«ريا»: أنا كنت طباخة فريد الأطرش ودلوقتى بنام فى الشارع

الجمعة، 20 فبراير 2009 01:31 ص
«ريا»: أنا كنت طباخة فريد الأطرش  ودلوقتى بنام فى الشارع الحاجة ريا.. من القصور .. للشوارع
كتبت يمنى مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ريا طباخة الباشوات، تنام حاليا تحت كوبرى 15 مايو فى ميدان سفنكس. اختارت هذا المكان وشعرت فيه بالأمان، رغم أنه بلا جدران أو سقف.

اعتبرته موقعا استراتيجيا متميزا لقربه من المسجد من ناحية، والأمن الذى يحرسها وتطلق عليهم «أمن الدولة» من ناحية أخرى، تقول: «أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا، من أشراف بنى خزام، بانتسب لسيدنا مولانا الحسين، حفيد سيدنا النبى عليه الصلاة والسلام، واسمى ريا عبدالوهاب النوبى، وعندى 75 سنة».

ريا لم تجد لها مأوى إلا فى هذا المكان، بعد أن طردتها زوجة ابنها بعد وفاته: «ضربتنى وطردتنى من البيت بعد المغرب»، فكرت أين تذهب فهداها تفكيرها إلى الذهاب إلى أحد أقاربها، الذى لم يرفض أن تظل فى بيته، ولكن كشفت نبرة صوته ونظراته عن عدم ترحيبه بذلك. باتت فى بيته وفى الصباح، قررت أن تبحث عن مكان آخر، ولم تجد غير الشارع «البنى آدم مننا جبل محدش يطيقه»، فلم تحتمل أن تمثل عبئا على أى شخص قريبا أو بعيداإلا أن تجربة النوم على الرصيف ليست آمنة، فلم تسلم من المجرمين الذين يحاولون من وقت لآخر ضربها: «بيدخلوا المسجد ومعاهم مطاوى وعاوزين ياخدوا منى فلوسى» ويتدخل معلم القهوة المجاورة لحمايتها من أى اعتداء. كما حاولت إحدى السيدات ضربها ليلا، ظنا أن معها أموالا وأنقذها العاملون فى الجراج «أنا شريبة شاى باللبن، وباحط سكر كتير»، هذا ما تقوله ريا رغم معاناتها من مرض السكر، الذى أثر على أسنانها وجعلها لا تستطيع أن تأكل إلا الأشياء اللينة: «كده كده أنا مش طفسة، أنا طبعى كده وأبويا مربينى رباية صعايدة»، ولهذا لا تسأل ريا أحدا من المارة، وتكتفى ببيع المناديل الورقية.

ريا دخلت المدرسة، حين كان التعليم إلزاميا، واستطاعت أن تفسر الجملة التى كتبها المدرس على السبورة «العصا لمن عصى» فنقلها المدرس من الصف الثانى للثالث.

تذكرت الكثير من الأناشيد التى كانت تحفظها ومنها:
« أمى يا أمى أنت عنوان الحنان»
«يا أبى أنت حبيبى، أنت أهل المكرمات» ولكن والدها أخرجها من المدرسة لتسرح بالبهائم، حتى بلغت الرابعة عشرة من عمرها: «أخدونى لمكتب الصحة عشان يسننونى ويقولوا إن عمرى 17، تزوجت وجاءت إلى القاهرة لتنجب ولدين وبنتا، وبمجرد إتمامها سن الثانية والعشرين، رفضت أن تحتمل إهانة زوجها الذى كان متزوجا من ثلاثة غيرها فطلبت الطلاق، وتركت له البنت وأخذت معها الولدين: بعد طلاقها بدأت تعمل طباخة فى بيوت الباشوات والفنانين، فكانت تعمل عند محرم فؤاد، وفريد الأطرش قبل وفاته: «مرات ياسين سراج الدين كانت بتحبنى وبتدلعنى، ومكانش حد يقدر يكلمنى، وكان زوجها ينادينى بأم على». اضطرت ريا أن تبيع منزلها ليستطيع ابنها إجراء عملية فى القلب: «بعته بملاليم عشان يعمل العملية، ويقدر يربى أولاده الأربعة» وبعد أن أصبحت فى الشارع، تخاف حتى أن تخبره بذلك، خوفا عليه وعلى قلبه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة