وعندما يتم استبعاد أى شاعر من مؤتمر يعتبر هذا موقفا شخصيا منه.

سلام يرى فى مهرجان دبى بعض المشاكل بسبب استبعاد تيار قصيدة النثر، فى الوقت الذى ينحاز فيه إلى ملتقى قصيدة النثر، ويعتبره سينال بعض النجاح.

الشاعر فارس خضر، رئيس تحرير مجلة الشعر، يلفت النظر إلى سبب جوهرى فى عدم التفات الناس إلى الشعر، وهو المنظومة التعليمية التى ترسخ فى الأذهان أشكال شعرية قديمة معتمدة على الوزن والقافية بغض النظر عن المعنى، مما أدى إلى أن فقد الشعر معناه وصارت جودة الصنعة هى الأساس، رغم أن هذا كان يناسب العصور القديمة التى كانت تحتاج إلى صوت الشاعر لاستعادة أمجادها، ولكن هذا الدور لم يعد مطلوبا ولم يعد الشعر ديوان العرب، وتغيرت وظيفة الشعر، ولكن المناهج التعليمة ما زالت ترسخ للشكل القديم، وطريقة التدريس نفسها تعتمد على الحفظ والتلقين.

فارس يؤكد أنه دون إصلاح العملية التعليمية لا يصح أبدا أن نطلب من الناس الاستماع إلى الشعر، لأنهم لن يستوعبوا لا قصيدة التفعيلة أو القصيدة الحديثة، إلى درجة أن الذائقة العامة فى مصر توقفت عند نزار قبانى، حتى أنها لا تفهم أمل دنقل، ووصل بنا الأمر إلى أن الشعر لا يقرأه إلا المثقفون، ومؤتمراته لا يحضرها أحد.

بينما يقول الشاعر حسن طلب إن القاعات فى مؤتمر الشعر العربى فى 2007 ، الذى فاز محمود درويش فيه بجائزته كان كبيرا إلى درجة أن بعض الندوات كان الجمهور لا يجد فيها مكانا، ونسى "طلب" أن هذه الندوات يدعى إليها كثير من الشعراء فى العالم العربى بأكمله، بالإضافة إلى أكثر من 30 شاعرا مصريا وهؤلاء كفيلون بملء قاعات المجلس.

طلب يرى أن بعض المؤتمرات إذا أحسن التخطيط لها وأعلن عنها بشكل كاف يمكن أن يحضرها جمهور كبير، ويتهم طلب من يروج لانقراض جمهور الشعر بأنهم إما نقاد مغرضون أو ينظرون إلى السطح وإلى الندوات الصغيرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة