قصة من قرية بالصعيد بدون فتنة طائفية

«الرى» توقف بناء مدرسة تبرع بها قمص تحمل اسم صديقه المسلم!

الجمعة، 20 فبراير 2009 01:38 ص
«الرى» توقف بناء مدرسة تبرع بها قمص تحمل اسم صديقه المسلم! نبيل العزبى
كتب عبد الحفيظ سعد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل ما فى القصة متناقض..أحداثها تدور فى «قرية بمحافظة أسيوط فى الصعيد» هناك تخلف وتعصب..لكن القصة تحمل نورا وتسامحا.. القصة بدأت فى قرية «بنى إدريس» بالصعيد. بطلها القمص بيشوى أسطفانوس فلتوس، راعى كنيسة القرية. جمعته صداقة حميمة بعمدة القرية سمير رشوان أحمد.

توطدت عبر عدة مواقف، «كان أبرزها فى عام 1997 عندما نشبت خناقة بين القرية وقرى مجاورة كعادة أهل الصعيد» حدثت إصابات بين الطرفين.. جاءت الشرطة وطلب رئيس مباحث مركز القوصية التابعة له القرية فى حينها وهو الرائد أحمد عبدالغفار من العمدة قائمة بعشرين متهما من القرية «عشرة مسيحيين وعشرة مسلمين، رفض العمدة سمير طلب الضابط» وقال له إنه مش شغال مخبر على ناس البلد. وبعدين مفيش مسيحيين اشتركوا فى الخناقة إزاى نظلم ناس بريئة. فرد عليه الضابط لو لم تحضر قائمة بعشرين متهما إنت اللى هتشيل القضية ونوقف لك العمدية.. وفعلا ألقى القبض على العمدة وشال القضية.. وتدخل وقتها الدكتور رجائى الطحلاوى محافظ أسيوط للصلح بين الطرفين، وأفرج عن العمدة ومن معه.

ولكن أفرج عن المتهمين ولم يعد هناك حاجة للأموال ذهب القمص لصديقه العمدة سمير وقال نعمل بالفلوس دى إيه. وأجابه إحنا نشترى بيها أرض بور ونعمل عليها مدرسة ولكن توفى العمدة سمير فجأة بأزمة قلبية فى الثانية والأربعين.. وكان حزن البلدة شديدا. وفكر القمص فى عمل يخلد اسم صديقه بشراء قطعة أرض بور بالقرب من زمام القرية مساحتها تسعة قراريط... وشرع فى الإجراءات منذ عام 2001.

بعد أن تقدم بطلب إلى المجلس المحلى للموافقة على بناء المدرسة. وبدأ فى تحرير عقد هبة منه بالأرض إلى الوحدة المحلية لمجلس قروى مير بمركز القوصية حتى يتم بناء مدرسة وكان شرطه الوحيد أن تحمل المدرسة اسم صديقه سمير رشوان أحمد .

وحصل على موافقة المجلس المحلى فى أسيوط خاصة أن تقرير الهيئة التعليمية فى أسيوط جاء فيه أن القرية فى حاجة ملحة لمدرسة أخرى لأن المدرسة الوحيدة تعمل فترتين ابتدائى «وإعدادى.

وبدأت إجراءات المعاينة من الزراعة للحصول على تقرير بأن الأرض غير زراعية، بالفعل جاء تقرير من الإدارة الزراعية بقرية بنى إدريس أن الأرض بور منذ ما يزيد على 35 عاما. ولا يوجد مانع من البناء وعلى أساس ذلك وافق محافظ أسيوط اللواء أحمد همام فى ذلك الوقت على بناء المدرسة. وتم وضع المدرسة على خريطة الأبنية التعليمية للبناء.

ولكن كل ما حدث من إجراءات كانت حبرا على ورق. ولم تحفر ذرة تراب واحده لبناء المدرسة فذهب القمص مع عدد من شيوخ القرية للاستفسار عن توقف البناء خاصة أن جميع التصاريح الخاصة بالبناء حصلوا عليها.. فلم يجبه أحد. فلجأ إلى محافظ أسيوط.

وعرضوا عليه الأمر، فوجه سكرتير عام محافظ أسيوط فى يناير 2006 خطابا شديد اللهجة إلى رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة القوصية. يطالبه بالرد الفورى عن سبب تأخر الشروع فى بناء مدرسة المرحوم سمير رشوان، والمتبرع بها القمص بيشوى أسطفانوس فلتوس. وجاء فى الرد أنه لا توجد ممانعة لأن الإدارة الزراعية مسجلة الأرض أنها بور لا يتم الزراعة عليها. وتغير المحافظ وجاء محافظ جديد هو اللواء نبيل العزبى.

ولم يتحرك أحد من أجل بناء المدرسة.. ليذهب القمص مع وفد من القرية مرة أخرى للاستفسار من هيئة الأبنية التعليمية عن سبب تأخر البناء طوال هذه الفترة، حتى تأتى الإجابة غريبة أن إدارة الصرف الزراعى تسعى لضم قيراط ونصف القيراط من الارض المتبرع بها لتكون حرما «تابعة» لإدارة الصرف. والغريب أن الأرض المقرر إنشاء مدرسة عليها بعيدة عن المصرف بمسافة تزيد على عشرة أمتار.. ولا توجد حاجة لتوسيع الطريق لأنه فرعى ولا يصل إلا للأراضى الزراعية.. كما أن المصرف نفسه مقرر أن تتم إزالته أو تغطيته لعدم الحاجة إليه.. ولكن إدارة الصرف الزراعى التابعة لوزارة الرى قامت بإجراءات نزع الملكية مع مجلس قروى مير، حتى توقف بناء المدرسة.

لأنه بعد انتزاع ملكية القيراط ونصف القيراط لن تتمكن هيئة الأبنية التعليمية من البناء على الأرض لأن مساحتها بعد انتزاع القيراط والنصف سوف تصبح غير قانونية للبناء «لأن إدارة الأبنية التعليمية تشترط ألا تقل مساحة أى مدرسة عن 1500 متر أى تسعة قراريط الأربعة.. وتوقف مشروع المدرسة بعد قرار موظف إدارة الصرف.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة