أصابت استقالة علاء سماحة رئيس بنك بلوم، الأوساط المصرفية بالدهشة، لأنها الاستقالة الثانية من رئيس بنك أجنبى فى مصر خلال 4 أشهر، حيث سبقه جمال محرم الذى استقال من رئاسة بنك بيريوس اليونانى، كما تزامن مع ظهور تداعيات الأزمة المالية على مصر، مما أثار تساؤلات عدة حول أسباب الاستقالات، والتى بررها أصحابها بجملة واحدة هى "خلاف حول استراتيجيات البنك" فهل تمارس البنوك الأجنبية ضغوطا على فروعها فى مصر؟ مثل تقلص التوسعات أو تخفيض أعداد العمالة؟
جمال محرم المستقيل الأول علق قائلا "هو إيه اللى يمنع إن واحد معترض على حاجة يقدم استقالته؟ وأنا لا أقبل أن أكون مجرد عروسة يحركها البنك الأجنبى كيفما شاء". وقال محرم لليوم السابع إن حدوث استقالتين فى وقت قصير لا يعنى وجود مشاكل فى البنوك الأجنبية عامة، ولكن الخلافات التى حدثت لا يمكن بعدها الاستمرار مع نفس الإدارة، نافيا أن يكون للأزمة العالمية علاقة بالأمر، واعتبر أن عدم الإفصاح عن الأسباب التفصيلية لاستقالة أى رئيس بنك طبيعية لأن "البنوك أسرار ومصالح عملاء وموظفين".
والمثير أن نفس الكلام أكده علاء سماحة المستقيل من رئاسة بنك بلوم اللبنانى، وعزا سبب الاستقالة أيضا إلى خلاف حول استراتيجيات البنك"، نافيا وجود مشكلة عامة بالبنوك الأجنبية العاملة فى البلاد، وأن هناك خلافات جوهرية تم مناقشتها فى مجلس مغلق لا يجوز الإفصاح عنها ولكن لن يمكن الاستمرار بعدها.
ترى لميس نجم نائب رئيس سيتى بنك جروب أن الاستقالات المتوالية ليس لها مغزى، إلا أنه قد يكون هناك تطلعات أكبر لرئيس البنك، ومن الطبيعى -بسبب الأزمة العالمية- أن تطلب البنوك الأجنبية من فروعها تقليص المصروفات، وربما تقليص العمالة. وحول مدى سلطة رؤساء الفروع فى اتخاذ القرارات المناسبة ورفض قرارات أخرى للبنك الأم فى الخارج، أكدت نجم أن من حقها كمسئولة عن البنك فى مصر أخذ ما يناسب البلد من المنتجات التى يطرحها البنك الأم وتحديد التوسعات المطلوبة ووقتها المناسب.
ورفضت نجم مبدأ الاستقالة، إذا حدث بينها وبين البنك الأم خلاف شديد، مشيرة إلى أنه يمكن اللجوء للبنك المركزى أو أى أسلوب آخر غير الاستقالة، حتى لا يستقدم البنك شخصية أخرى تنفذ سياسات لا تناسب السوق المصرى.
من جانبه، أرجع أحمد رشدى مدير البنك الأهلى السابق سبب الاستقالة فى معظم الحالات إلى خلافات مادية بين إدارة البنك والرئيس، مستبعدا تأثير الأزمة العالمية، ووجود ضغوط منها، مشيرا إلى أن الأزمة العالمية ستلعب دورا فى عدم حصول المستقيلين على مكان آخر رغم أنها أسماء كبيرة ولها ثقلها فى السوق.
وقال إن جمال محرم كان من المفروض أن يعود مرة أخرى إلى بنك مصر أوف أمريكا، ولكن لم يحدث بسبب الأزمة العالمية، فالبنوك ليس لديها سيولة كافية لدفع الرواتب الهائلة التى تحصل عليها هذه الأسماء.
استقالة رؤساء البنوك الأجنبية تتحول إلى ظاهرة..
جمال محرم: لست "عروسة" يحركها البنك الأجنبى
الخميس، 19 فبراير 2009 10:59 ص
ظاهرة استقالة رؤساء البنوك الأجنبية فى مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة