تحدثت صحيفة الإندبندنت البريطانية، عن التغيير الذى بدأ يطرأ على الشرق الأوسط مع وصول الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى البيت الأبيض، وتحدثت الصحيفة فى افتتاحيتها أمس، الخميس، عن جو التفاؤل الذى تشهده المنطقة مع إبداء كل من حماس وسوريا وإيران رغبتها واهتمامها فى الحوار مع الولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة، عاجلاً أو آجلاً سيحدث هذا، سيبدأ أحد فى الحوار مع حماس، واليوم نحن نتحدث عن أن القناة الخلفية لهذا الحوار موجودة بالفعل، حيث اجتمع اثنان من أعضاء البرلمان الفرنسى مع رئيس المكتب السياسى للحركة خالد مشعل، مع وجود سوريا كوسيط، ومنذ بداية العام، التقى برلمانيون من دول أوروبية أخرى، من بينها بريطانيا، مع ممثلين آخرين لحركة حماس وإن كانوا من مستوى أقل، وهذا يعطى انطباعاً ممتازاً، فهذا هو الأسلوب الذى يتم به إغراء الجماعات والدول المنبوذة فى العالم للخروج من العزلة، وقد بدأت المفاوضات بشكل غير رسمى من خلال أطراف ثالثة ومع ضرورة الإنكار الذى يعد عنصراً هاماً.
ويمكن القول، إنه لا ينبغى على حماس على الإطلاق أن تجد نفسها فى الفئة المنبوذة، فقد تم تشجيعها على المشاركة فى الانتخابات البرلمانية الفلسطينية، وتم نبذها من جانب الولايات المتحدة ثم من جانب إسرائيل والاتحاد الأوروبى بعد أن فازت فى الانتخابات، وكان هذا خطأ. وهناك أسس كان ينبغى الاعتماد عليها لمنع حماس من المشاركة، وهى رفضها الاعترف بحق إسرائيل فى الوجود، فبمجرد تقدمها إلى العملية الانتخابية، وإجراء الاقتراع بشكل حر وعادل، فكان من الضرورى احترام النتيجة، وهذا الفشل مسئول عن كثير من العواقب التى حدثت لاحقاً، وساهمت فى دفع حماس إلى التشدد مرة أخرى.
وثبت أن كل شىء تقريباً يتعلق بعزل حماس أدى إلى نتائج عكسية، فانقسام الفلسطينيين بين حركة فتح التى تحكم الضفة الغربية، وحركة حماس التى تسيطر على غزة أدى إلى تعقيد عملية السلام فى الشرق الأوسط، التى تعانى من الارتخاء بالفعل، وفشل حكومة حماس فى منع هجمات الصواريخ من غزة عجل بالغزو الإسرائيلى للقطاع، وفى ظل عدم تراجع ملموس عن الالتزام بالديمقراطية، فإن حماس ليس لديها سبباًً لتعديل موقفها من إسرائيل أو من أى شىء آخر.
وإذا تم التجاوب مع يد أوباما الممدودة على حد تعبيره، وكما توحى بعض المؤشرات، فإنه من المتوقع أن يحدث تغيير بطريقة إيجابية لم تشهده المنطقة منذ وقت طويل. فقد أعرب الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، عن رغبته فى الحوار مع الولايات المتحدة بشروط محددة. والأكثر من ذلك أنه فعل ذلك بشكل علنى، قدر الإمكان، خلال الاحتفالات بالذكرى الثلاثين للثورة الإسلامية فى إيران، وفى الأيام الأخيرة، تحدث الرئيس السورى بشار الأسد بتفاؤل عن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يصل وفد رفيع المستوى من الكونجرس الأمريكى إلى العاصمة السورية دمشق خلال الأيام القادمة، ومن المتوقع أن يتم الإعلان قريباً عن إرسال سفير أمريكى جديد إلى سوريا، لأول مرة منذ تخفيض واشنطن لمستوى التمثيل الدبلوماسى فى 2005، وفى إشارة مرحبة بإمكانية تحسين العلاقات بين واشنطن ودمشق، أكد الرئيس السورى وعدد من كبار مسئوليه أن سوريا هى مفتاح أى عملية سلام فى الشرق الأوسط، كما أوضحت دمشق أن الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية المركزية سيكون مرحباً به فى سوريا لمناقشة الوضع فى العراق، وهو الاقتراح الذى رفضه من قبل الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش.
ومن المؤسف أن هذا التغيير المفاجئ، على ما يبدو، يأتى فى الوقت الذى تشهد فيه إسرائيل انتخابات أخرى لم تسفر عن نتائج نهائية، والأرجح أن ما سيحدث لاحقاً يعتمد على تركيبة الحكومة الإسرائيلية الجديدة ورغبتها فى التكيف مع المزاج الجديد، لكن ينبغى ألا يتوقف الأمر على إسرائيل وحدها، مع إبداء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وإيران وسوريا وحماس، اهتماماً بإجراء الحوار، فمن الممكن أن تكون هناك فرصة لبداية جديدة، فرصة ينبغى عدم السماح بتضييعها.
الرئيس الأمريكى باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة