مأساة طفل رضيع لم يتجاوز عمره أربعة شهور، ترويها لليوم السابع والدته التى تناهز الثالثة والثلاثين من عمرها، والدموع تقطر دما على فلذة كبدها الذى بترت يده بسبب الإهمال، والتشخيص الخاطئ لأطباء وممرضات قسم العناية المركزة للأطفال بمستشفى النصر العام ببورسعيد.
تقول الأم "يعانى الطفل بكر كمال بكر من التهاب رئوى، ويحتاج لجهاز بخار وبعض المضادات الحيوية، وجاءت إحدى الممرضات تحاول وضع "كانيولا" فى وريد الطفل بيده اليسرى ليتسنى وضع العلاج من خلال المحاليل، ولكنها تفشل وتحاول مرات عديدة وتخضع ابنى إلى حقل تجارب وبعد إتلاف خمسة "كانيولات" فى ساعد ابنى تم حقنه بالمضادات الحيوية بعد رحلة عذاب دامت ثلاثة ساعات".
وأضافت الأم "وفى اليوم التالى فوجئت بأن أصابعه تتحول إلى اللون الأزرق الغامق، فأسرعت استدعى الممرضة التى قابلتنى بفتور، وظلت تردد "متخافيش يا ماما ابنك سقعان حاولى يا أمى تدفيه"، ولكن ظلت الأم فى حيرة من أمرها تبحث عن طبيب، فذهبت للممرضة مرة أخرى تستجديها لاستدعاء طبيب، وبالفعل وبعد محاولات وعدتها بالطبيب الذى جاء بعد 4 ساعات وعلى مضض، ينهرها بكلمات وتساؤلات فى إيه ياست إبنك بخير عايزه أيه؟! حالة ابنى يادكتور بتسوء، يا ماما ضغط البلستر على معصم اليد هو السبب، وطلب من الممرضة نزع البلستر.
وتقول الأم والكلام ما يزال على لسانها "وعلشان يتخلصوا من ابنى قاموا بتحويلى إلى مستشفى الجامعة بالإسماعيلية من خلال تقرير طبى يفيد أنه يعانى من عيب خلقى بالقلب مع التهاب رئوى شديد أدى إلى زرقان وضيق شديد بالتنفس، ويحتاج إلى وضعه على جهاز التنفس الصناعى، وتوجهنا بالفعل بسيارة إسعاف إلى مستشفى الجامعة بالإسماعيلية التى كشفت التشخيص الخاطئ والإهمال الفادح للأطباء والممرضات بمستشفى النصر العام، وأكدوا لى أن ابنى لايعانى من عيب خلقى بالقلب.
ولكن الحالة العامة سيئة للغاية وتم تغيير العلاج الذى قرره أطباء بورسعيد وتم وضعه تحت الملاحظة مدة 48 ساعة، حتى تحسنت حالته وتماثل للشفاء وأجريت فحوصات وأشعة بينت أنه يعانى من غرغرينا بالساعد الأيسر ويحتاج إلى عملية بتر بالكوع الأيسر.
وتم إجراء عملية بتر بمستشفى قصر العينى التعليمى الجديد مقابل 3500 جنيه، ونحن لا نملك مليما واحدا فى بيتنا سوى قوت يومنا. وفى النهاية تقول الأم والحزن يعتصر قلبها، ما ذنب ابنى أن يدفع ثمن إهمال الأطباء والممرضات عديمى الضمير، وطالبت تدخل الدكتور حاتم الجبلى لمحاسبة المقصرين، وتناشده زرع طرف صناعى لابنها.
الإهمال فى المستشفيات لا يزال يحتاج إلى تدخل حاسم من وزارة الصحة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة