اهتمت صحيفة واشنطن تايمز فى افتتاحيتها اليوم، الخميس، بتسليط الضوء على خطورة تطوير إيران لأسلحة حديثة قد تتسبب فى زعزعة العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، والأوضاع فى المنطقة.
وتقول الصحيفة إن نائب وزير الدفاع الإيرانى العميد أحمد فاهيدى، أعلن خلال هذا الأسبوع أن إيران قد طورت جيلا جديدا من مركبات جوية تطير دون طيار يصل مداها إلى ألف كم (620 ميل)، وهو الأمر الذى أطلق عليه "إنجاز هام".
وتضيف الصحيفة أن هذه الطائرات الحديثة من الممكن أن تصل شرقاً إلى الهند، وغرباً إلى البحر المتوسط، وجنوباً إلى الجزيرة العربية، وشمالاً إلى آسيا الوسطى وجبال القوقاز. بمعنى أوضح، هذه الطائرات لديها المقدرة على التحليق فوق جميع المنشآت العسكرية الأمريكية، وتعريض مهمة الولايات المتحدة الأمريكية الدبلوماسية فى دول تربطها بها مصالح مشتركة فى الشرق الأوسط إلى الخطر.
وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية احتكرت لمدة طويلة صناعة مثل هذه الأسلحة المعقدة والمتطورة، ومع ذلك، شهد العقد الأخير قيام عشرات من الدول بتطوير برامجها الخاصة لطائرات الاستطلاع دون طيار، وشنت عدداً من البعثات الاستطلاعية، والهجمات.
وتقول الصحيفة إن الطائرات بدون دون طيار تجذب كثيراً الدول الصغيرة، نظراً لأنها غير مكلفة، ولديها قدرة فائقة على التخفى، ومخاطرها قليلة على عكس الطائرات التقليدية. وفى حال تم إسقاطها، أو حدث بها عطل ما فى مهمة، لا ضرورة لإنقاذ الطيار، وبدلا من خسارة الملايين، تخسر الدولة المصنعة عدة آلاف فقط.
وتذكر الصحيفة أن إيران قد بدأت فى تطوير الطائرات بدون طيار فى أوائل تسعينيات القرن الماضى، حيث كانت تستخدمها لملاحقة تحركات الأسطول البحرى الأمريكى فى الخليج، ومراقبة أحداث العراق وأفغانستان. وفى عام 2007، ادعت إيران أنها شرعت فى إنتاج "طائرات انتحارية"، لا تستطيع أجهزة الرادار استشعارها، وتستخدم فى إرشاد الصواريخ لمهاجمة السفن الأمريكية.
وورأت واشنطن تايمز أن احتمال بدء إيران لاستخدام طائراتها فى شن هجمات مماثلة لتلك التى شنتها الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حربها على الإرهاب يثير قلق ومخاوف المجتمع الدولى. ومن ناحية أخرى، فإن نشوب الانفجارات العشوائية سواء على القواعد العسكرية الأمريكية، أو ضد أعمالها، أو مهامها الدبلوماسية فى المنطقة، ستلقى بطائلة اللوم على الإرهابيين، بينما تقف إيران فى الخفاء وتنكر صلتها بأى من هذه الهجمات.
وتشير الصحيفة إلى استعداد إيران الكبير لوضع هذه الأسلحة المتطورة مباشرة فى أيدى إرهابية. فحزب الله اخترق مجال الدفاع الجوى الإسرائيلى مستخدماً طائرات بدون طيار، زودته بها إيران، وادعى حينها أنه شن هجوماً على آلية إسرائيل الحربية. وإن قامت إيران بتسليح تلك الطائرات بصواريخ كيماوية أو بيولوجية أو إشعاعية أو تم تحميلها برؤوس نووية،( وهى المرحلة التى ستتوصل إليها إيران قريبا)، حينها ستصبح هذه الطائرات أنظمة استراتيجية وأسلحة هجومية. وترى الصحيفة أن سيناريوهات مماثلة هى التى دفعت الأمم المتحدة للحد من قدرة أسطول صدام حسين الجوى الذى بلغ مداه 150 كم، وهو الأمر الذى يجب أن تأخذه فى اعتبارها الولايات المتحدة الأمريكية عند التفاوض مع طهران.
واشنطن تايمز: قدرة إيران الجوية تهدد الشرق الأوسط
الخميس، 19 فبراير 2009 03:23 م
مخاوف من قدرة إيران الجوية الجديدة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة